خمسة أسباب جعلت واشنطن تدمن الحرب

خمسة أسباب جعلت واشنطن تدمن الحرب

عملت الحروب، بدءا من الحرب الأفغانية والعراقية إلى الحرب العالمية التي لا تنتهي على الإرهاب، بما في ذلك الحرب الحالية في أوكرانيا، كعامل تشتيت للانتباه عن واقع آخر تمامًا: الانحدار القومي لأميركا في هذا القرن واختلالها السياسي الوظيفي المتزايد بلا توقف.

(فكر في دونالد ترامب، الذي لم يصل إلى البيت الأبيض عن طريق الصدفة، ولكن جزئيا على الأقل لأن الحروب الكارثية ساعدت في تمهيد الطريق أمام صعوده”.
* * *
لماذا أصبحت الولايات المتحدة مستغرقة بشدة في الحرب الروسية الأوكرانية؟ ولماذا تورطت بانتظام، بطريقة أو بأخرى، في العديد من الحروب الأخرى على هذا الكوكب منذ أن غزت أفغانستان في العام 2001؟

قد يردد أولئك الذين لديهم ذاكرات طويلة الاستنتاج الذي توصل إليه منذ أكثر من قرن مضى، الناقد الاجتماعي الراديكالي راندولف بورن Randolph Bourne (1)، من أن “الحرب هي صحة الدولة”، أو يتذكرون التحذيرات القديمة لمؤسسي هذا البلد مثل جيمس ماديسون James Madison من أن الديمقراطية لا تموت في الظلام، وإنما تموت في الضوء المروع الذي تبعثه الكثير جداً من القنابل التي تنفجر في الهواء لوقت طويل جدا.

في العام 1985، عندما ذهبت إلى الخدمة الفعلية في سلاح الجو الأميركي لأول مرة، كان الصراع بين الاتحاد السوفياتي وأوكرانيا يُعامل، بطبيعة الحال، على أنه حرب أهلية بين جمهوريات سوفياتية.

وفي سياق الحرب الباردة، من المؤكد أن الولايات المتحدة لم تكن لتخاطر بإرسال مليارات الدولارات من الأسلحة بشكل مباشر إلى أوكرانيا من أجل “إضعاف روسيا”.

في ذلك الوقت، كان مثل هذا التدخل الواضح في نزاع ينشأ بين الاتحاد السوفياتي وأوكرانيا سيعامل ببساطة على أنه عمل من أعمال الحرب.

(بل إن الأمر الأكثر خطورة، بطبيعة الحال، هو أن أوكرانيا كانت لديها في ذلك الوقت أسلحة نووية على ترابها أيضاً).
ولكن، مع انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991، تغير كل شيء. أصبح مجال النفوذ السوفياتي تدريجياً مجال نفوذ للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو). ولم يسأل أحد روسيا عما إذا كانت تقلق أو تهتم حقًا، لأن ذلك البلد كان في حالة تدهور خطير.

وبعد فترة وجيزة بما يكفي، حتى الجمهوريات السوفياتية السابقة الواقعة على أعتاب روسيا مباشرة أصبحت هدفاً لأميركا لتتدخل فيها وتبيع لها الأسلحة، بغض النظر عن التحذيرات الروسية بشأن “الخطوط الحمراء” في مواجهة دعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو.

ومع ذلك، ها نحن هنا، مع حرب مروعة تستعر في أوكرانيا على أيدينا نحن، وحيث يقود بلدنا العالم في إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، بما في ذلك صواريخ “جافلين” و”ستينغر” والمدفعية، بينما يقوم بالترويج لشكل من أشكال النصر المستقبلي لأوكرانيا، مهما كان الثمن الذي يدفعه الأوكرانيون.

