الطيران أولا.. تفاهمات لتعزيز التبادل التجاري بين إسرائيل ومصر

الطيران أولا.. تفاهمات لتعزيز التبادل التجاري بين إسرائيل ومصر

القدس المحتلة- تتطلع إسرائيل إلى تسيير رحلات طيران من مطار بن غوريون إلى مطار شرم الشيخ بشبه جزيرة سيناء المصرية، وذلك في أعقاب التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الطرفين، في إطار التوجه نحو تطوير وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين القاهرة وتل أبيب.

وأظهرت الإحصاءات الإسرائيلية الرسمية لوزارة الصناعة والتجارة ووزارة الاقتصاد أن معدل التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 270 مليون دولار سنويا، إذ تصدر إسرائيل لمصر بضائع بقيمة 150 مليون دولار، في حين تستورد منها ما قيمته 115 مليون دولار.

ولا تشمل هذه المبالغ التعاون التجاري بين البلدين في قطاع الطاقة والغاز، واتفاقيات مناطق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية، حيث تعمل القاهرة وتل أبيب على توسيع دائرة التجارة الحرة مع واشنطن.

وفي إطار توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية بين البلدين، أفادت صحيفة “إسرائيل اليوم” بأن التفاهمات لتفعيل خط الطيران من مطار بن غوريون في تل أبيب إلى شرم الشيخ تم التوصل إليها عقب المباحثات التي جمعت بين وفد أمني مصري ونظيره الإسرائيلي على مدار يومين في تل أبيب.

وترأّس وفد القاهرة للمباحثات الخاصة اللواء أيمن بديع نائب وزير جهاز الاستخبارات المصري، برفقة العديد من رجال الأعمال المصريين، في حين ترأس الوفد الإسرائيلي يائير بينس الذي يشغل منصب مدير ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بمشاركة مندوبين عن وزارة الأمن في تل أبيب والعديد من رجال الأعمال.

ونقلت الصحيفة عن مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله إن “المباحثات تشكل منحى أساسيا وجوهريا لتوطيد وتدعيم العلاقات التجارية والاقتصادية مع مصر”، مشيرا إلى أن تعزيز العلاقات التجارية سيجلب فائدة سياسية ودبلوماسية.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن المباحثات المكثفة تهدف إلى النهوض بالعلاقات الاقتصادية وتوسيع دائرة التبادل التجاري بين البلدين، وذلك تنفيذا لتعليمات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، ورغبتهما في تدعيم العلاقات التجارية وزيادة الاستيراد والتصدير بين القاهرة وتل أبيب.

لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح بوزير الخارجية الإسرائيلية يائير لابيد في القاهرة

وتؤسس هذه التفاهمات الاقتصادية لمرحلة جديدة تعقب ما وصفته الصحيفة “بالسلام البارد”، الذي ميّز العلاقات بين تل أبيب والقاهرة منذ التوقيع على اتفاقية “كامب ديفيد”.

وفي يونيو/حزيران الماضي، تم التوصل إلى اتفاق بين شركات طيران مصرية وإسرائيلية، تقوم بموجبه شركة الطيران المصرية بتسيير رحلات جوية من مطار بن غوريون إلى شرم الشيخ، لكن هذا الاتفاق لم يحظ بمصادقة وتراخيص نهائية من قبل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في حينه.

وحسب الاتفاق الذي سيخرج لحيز التنفيذ -حين اكتمال التراخيص من وزارة الأمن الإسرائيلية- ستبلغ قيمة تذكر الطيران ذهابا وإيابا 370 دولارا، كما ستُقدم عروض سياحية لمدة 3 أيام؛ تشمل تذكرة الطيران والمبيت بفنادق 4 نجوم.

وفي إطار جهود القاهرة وتل أبيب للانتقال إلى “السلام الدافئ”، حسب ما كشفت عنه الصحيفة الإسرائيلية، فإن مصر بعثت لإسرائيل في الأشهر الأخيرة العديد من الرسائل التي أوضحت من خلالها رغبتها وتطلعها إلى تطوير وتدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن رئيس الوفد المصري قوله إن “بلاده معنية بتصدير منتجات مصرية إلى إسرائيل، وأيضا استيراد منتجات إسرائيلية من مختلف الفروع والمجالات وبيعها بالسوق المصري”.

وإلى جانب التفاهمات بين البلدين لتفعيل خط الطيران لشرم الشيخ، تم الاتفاق عقب المباحثات في تل أبيب على تحديث معبر “نيتسانا” الحدودي الذي افتتح عام 1982، وهو معبر بري رئيسي بين إسرائيل ومصر عبر سيناء لنقل البضائع.

واستخدم المعبر في السنوات الأولى للسلام بين البلدين لحركة المركبات والمسافرين، لكنه تحوّل لمعبر تجاري. وفي أعقاب الاتفاق سيتم التوسع في عمليات نقل المنتجات والبضائع بكميات كبيرة.

إلى جانب ذلك، تناولت المباحثات التي أجريت بتل أبيب بين وفدي البلدين تعزيز العلاقات السياحية وتوسيعها، إذ أبدت القاهرة اهتمامها البالغ باستقدام السياح الإسرائيليين مجددا إلى طابا وشرم الشيخ، إذ حالت الأوضاع الأمنية التي سادت في شبه جزيرة سيناء في السنوات الأخيرة دون قدوم السياح اليهود.

وأفضت المباحثات بين القاهرة وتل أبيب أيضا إلى الاتفاق على تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين تضم مجموعات من القطاع الاقتصادي والتجاري الخاص، وستكون إحدى مهامها الرئيسية إزالة العقبات وتخطي الحواجز التي تحول دون تطوير العلاقات الاقتصادية وتوسيع التبادل التجاري بين البلدين.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية