المنامة – تعتزم هيئة البحرين للسياحة البحرينية تكثيف جهودها لجذب المزيد من السياح الأجانب من خلال إطلاق حزمة من المبادرات في الفترة المقبلة بعدما قطعت خطوة في تنفيذ استراتيجيتها الجديدة لإخراج القطاع من نفق الإغلاق.
وتحملت السياحة في البلد كغيره من دول الخليج الضريبة الأكبر للإغلاق الاقتصادي؛ إذ راكمت الجائحة طيلة أشهر الغبار على مرافق القطاع، ما حرم المنامة من إيرادات مهمة في ظل سعيها المحموم لدفع النمو ومواجهة نقص الموارد.
ومن المتوقع أن تمزج الهيئة بين مسارين رئيسيين لتنفيذ خططها، يتمثل الأول في برنامج عمل متكامل يتضمن تنظيم فعاليات ذات طابع دولي على مدار العام 2022.
أما المسار الثاني فيتمثل في زيادة وتيرة عمليات الترويج لوجهة أصغر اقتصادات منطقة الخليج لدى الأسواق الإقليمية والدولية الأكثر تصديرا للسياح.
ويأتي هذا التوجه ضمن مساعي الحكومة لتنمية القطاع في السنوات الخمس المقبلة، وهي إحدى استراتيجيات خطة التعافي الاقتصادي التي أعلنت عنها في نوفمبر الماضي.
ناصر القائدي: جذب الزوار الأجانب هدفنا لإعادة تنشيط القطاع ككل
ونسبت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية إلى ناصر القائدي الرئيس التنفيذي للهيئة قوله الثلاثاء إن “جذب المزيد من السياح من خارج البحرين يشكل هدفا أساسيا في إطار تنشيط القطاع ككل، لما يمثله الزوار الأجانب من أهمية اقتصادية واجتماعية”.
وأضاف “يتضمن برنامج عملنا لاستقطاب السياح الدوليين رفع مدة إقامتهم في البحرين من خلال توفير برنامج فعاليات حافل لهم، كأفراد أو مجموعات، ورفع مستويات إنفاقهم أيضا”.
وتعول المنامة على تنشيط حركة القطاع لتحصيل بعض الإيرادات، خاصة وأنها لا تزال تعاني من أزمة مالية، كما أن السياحة ستسهم في دعم سوق العمل الصغير وأيضا زيادة المشاريع الاستثمارية السياحية، ورفع معدلات النشاط التجاري، وتطوير البنية السياحية.
وأوضح القائدي أن إطلاق البرنامج يواكب مرحلة التعافي من الجائحة وعودة القطاع لتحقيق معدلات أداء جيدة.
وأكد أن هيئة السياحة تعمل على مواصلة طرح حلول ومبادرات متطورة تهدف إلى فتح أسواق جديدة وتعزيز مكانة البلد على خارطة السياحة العالمية “باعتبارها وجهة سياحية مفضلة لبعض السياح”.
وحتى الآن وصل عدد اتفاقيات الترويج السياحي التي وقعتها الهيئة مع وكالات وشركات ومكاتب سياحة حول العالم إلى 49 اتفاقية.
وتتضمن تلك الشراكات إطلاق الهيئة حملات ترويجية في 16 بلدا، من بينها تسع أسواق سياحية تدخلها البحرين لأول مرة وتشمل دول الإمارات وعُمان ومصر وتركيا وبلغاريا وسلوفاكيا والتشيك وأوكرانيا.
وتستهدف الحملة أيضا الأسواق التي تنشط فيها الهيئة أساسا وهي السعودية والكويت والمملكة المتحدة والهند وروسيا وألمانيا وفرنسا.
واعتبر علي أمرالله الرئيس التنفيذي لشركة فيزت بحرين أن التوسع في فتح أسواق سياحية جديدة وجذب المزيد من الزوار الأجانب سيدعمان مختلف العاملين في القطاع بما فيهم شركته التي تسيّر رحلات طيران من أوكرانيا وإيطاليا والتشيك، إضافة إلى استئناف عمليات الطيران العارض من روسيا.
مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي تتراوح بين 8 و10 في المئة سنويا
وخصصت المنامة أكثر من 10 مليارات دولار لمشاريع البنية التحتية السياحية، بما في ذلك 1.1 مليار دولار لتحديث مطارها الدولي، كما أعلنت شركة إدامة قبل أشهر عن العديد من المشاريع العقارية بالبلاد.
وقال عثمان معزوز مدير تطوير الأعمال في شركة الأفضل السياحية إن “الجميع يلحظ أن الهيئة ضاعفت من برامجها ونشاطاتها ومبادراتها خارج البحرين في إطار حرصها على جذب المزيد من السياح الإقليميين والدوليين”.
وأضاف “بدأنا في منشآت القطاع الخاص نلمس بالفعل نتائج تلك الجهود التي تدعم مؤشرات التعافي بعد الجائحة”.
وأكد معزوز حرص القطاع على مواكبة توقعات الهيئة وأنه يرحب بقدوم المزيد من السياح “ومنحهم تجربة استثنائية تلبي ما هو أبعد من تطلعاتهم”.
وتشير التقديرات الرسمية إلى أن مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي تتراوح بين 8 و10 في المئة سنويا، ولكن البحرين لديها طموحات لتحسين تلك المؤشرات.
العرب