الدوحة- قال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي إن بلاده تريد تلبية طلبات الاتحاد الأوروبي لإمدادات إضافية من الغاز الطبيعي المسال، لكن معظم صادرات قطر مرتبطة بالفعل بعقود طويلة الأجل.
وأكد الكعبي خلال مؤتمر صحفي في ختام القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز في العالم “GECF”، رغبة بلاده في مساعدة الاتحاد الأوروبي بتوفير كميات إضافية في حدود المتاح من كميات الغاز.
وتابع الوزير القطري “لا توجد دولة واحدة يمكنها أن تحل محل إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا”، لافتا إلى أنه لا يمكن تحويل إلا حوالي 10% إلى 15% من عقود الغاز الطبيعي المسال إلى أماكن أخرى.
وأوضح أن بعض كميات الغاز التي تم التعهد بها بالفعل لبريطانيا يمكن تحويلها.
الجدل يتزايد حول الأهداف الحقيقية من وراء هذه صفقة تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر ومدى احتياجها له الصورة أرشيفية سبق نشرها بموقع الجزيرة نتالوزير القطري يرجع الزيادة في أسعار الغاز إلى العرض والطلب (الجزيرة)
رفض العقوبات
وفي ما يتعلق بموقف الدول الأعضاء بمنتدى الدول المصدرة للغاز في حال فرض عقوبات اقتصادية ليست من قبل الأمم المتحدة على أحد أعضاء المنتدى مثل روسيا، قال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة “أيا كانت القرارات التي سيتم اتخاذها، فإن ذلك لا علاقة له بالمنتدى، لأن أهداف منتدى الدول المصدرة للغاز لا علاقة لها بالقضايا السياسية”، مشددا على أن المنتدى عبارة عن مجموعة تسعى لتعزيز استخدام الغاز، وتفهم احتياجات الإنسانية لهذا المصدر النظيف من الطاقة.
واستبعد وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة أن تكون الأزمة الروسية الأوكرانية وراء ارتفاع أسعار الغاز، حيث أرجع هذا الارتفاع إلى عاملي العرض والطلب والاستثمار.
وأضاف أن “مسألة الأسعار هي مسألة مزدوجة، نريد استقرارا للأسعار والأسواق.. ارتفاع الأسعار كان قبل هذه الأحداث التي تشهدها أوكرانيا.. الأسعار تواكب مسألة العرض والطلب”.
وأوضح أن الغاز سيكون جزءًا من الحل في الانتقال نحو مصادر الطاقة المتجددة، قائلا إن “الغاز مطلوب بالتأكيد في المستقبل، كل شيء يحدث اليوم بشأن الأسعار يرجع أساسا إلى نقص الاستثمارات، وسوف يستغرق الأمر وقتا للحاق بالركب”.
السندات الخضراء
وعن الخطوات التي ستتخذها قطر لاستقرار السوق، أكد الكعبي أن المستهلكين هم أساس السوق، وقال “نتفاوض مع الدول المستهلكة، وأغلبهم نعدهم شركاء على المدى البعيد، وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار كل مقترحاتهم”.
كما قال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة إن شركة النفط والغاز القطرية المملوكة للدولة لن تلجأ إلى الأسواق الدولية لطرح سندات خضراء.
قطر للبترول تتولى إدارة وتشغيل حقلي “العد الشرقي – القبة الشمالية” و “العد الشرقي – القبة الجنوبية)قطر تعمل على توسعة إنتاج حقل الشمال (الجزيرة ـ أرشيف)
وأضاف الكعبي أن “قطر للطاقة” ستسعى للحصول على قرض من أجل مشروعاتها في قطاع البتروكيماويات، لكنها لا تعتزم زيادة الاقتراض من أجل مشروع توسعة حقل الشمال، موضحا أنه في حالة وجود مشروعات إضافية، فسيكون هناك تفكير في الأمر.
إعلان الدوحة
واختتم منتدى الدول المصدرة للغاز، بإقرار “إعلان الدوحة”، حيث اتفقت الدول المشاركة فيه على “تعزيز أمن الطاقة العالمي وتعزيز التعاون الطاقوي لتحقيق استقرار أسواق الطاقة”.
كما أكد الإعلان على “تعزيز مكانة الغاز الطبيعي باعتباره مصدر طاقة نظيفة وموثوقا، ويستجيب لمتطلبات الحفاظ على البيئة والمناخ”.
وانطلقت في وقت سابق اليوم الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة، فعاليات القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز في العالم (GECF)، وسط تصاعد الأزمة الأوكرانية التي تهدد إمدادات الطاقة إلى أوروبا.
وتحت شعار “الغاز الطبيعي.. رسم مستقبل الطاقة” ناقش المشاركون في القمة كيفية تحقيق الاستقرار في أسواق الغاز والطاقة بشكل عام في ظل التوترات السياسية الحادة على المستويات الإقليمية والدولية التي تؤثر بشكل كبير على أسعار الطاقة، والأزمات التي تلاحق العالم، كارتفاع أسعار الطاقة واستمرار جائحة كورونا.
وتأسس “منتدى الدول المصدرة للغاز” كمنظمة حكومية دولية مقرها الدوحة تعنى بوضع إطار لتبادل الخبرات والمعلومات بين الدول الأعضاء ورفع مستوى التعاون والتنسيق بينها.
وتعقد القمة وسط أزمة عالمية كبيرة متمثلة في الصراع بين روسيا من جانب وأوكرانيا والغرب من جانب آخر، وتهديد ذلك الصراع في حال تفجره أمن الطاقة في قارة أوروبا بالكامل، لاعتمادها بشكل رئيسي على الغاز الروسي.
المصدر : الجزيرة