في تعليقه على تمديد المفاوضات بين ايران ودول ( 5+1) حول برنامج ايران النووي قال خامنئي المرشد الاعلى في ايران ( ان الولايات المتحدة الامريكية والقوى الاستعمارية الاوربية اتحدوا من اجل اخضاع ايران الا انهم لم ولن ينجحوا بذالك ).
من المعلوم ان علي خامنئي هو من يسطر على القرار السياسي في ايران، والمشرف العام على المفاوضات بخصوص البرنامج النووي، ولديه الكلمة العليا والقرار النهائي والاخرين منفذين, ولهذا فأن السلطة السياسية والتوجيهية بيد خامنئي، وليس هناك اي دور للرئيس الايراني روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف، في تحديد مسارات وطرق المفاوضات الا من جوانب فنية ودبلوماسية فالقرار النهائي بيد المرشد الاعلى.
وعليه فأننا نرى الاتي:-
1.ان الادارة الامريكية والوفد المفاوض كان مبالغا بحسن الظن بالرئيس الايراني روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف، لأنهما يمثلان الحالة المعتدلة في السياسة الايرانية بنظر الامريكان ومع ذلك لم يستطيعا ان يفعلا شيئا.
2.اعتقد الامريكان ان الايرانيين متلهفون لتوقيع الاتفاق بسبب استمرار العقوبات الاقتصادية وأثارها السلبية عليهم وهذا خطأ استراتيجي، لان ايران فاجأت المفاوضين بأنها لديها القدرة على مواجهة الضغط السياسي والعقوبات المفروضة عليها.
- ان الحكومة الإيرانية استطاعت ان تحتفظ بوقت كاف لتطوير السلاح النووي وزيادة فعالية الطرد المركزي، والبدء بأنشاء مفاعلات نووية جديدة.
- وجود الدعم الروسي والصيني لإيران واستمرار التبادل التجاري بينها، جعل الاخيرة اكثر قوة وصلابة في مواجهة العقوبات ومقدرة على استمرارها في المفاوضات.
- نجحت ايران في الاستمرار بتخصيب اليورانيوم وان مخزونها من اليورانيوم المخصب بدرجاته كافة سيظل بمكان آمن في ايران، وسيستمر مفاعل أراك في العمل بالماء الثقيل.
ان العلاقات النووية الروسية الايرانية في تقدم وازدهار، واحدث توقيع الاتفاق الاخير بأنشاء روسيا 8 مفاعلات نووية جديدة في ايران، قبل البدء بالمفاوضات الاخيرة مفاجأة ورد فعل غير متوقع من الامريكان والاوربيين المشاركين في المفاوضات، وحددت روسيا بناء مفاعلين نوويين الان في موقع بوشهر النووي مع الاستمرار بعملها لإنجاز 6 مفاعلات مستقبلا..
فما هي حسابات الجانب الروسي في استمرار دعم ومساندة النظام الايراني ؟
1.ان روسيا تخشى من اتمام الاتفاق خوفا من عودة ايران لتلعب دورا استراتيجيا ومهما، في ان تكون عازلا جغرافيا لروسيا عن منطقة الخليج العربي او ما يسمى بالمياه الدافئة.
- اشغال الامريكان بعيدا عن الوضع في اوكرانيا، وابعاد قرار العقوبات وتجديدها على روسيا.
- سعي روسيا لجعل المفاوض الايراني اكثر صلابة، من خلال الاتفاق النووي الاخير مع ايران وللحفاظ على المصالح الروسية في المنطقة.
- دعوة ايران لعدم تقديم تنازلات للدول المفاوضة لها، وإعطاء الدور الروسي ابعادا استراتيجية ومحورية في التأثير على الوضع الدولي والاقليمي.
- تعزيز مكانة ايران والاعتراف بها كقوة اقليمية في المنطقة، لها امتداداتها وتأثيراتها على الوضع في العراق وسوريا ولبنان.
فهل تريد القوى العظمى استمرار الحوار والمفاوضات مع ايران وصولا للاتفاق على برنامجها النووي، أم ان استمرار العقوبات على ايران وانخفاض اسعار النفط وأضعاف الاقتصاد الايراني وتجميد مبلغ (100 مليار دولار) وايجاد نظام تقشفي لإيران، وكبح جماح الدعم الحكومي للغذاء والوقود وزيادة التضخم المالي في ايران، سيحرر الشعوب الايرانية ويخرجها للشارع داعية لأسقاط النظام ومطالبة بحقوقها ووقف مغامراته في سوريا والعراق ولبنان ؟؟؟
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية
الكلمات المفتاحية:البرنامج النووي الايراني،الولايات المتحدة،ايران،والعقوبات الدولية،الخليج العربي،