دعوة زعيم المجلس الانتقالي إلى انفصال الجنوب رسالة في التوقيت الخطأ

دعوة زعيم المجلس الانتقالي إلى انفصال الجنوب رسالة في التوقيت الخطأ

عدن – وصفت أوساط سياسية يمنية تمسّك زعيم المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي بانفصال الجنوب بعد ساعات من توافقات يمنية برعاية سعودية بأنه دعوة في الوقت الخطأ، ويمكن أن تقرأ على أنها تنصل مبكر من اتفاقيات الرياض ما قد يغضب السعودية ويعطي مبررا لخصوم المجلس الانتقالي، خاصة حزب الإصلاح الإخواني لاتهامه بإفشال تنفيذ اتفاق الرياض.

وقالت الأوساط السياسية اليمنية إن تصريحات الزبيدي جاءت كرسالة إلى الداخل الجنوبي وهدفها طمأنة قيادات المجلس الانتقالي وأنصاره بأن المشاركة في المجلس الرئاسي لا تلزمه بأيّ تراجع عن المطلب الأساسي وهو تحقيق الانفصال، وأن عضويته هي مشاركة بأهداف مرحلية واضحة حددها لقاء الرياض للوصول إلى حل تفاوضي مع الحوثيين وإعادة الاستقرار إلى اليمن.

وأشارت هذه الأوساط إلى أن الزبيدي سعى لتبرئة نفسه أمام أنصاره من أيّ تفاهمات غير معلنة، لكن ذلك قد يرفع من منسوب الشكوك داخل الحلفاء في تركيبة الشرعية الجديدة، خاصة أن موضوع الانفصال ملف توجد حوله خلافات كثيرة مع مكونات الشرعية سواء من ممثلي الشمال أو من السعودية ذاتها.

وحذرت من أن لا أحد من الشركاء – الفرقاء داخل الشرعية سيقبل بالانفصال بمن في ذلك من دعموا المجلس الانتقالي وانحازوا له في معركة تثبيت نفوذه في عدن في مواجهة حزب الإصلاح، وأن ذلك الانحياز يقف عند حدود الخلاف مع الإخوان وليس إقرارا بخطط المجلس الانتقالي الأخرى وعلى رأسها موضوع الانفصال.

وأعلن الزبيدي، الجمعة، تمسكه بانفصال جنوب البلاد عن شمالها. جاء ذلك غداة تعيينه عضوا في مجلس القيادة الرئاسي المفوض باستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية في البلاد.

وقال الزبيدي “إن قيادة المجلس الانتقالي تحرص كل الحرص أن تكون حاضرة في المعترك السياسي بما يخدم قضية شعب الجنوب وتحقيق تطلعاته في استعادة دولته”.

وأضاف “كنا واضحين مع الجميع بأننا لسنا باحثين عن سلطة ووُجدنا لانتزاع حق شعب الجنوب ولتحقيق تطلعاته في استعادة دولته المستقلة”.

واعتبر الزبيدي “مشاركة المجلس الانتقالي في مشاورات الرياض إيجابية ومثمرة وعززت حضور قضية شعب الجنوب في أروقة صناعة القرار الإقليمي والدولي”.

ويعتقد مراقبون يمنيون أنه مهما كانت التوافقات الحالية، وسواء مضى المجلس الانتقالي في دعم ما تم التوافق عليه في الرياض أم لا، فإن التمسك بالانفصال قد ينقل اليمن من حرب مع الحوثيين إلى حرب بين الشمال والجنوب، خاصة أن تجربة الحروب السابقة أظهرت أن الشمال لن يفرّط بالجنوب، فهو بوابته على النفط ومنفذه إلى المحيط الهندي.

وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن قضية الانفصال لها تعقيدات كثيرة ولا يمكن حلها بمنطق المغالبة، أو استثمار ارتباك القوى الشمالية، وحاجة اليمن إلى تحالف أوسع لمواجهة الحوثيين لتمريرها، لافتين إلى أنه يمكن أن تتجنب مكونات الشرعية خوض النقاش في هذا الموضوع حاليا، لكن في المستقبل ستطفو القضية إلى الواجهة وقد تصل إلى الحرب.

وكان البيان الختامي لمشاورات الرياض قد استجاب لمطلب الزبيدي بتضمين قضية الجنوب، لكن الصياغة جاءت ملتبسة، حيث نص على اتفاق المتشاورين على إدراج قضية شعب الجنوب في أجندة مفاوضات وقف الحرب لوضع إطار تفاوضي خاص لها في عملية السلام الشاملة، في استجابة لمطالب المجلس الانتقالي الجنوبي وطمأنة قاعدته الشعبية.

وحث علي البخيتي السياسي اليمني والقيادي السابق في الجماعة الحوثية الزبيدي على ‘التعاطي بإيجابية مع القرارات الأخيرة برعاية الأشقاء في السعودية”، وأن” أمامك فرصة اليوم، لتحويل مكونك إلى كيان سياسي له احترام ووزن”.

وأضاف في تغريدة له أن “البلد يعيش في أزمة، والمناصب فيه مسؤولية كبيرة تفر منها الجبال، وهناك شعب ينتظر منك ومن زملائك في المجلس الرئاسي إنجازات على الأرض، أمنية واقتصادية وخدماتية”.

تصريحات الزبيدي هدفها طمأنة قيادات الانتقالي وأنصاره بأن المشاركة في المجلس الرئاسي لا تلزمه بأي تنازلات

وخلال السنوات الماضية تبادلت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الاتهامات حول عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض، وعناصر أخرى من بينها المسؤولية عن الوضع الصعب اقتصاديا في العاصمة المؤقتة عدن. وتدور نقاط الخلاف الحقيقية حول رغبة كل طرف في الاحتفاظ بمكاسبه على الأرض والامتناع عن تنفيذ أيّ جزء من الاتفاق، وخصوصا الشق العسكري.

وكان الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي قد أعلن فجر الخميس بعد لقاء جمعه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن نقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي يتولى استكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وتفويض هذا المجلس “تفويضاً لا رجعة فيه” بكامل صلاحيات الرئيس وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وتتضمن مهام المجلس بحسب الإعلان الدستوري إدارة الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً طوال المرحلة الانتقالية وتيسير ممارسة الحكومة لاختصاصاتها بكامل صلاحياتها طوال المرحلة الانتقالية واعتماد السياسات اللازمة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية.

وأعلن رئيس المجلس رشاد العليمي الجمعة أنه سينهي الحرب المستمرة منذ سبع سنوات من خلال عملية سلام.

وقال العليمي في خطاب نقله التلفزيون إن “مجلس القيادة يعد الشعب بإنهاء الحرب وتحقيق السلام، من خلال عملية سلام شامل تضمن للشعب اليمني كافة تطلعاته”.

العرب