إليكم ما أتساءل عنه: لماذا في هذا القرن أصبحت أميركا، “زعيمة العالم الحر” (كما كنا نقول في أيام الحرب الباردة الأولى)، رائدة أيضًا في الترويج لحرب عالمية؟

ولماذا لا يرى المزيد من الأميركيين تناقضًا في هذا الواقع؟ إذا أردتم أن تحتملوني وتكونوا صبورين معي، فإن لدي ما أعتقد أنها خمس إجابات على الأقل، مهما كانت جزئية، عن هذه الأسئلة:

أولا

وقبل كل شيء، الحرب -حتى لو لم يفكر الكثير من الأميركيين فيها بهذه الطريقة- مربحة للغاية. عندما انهار الاتحاد السوفياتي، لمح المجمع الصناعي العسكري الأميركي فرصة تجارية عملاقة.

خلال الحرب الباردة، كان أكبر تجار الأسلحة في العالم هما الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. وبذهاب الاتحاد السوفياتي، ذهب المنافس الرئيسي لأميركا في بيع الأسلحة في كل مكان أيضاً.

كان الأمر كما لو أن جيف بيزوس شهد انهيار “وول مارت”. هل تعتقد أنه لم يكن ليستفيد من الفراغ الناتج في قطاع البيع بالتجزئة؟

انس أمر “مكاسب السلام” التي وُعد بها الأميركيون في ذلك الوقت أو تقليص ميزانية وزارة الدفاع الأميركية إلى حد كبير. كان ذلك هو الوقت ليتوسع صانعو الأسلحة الكبار إلى الأسواق التي لطالما هيمن عليها الاتحاد السوفياتي.

في الأثناء، اختار حلف الناتو أن يحذو حذو الولايات المتحدة بطريقته الخاصة، فتوسع إلى ما وراء حدود ألمانيا الموحدة. وعلى الرغم من الوعود الشفوية التي قُدمت للقادة السوفيات، مثل ميخائيل غورباتشوف، توسع الحلف إلى بولندا، والمجر، وإستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وبلغاريا ورومانيا، من بين بلدان أخرى -أي إلى حدود روسيا نفسها، حتى بينما يجني المقاولون الأميركيون أرباحاً سريعة هائلة من إمداد مثل هؤلاء الأعضاء الجدد لحلف الناتو بالسلاح.

وفقًا لروحية خبير الإدارة، ستيفن كوفي Stephen Covey، ربما بدا ذلك أشبه بموقف “كاسب-كاسب” لحلف الناتو والولايات المتحدة وتجار الموت في ذلك الوقت، ولكن ثبت أنه وضع خاسر بوضوح بالنسبة لروسيا؛ والآن بشكل خاص لأوكرانيا مع استمرار الحرب هناك، بينما يتزايد الدمار والموت فحسب.

ثانيا

عندما يتعلق الأمر بالترويج للحرب عالميًا، يجب أن تضع في اعتبارك هيكلية الجيش الأميركي ومهمته. كيف يمكن لهذا البلد أن يعود إلى أي شيء يشبه ما كان يُعرف منذ زمن بعيد باسم “الانعزالية” عندما يكون لديه ما لا يقل عن 750 قاعدة عسكرية منتشرة بحريّة في كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية؟

كيف يمكن أن لا تشجع الحرب بطريقة ما، عندما يتم تعريف هذه المهمة العسكرية الممولة كثيراً إلى حد لا يصدق على أنها ممارسة وعرض للقوة على مستوى العالم يشمل جميع “أطياف” القتال، بما في ذلك الأرض والبحر والجو والفضاء والفضاء الإلكتروني؟ ما الذي يمكن أن يتوقعه المرء عندما تساوي ميزانيتها مجموع ميزانيات الجيوش الأحد عشر التالية على هذا الكوكب مجتمعة، أو عندما يقسم البنتاغون العالم بأسره، حرفيًا، إلى مأموريات عسكرية أميركية برئاسة جنرالات وأدميرالات من فئة الأربع نجوم، كل واحد منهم حاكم من الطراز الروماني؟ كيف يمكنك أن تتخيل أن لا يعتقد كبار المسؤولين في واشنطن أن لهذا البلد حصة في النزاعات الجارية في كل مكان في ظل مثل هذه الظروف؟ إن مثل هذه المواقف والاتجاهات هي نتاج واضح لمثل هذا الهيكل وهذا الحس بالمهمة العالمية المسلحة.

