على مدى أكثر من شهرين من الحرب الوقائية غير المبررة التي شنت ضد بلد لم يكن يشكل تهديداً وشيكاً، فشلت روسيا في اجتياح أوكرانيا، ولكنها تسببت في أضرار مادية كبيرة وسقوط آلاف الضحايا من العسكريين والمدنيين، وفقاً لاستنتاج الباحث تشارلز ف. بينا في مقال نشره موقع “ذا هيل” القريب من الكونغرس.
وقال بينا إن بوتين لم يكن يتوقع ما حدث، ولكن ما الذي يجب أن نتوقعه من هذه النقطة؟ يوضح الباحث في مؤسسة أولويات الدفاع ومؤلف كتاب ” الفوز في الحرب” أن الحرب في أوكرانيا ليست مثل الحرب الخاطفة التي شنها أدولف هتلر في بولندا عام 1939 كما أنها لا تشبه سيناريو الحرب الباردة، مشيراً إلى أن هذه المقارنات مضللة وغير مفيدة.
الحرب في أوكرانيا لا تهدد الأمن القومي الأمريكي بشكل مباشر ومن مصلحة الولايات المتحدة عدم توسيع الصراع
وأوضح أنه من المهم، ايضاً، الاعتراف بأن الحرب في أوكرانيا ليست تهديداً مباشراً للأمن القومي للولايات المتحدة، مشيرأً إلى أن لدى روسيا ترسانة نووية استراتيجية على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، وهذا يعني أن التدخل العسكري الأمريكي المباشر قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا تهدد بحرب نووية، كما يعني أن هناك مصلحة أمريكية في ضمان ألا يتسع الصراع خارج أوكرانيا.
وأوضح بينا أن من السيناريوهات المحتملة في الحرب استمرار المقاومة الأوكرانية بدون نصر صريح، مشيرأً إلى أن إرهاق القوات الروسية مثل التجربة السوفيتية في أفغانستان ليس مستبعداً، ومع ذلك يمكن أن يكون هذا السيناريو طويلاً، ومن المؤكد أنه سينطوي على دمار مادي هائل وخسائر في الأرواح.
وإذا كانت النتيجة المرجوة هي إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن للحد من الدمار والموت، فهذا يعني تسوية تفاوضية، ويلاحظ الباحث أنه من غير الواقعي توقع عودة الوضع إلى فترة ما قبل الحرب، خاصة فيما يتعلق بقضية الحياد.
ومن النتائج المحتملة لهذه الحرب القدرة على معاقبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهناك من يعتقد أن هذا سيؤدي في النهاية إلى تغيير النظام في روسيا، وفي الواقع، لدى مراجعة التاريخ، لا تؤدي العقوبات الاقتصادية إلى الغايات المرجوة.
وفي النهاية، ستقرر روسيا وأوكرانيا كيف ستكون النتيجة، ومع ذلك، ومتى انتهت الحرب وبأي ثمن- فإن هناك نتيجة واضحة للغاية: ستكون خسارة صافية لروسيا.
القدس العربي