الحوثيون يخوضون حربا من نوع آخر في مناطق سيطرتهم

الحوثيون يخوضون حربا من نوع آخر في مناطق سيطرتهم

صنعاء – يخوض المتمردون الحوثيون حربا من نوع آخر في مناطق سيطرتهم، حيث يسعون جاهدين لفرض أفكارهم ومعتقداتهم المذهبية على السكان، ولا يتوانون عن استخدام القوة في ذلك.

وعمد المتمردون، الذين ينتمون إلى المذهب الزيدي، مؤخرا إلى مداهمة عدد من المساجد لمنع إقامة صلاة التراويح، وقد وصل الأمر إلى حد إطلاق الرصاص لترهيب المصلين والأئمة، واعتقال بعضهم، في خطوة أثارت غضبا واسعا.

وتتعارض هذه الممارسات مع ما عرف عن اليمنيين من تسامح وقبول بالتنوع المذهبي، ويرى متابعون أن الحوثيين يسعون إلى طمس الهوية الدينية للسكان الذين جزء كبير منهم من أهل السنة.

معمر الإرياني: الحوثيون يحاولون فرض معتقداتهم الدخيلة بالإكراه

وأدان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني “الحملات التي تشنها ميليشيا الحوثي لمنع إقامة صلاة التراويح وآخرها اقتحام مسجد الإيمان بصنعاء”.

واعتبر أن “هذه الممارسات الإجرامية امتداد لمحاولات الميليشيا فرض أفكارها ومعتقداتها الطائفية الدخيلة المستوردة من إيران في مناطق سيطرتها بالإكراه وقوة السلاح”.

وأضاف الوزير اليمني أن “جماعة الحوثي تستهدف التنوع المذهبي وتنسف مبدأ التعايش بين أطياف المجتمع اليمني والتي سادت لقرون من الزمن”. ‏ودعا “منظمة التعاون الإسلامي والعلماء والدعاة في اليمن والدول العربية والإسلامية، ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة اعتداءات الميليشيا على المساجد ومنع المصلين من أداء صلاة التراويح، وغيرها من الشعائر”.

ويعتبر أهل السنة أن صلاة التراويح “سنة” بينما يقول الشيعة، ومنهم شق من الزيدية التي ينتمي إليها الحوثيون، إنها “بدعة” استحدثها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.

وسبق أن حاول الحوثيون في السنوات الماضية تضييق الخناق على المصلين؛ من ذلك أنهم منعوا تشغيل مكبرات الصوت. وقد أصدرت وزارة الأوقاف الخاضعة للحوثيين في صنعاء عام 2018 تعميما لكافة أئمة المساجد يقضي بمنع رفع شعائر صلاة التراويح وقيام الليل عبر مكبرات الصوت الخارجية، لأن ذلك “يشكل ضررا على المرضى والمسنين في المجتمع”.

ويرى نشطاء يمنيون أن الحوثيين باتوا أكثر جرأة في فرض آرائهم وأفكارهم الدينية، مستغلين هاجس الخوف الذي يطغى على السكان.

ويشير النشطاء إلى الدعوة التي أطلقها قبل أيام عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، بشأن تأخير وقت الإفطار عن الموعد المحدد بتوقيت صنعاء حتى رؤية النجوم في السماء.

وقال الحوثي إن وقت الإفطار في مذهبه هو عند “غشيان الليل للصائم وعلامة دخوله وحقيقة وقوعه أن يرى كوكبا”، أي نجوما في السماء، موظفا آيات كـ”وأتموا الصيام إلى الليل”، وقوله “فلما جن عليه الليل رأى كوكبا”.

وقد أثارت دعوة القيادي الحوثي البارز ضجة كبيرة، حتى بين أعضاء جماعته الذين اعتبر بعضهم أنها تتناقض مع المذهب الزيدي، وأن السير بها من شأنه أن يخلق إرباكا في صفوف المنتسبين إليه.

والزيدية مذهب محسوب على الشيعة لكنه قريب من السنة، ويرى مراقبون أن الحوثيين يحاولون إدخال أفكار غريبة عن هذا المذهب، لجعله أقرب إلى الشيعة، وهو ما يظهر من خلال اعتبار التراويح “بدعة”، رغم أن الأئمة الزيدية منقسمون حيال ذلك.

وعلَّق سفير اليمن في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) محمد جميح على قيام الحوثيين بمنع صلاة التراويح قائلا “ما الذي سيضر الحوثيين لو تركوا المصلين يؤدون الصلاة؟ ما الذي يشكله أداؤها من تهديد لهم؟”.

‏وأضاف جميح في تغريدة على حسابه في تويتر “فلنقل إن الحوثي لا يعتقد بصلاة التراويح، لماذا لا يترك من يعتقدون بها ليؤدوها؟ ‏من أراد أن يصليها فعل، ومن لا يريد فهو وشأنه!”.

‏واختتم متسائلا “لماذا يدينون إسرائيل في القدس وهم يفعلون فعلها في صنعاء؟”.

العرب