ثالثًا

ضع في اعتبارك قوة الرواية السائدة في واشنطن في هذه السنوات. على الرغم من حالة الحرب التي لا تنتهي أبدًا في هذا البلد، إلا أنه يتم إقناع الأميركيين عمومًا بفكرة أننا أمة ذكية وأخلاقية راغبة في السلام.

بطريقة كاريكاتورية، تُعرض الولايات المتحدة دائمًا على أنها الشخص الطيب بينما الأعداء، مثل روسيا الآن في عهد الرئيس فلاديمير بوتين، هم الشريرون بطريقة فريدة.

ويؤدي التوافق مع هذه النسخة من عرض الواقع وتكرارها على طريقة الببغاوات إلى النجاح الوظيفي، لا سيما داخل وسائل الإعلام السائدة.

وكما قال كريس هيدجز Chris Hedges ذات مرة عبارته التي لا تُنسى: “الصحافة (الأميركية) تسير عرجاء أمام الجيش”.

وأولئك الذين لديهم الشجاعة الكافية لتحدي هذه الرواية العسكرية يتم خفض مراتبهم، أو نبذهم، أو نفيهم، أو حتى سجنهم في بعض الحالات.

وما عليك سوى أن تسأل المبلغين عن المخالفات والصحفيين مثل تشيلسي مانينغ، وجوليان أسانج، ودانييل هيل وإدوارد سنودن، الذين تجرأوا على تحدي قصة الحرب الأميركية ودفعوا ثمن هذا التحدي غالياً.

رابعًا

الحرب توحد الأمة وتشتت الانتباه في الوقت نفسه. في هذا القرن، ساعدت الحرب في توحيد الشعب الأميركي، مهما كانت تلك الوحدة وجيزة، حيث تم تذكيرهم مرارًا وتكرارًا بضرورة “دعم جنودنا” كـ”أبطال” في الحرب ضد “الإرهاب العالمي”.

وفي الوقت نفسه، شتت الحرب انتباهنا عن الحرب الطبقية الجارية في هذا البلد، حيث يخسر الفقراء والطبقة العاملة (وبشكل متزايد أيضًا الطبقة الوسطى الآخذة في الانكماش).

وكما عبر الممول والملياردير وارن بافيت Warren Buffett عن الأمر، فإن “هناك حرباً طبقية، حسنًا، لكنها طبقتي، الطبقة الغنية، هي التي تشن الحرب، ونحن ننتصر”.

خامسًا

عملت الحروب، بدءًا من الحرب الأفغانية والعراقية إلى الحرب العالمية التي لا تنتهي على الإرهاب، بما في ذلك الحرب الحالية في أوكرانيا، كعامل تشتيت للانتباه عن واقع آخر تمامًا: الانحدار القومي لأميركا في هذا القرن واختلالها السياسي الوظيفي المتزايد باطراد.

(فكر في دونالد ترامب، الذي لم يصل إلى البيت الأبيض عن طريق الصدفة، ولكن جزئياً على الأقل لأن الحروب الكارثية ساعدت في تمهيد الطريق أمام صعوده”.

غالبًا ما يساوي الأميركيون الحرب نفسها بالقوة الذكورية. (كانت عبارة ارتداء “سروال الصبي الكبير” (1) هي العبارة التي استخدمها المسؤولون في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش بطريقة غير مألوفة للتعبير عن رغبتهم في إطلاق الصراعات على مستوى العالم).

ومع ذلك، يشعر الكثيرون منا الآن بأننا نشهد على ما يبدو تدهورًا وطنيًا لا يتوقف. وتشمل مظاهره عددا متزايدا من عمليات إطلاق النار والقتل الجماعي؛ والموت الجماعي بسبب سوء التعامل مع وباء “كوفيد 19″؛ والوفيات الناجمة عن أخذ جرعات زائدة من المخدرات؛ وأعداداً متزايدة من حالات الانتحار، بما في ذلك بين قدامى المحاربين؛ وأزمة صحة عقلية المتزايدة بين شبابنا وشاباتنا.

