لأن حكومة الاحتلال الإسرائيلي واقعة إرادياً بين مطرقة الاستيطان وسندان القوى الحزبية الدينية أو الهشة، فإن خلافاً حول أطعمة تدخل الخميرة في صناعتها يمكن أن يدفع وزيرة إلى الاستقالة ويهدد بتقويض الائتلاف الحاكم؛ وعلى قدم المساواة يمكن للإسرائيليين المتدينين المتشددين وممثليهم في الوزارة والكنيست أن يشعلوا جولة عنف شاملة من خلال الإصرار على تسعير الاستفزاز في قلب المسجد الأقصى أحد أقدس أيقونات الفلسطينيين ماضياً وحاضراً. والتخبط بين مطرقة وسندان لن يقتصر على دولة الاحتلال وحدها، بل سيفرض عواقبه على سلطة وطنية فلسطينية تائهة أو عاجزة، وعلى أنظمة صديقة للاحتلال في واشنطن والقاهرة وأبو ظبي. وفي مقابل تهويد جديد أكثر وقاحة، ثمة هبّة شعبية عارمة ورباط راسخ أشدّ.
القدس العربي