كتب جاسون ويليك في عموده بصحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) أن الرئيس الأميركي جو بايدن ظل ثابتا طيلة الأزمة الأوكرانية على 3 قواعد للمشاركة الأميركية، ألا وهي أن الولايات المتحدة سوف “تفرض عقوبات مدمرة” على روسيا إذا ما غزت أوكرانيا؛ وسوف “تضمن امتلاك أوكرانيا أسلحة للدفاع عنها ضد قوة روسية غازية”؛ وسوف “تدافع عن كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي (الناتو) بكل قوة النفوذ الأميركي”.
وقال إن الإدارة الأميركية نفذت تلك القواعد، فالعقوبات المالية والتكنولوجية الغربية المفروضة على موسكو شاملة إلى الحد الذي جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزعم أنها “أشبه بعمل من أعمال الحرب”. وقد ساعد تدفق الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا على تدمير العديد من المقاتلات والدبابات الروسية، وقتل المئات من الجنود الروس والتشكيك في قدرة بوتين على تحقيق أهدافه الحربية، كما زادت الولايات المتحدة قواتها لتعزيز موقف الناتو في بولندا ودول البلطيق.
ويرى الكاتب أنه من المرجح أن يؤدي خطاب الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمام الكونغرس أمس إلى المزيد من الضغط على بايدن لتغيير شروط المشاركة الأميركية في أوكرانيا، فالأميركيون يريدون دعم شعب شجاع في الدفاع عن سيادته ضد غازي متوحش.
التحدي الكبير الذي سيواجهه بايدن في الأسابيع المقبلة سيكون مقاومة هذا الضغط، حيث إن قواعده الثلاث ليست مرضية أخلاقيا، لكنها تحافظ على احتواء أخطر مواجهة عسكرية بين القوى النووية منذ عقود
وأضاف أن التحدي الكبير الذي سيواجهه بايدن في الأسابيع المقبلة سيكون مقاومة هذا الضغط، حيث إن قواعده الثلاث ليست مرضية أخلاقيا، لكنها تحافظ على احتواء أخطر مواجهة عسكرية بين القوى النووية منذ عقود. وتعديل هذه القواعد يؤدي إلى زيادة خطر انتشار الدمار خارج حدود أوكرانيا
ومع ذلك يرى الكاتب أنه من غير المرجح أن تؤدي قواعد بايدن إلى الحد من الوحشية الروسية في أوكرانيا. فقد أخفق الردع الغربي بالفعل في منع روسيا من غزو دولة ذات سيادة على جبهات متعددة بنحو 150 ألف جندي. والآن يواجه الغرب تحديا خطيرا في المصداقية في إعادة وضع الخطوط الحمراء في ذلك البلد ومع وجود غزو جار بالفعل.
واختتم الكاتب مقاله بأن من الأفضل أن يحافظ بايدن على الصراع تحت السيطرة ليس من خلال إدخال قواعد جديدة، ولكن بتأكيد القول والفعل في أن القواعد الثلاث السارية بالفعل -العقوبات والأسلحة ومحيط الناتو الذي لا يمكن انتهاكه- سوف تُفرض إلى أقصى حد.
الجزيرة