يتغذى الخلل السياسي الوظيفي على هذا التراجع ويؤدي إلى تفاقمه، حيث تستغل “الترامبية” حنيناً رجعياً إلى أميركا “العظيمة” التي يمكن أن تصبح “عظيمة مرة أخرى” -شريطة أن يتم وضع الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة، إن لم يكن في قبورهم. وتعمل الانقسامات والانحرافات على إبقاء الكثيرين منا مسحوقين ومهمشين، يتطلعون يائسين إلى قدوم زعيم يشعل طاقاتنا ويوحدنا، حتى لو كان ذلك لسبب ضحل وكاذب مثل الشغب تحت شعار “أوقفوا السرقة” في الكابيتول هيل في 6 كانون الثاني (يناير) 2021.

على الرغم من الدلائل على التراجع والخلل الوظيفي في كل مكان من حولنا، ما يزال العديد من الأميركيين يفخرون ويجدون السلوى في فكرة أن الجيش الأميركي ما يزال أفضل قوة قتالية في التاريخ -وهو ادعاء كرره الرؤساء جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، وجو بايدن، من بين العديد من المتبجحين الآخرين.

العالم كله مسرح

منذ حوالي 15 عاما، انخرطت في جدال ودي مع صديق محافظ حول ما إذا كان من الحكمة أن يقلص هذا البلد وجوده العالمي، وخاصة عسكريا.

نظر صديقي إلى الولايات المتحدة على أنها فاعل خير على المسرح العالمي. ورأيت أنا الولايات المتحدة على أنها مفرطة في الطموح، حتى وإن لم يكن ذلك خبيثاً بالضرورة، فضلاً عن أنها غالبًا ما تكون فاقدة الوجهة وفي حالة إنكار عندما يتعلق الأمر بعيوبنا نحن.

وأفكِّر في رده عليّ حينذاك بحجة “المسرح الفارغ”. في الأساس، اقترحَ أن يكون كل العالم مسرحا، وفي حال أصبح هذا البلد مترددا ومحجما وتخلى عن خشبة ذلك المسرح، فيمكن لممثلين آخرين أكثر خطورة بكثير أن يأخذوا مكاننا، بما يجلب المعاناة للجميع.

وكان ردي أنه يجب علينا، على الأقل، أن نحاول مغادرة ذلك المسرح بطريقة ما ومعرفة ما إذا كان أحد سيفتقدنا. أليس مسرحنا الأميركي الداخلي كبيرا بما يكفي بالنسبة لنا؟ وإذا افتقد أحد هذا البلد حقًا، فيمكنه دائمًا أن يعود إلى خشبة المسرح، ربما حتى بطريقة انتصارية.

بطبيعة الحال، يحب المسؤولون في واشنطن والبنتاغون تخيل أنفسهم على أنهم يقودون “الأمة التي لا غنى عنها” وهم عموما غير مستعدين لاختبار أي احتمالات أخرى.

بدلا من ذلك، مثل العديد من الممثلين الخرقاء الذين يفرطون في المبالغة في أداء الدور، فإن كل ما يريدونه هو أن يستمروا في التبجح والظهور مرة تلو الأخرى أمام الكاميرات، بينما يحاولون السيطرة على كل مسرح يلوح في الأفق.

في الحقيقة، لا يتعين على الولايات المتحدة أن تشارك في كل حرب تجري في الكوكب، ولا شك أنها ما كانت لتفعل لو لم أن فاعلين معينين (من الشركات مثلما هو من الأفراد) بأنها مربحة جدًا فحسب.

إذا ما تم أخذ إجاباتي الخمسة المذكورة أعلاه في أي وقت على محمل الجد، فقد يكون هناك بالفعل طريق أكثر حكمة وسلمًا ليمضي فيه هذا البلد قدمًا.

لكنَّ هذا لا يمكن أن يحدث إذا ظلت القوى التي تستفيد من الوضع الراهن -حيث الحرب لا سابقة أو لاحقة –وإنما مستمرة ببساطة- قوية جداً كما هي.

السؤال هو، بطبيعة الحال، كيف نجني الأرباح من كل نوع من الحرب ونقلص بشكل جذري حجم جيشنا (خاصة “البصمة” الخارجية)، بحيث يصبح هذا الجيش حقا قوة لـ”الأمن القومي”، بدلا من أن يكون سبب انعدام الأمن القومي.

ولعل الأهم من هذا كله هو أن الأميركيين في حاجة إلى مقاومة إغراء الحرب، لأن الحرب التي لا نهاية لها والاستعدادات للمزيد من نفس الشيء كانت سببا رئيسيا للانحدار القومي.

وثمة شيء أعرفه تمام المعرفة: ربما يجلب التلويح بالأعلام الزرقاء والصفراء تضامناً مع أوكرانيا ودعم “قواتنا” شعوراً بالرضا، ولكنه لن يجلب لنا أي خير. في الواقع، لن يسهم إلا في إفراز المزيد من النسخ الأكثر بشاعة للحرب.

ثمة سمة ملفتة ومدهشة للغزو الروسي لأوكرانيا، هي أنه، بعد العديد من السنوات القاتمة التي لا تني تزداد قُتامة، سُمح أخيرًا لحزب الحرب الأميركي بالظهور مرة أخرى باعتباره “جماعة الأخيار”.

بعد عقدين من “الحرب على الإرهاب” الكارثية والكوارث الثقيلة التي لم يتم التعافي منها في أفغانستان والعراق وليبيا والصومال والعديد من الأماكن الأخرى، يجد الأميركيون أنفسهم وهم يقفون إلى جانب الأوكرانيين المستضعفين ضد الرئيس فلاديمير بوتين، “مجرم الحرب” المنخرط في عملية “إبادة جماعية” ضد الأوكران.

ينبغي أن تكون مثل هذه القراءة للوضع الحالي التي قد تبدو غير نقدية وأحادية الجانب بطريقة اختزالية، (وهي لا تفعل)، واضحة كشيء مفروغ منه. وينبغي أن تكون حقيقة كونها مغرية لأنها تغذي كلاً من القومية والنرجسية الأميركيتين، بينما تقوم بترويج أسطورة عن العنف التعويضي، مخيفة حقاً.

نعم، حان الوقت لوقف سيادة نسخة البنتاغون التي لا تنتهي من التجوال حول العالم. حتى أن الوقت ربما حان أيضًا لمحاولة الحلم بحلم مختلف؛ حلم أكثر هدوءًا بكونك ربما تكون الأول بين أنداد. في أميركا هذه اللحظة، يبدو حتى هذا وكأنه يطلب الكثير بلا شك.

قال لي أحد أصدقائي في سلاح الجو ذات مرة أنك عندما تشن حربًا طويلة، فأنك تشنها بشكل خاطئ. لسوء الحظ، عندما تختار المسار المظلم للهيمنة العالمية، فإنك تختار أيضًا مسارًا ينطوي على الحرب المستمرة والأوقات المضطربة التي تتميز بالمخاطرة بتعرضك إلى رد فعل عنيف (وهي ظاهرة حذرنا منها المؤرخ والناقد تشالمرز جونسون Chalmers Johnson بالكثير من نفاذ البصيرة في السنوات التي سبقت 11 أيلول (سبتمبر).

من المؤكد أن واشنطن تشعر بأنها تقف على الجانب الصحيح من التاريخ في هذه اللحظة في أوكرانيا. ومع ذلك، لا ينبغي أبدًا الخلط بين الحرب المستمرة والقوة، وبالتأكيد ليس الصلاح الذاتي، خاصة على كوكب يطارده شعور متصاعد بالهلاك الوشيك.

الغد