تصريحات الدوحة بشأن قبول طهران بحل وسط للملف النووي تحرج خامنئي

تصريحات الدوحة بشأن قبول طهران بحل وسط للملف النووي تحرج خامنئي

الدوحة – شكلت تصريحات قطر عن استعداد القيادة الإيرانية للقبول بحل وسط في ما يتعلق بالملف النووي إحراجا كبيرا لطهران، حيث تتعارض هذه التصريحات مع ما تروج له القيادة الممثلة في المرشد الأعلى آية لله علي خامنئي في الداخل على أنه لا مجال لأي تنازلات في هذا الملف، وأن على الطرف المقابل أي الولايات المتحدة القيام بذلك.

وصرح وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني السبت أن القيادة الإيرانية عبرت خلال زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى طهران في وقت سابق من الشهر الجاري عن استعدادها لقبول حل وسط، في إشارة إلى المحادثات حول إحياء الاتفاق الموقع بين إيران والقوى العالمية عام 2015.

ونقلت قناة “الجزيرة” عن وزير الخارجية القطري قوله إن التوصل إلى مثل هذا الحل سيدعم الاستقرار في منطقة الخليج وفي أسواق النفط. وأضاف أن “ضخ كميات إضافية من النفط الإيراني في الأسواق سيساعد في استقرار أسعار الخام وخفض التضخم”.

سعيد خطيب زادة: تصريحات المرشد الأعلى أُسيئت ترجمتها لأغراض دعائية

ونفت وزارة الخارجية الإيرانية لاحقا الحديث عن استعداد طهران للقبول بحل وسط، وقالت إن تصريحات خامنئي أُسيئت ترجمتها، إما عن طريق الخطأ أو عن عمد، لأغراض دعائية.

ونقلت وكالة “تسنيم” شبه الرسمية عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة قوله إن “الزعيم الأعلى لم يدل بأي تصريحات عن حل وسط لكنه قال لأمير قطر ‘نقول دائما إن المفاوضات يجب أن تكون مثمرة وليست مضيعة للوقت. يعرف الأميركيون ما عليهم القيام به في ما يتعلق بهذا الأمر’”.

وأضاف خطيب زادة “من الواضح من سياق تصريحات الزعيم أنه كان يقصد قول إن الكرة في ملعب الولايات المتحدة التي يجب أن تتخذ قرارا سياسيا حكيما للوفاء بالتزاماتها”.

ويرى مراقبون أن تصريحات وزير الخارجية القطري أغضبت بالواضح طهران التي لمحت خارجيتها في ردها إلى أن الدوحة تحاول التسويق لإنجاز “وهمي” في وساطتها في الملف النووي، من خلال الإيحاء بأنها نجحت في كسر الخطوط الحمراء التي رسمتها طهران.

ويشير المراقبون إلى أنه من غير المستبعد أن يكون أمير قطر قد لمس بعض التجاوب والمرونة من طهران، خلال الزيارة التي قام بها، لكن ما أغضب الأخيرة هو أن تصريحات المسؤول القطري أظهرت إيران في موقف ضعف وأن لديها القابلية للتنازل، وهذا بالنسبة إليها خط أحمر ذلك أنها تخشى من أن يؤثر ذلك على موقفها التفاوضي، فضلا عن كون مثل هذه التصريحات تهز صورة الزعيم الأعلى الإيراني في الداخل.

وعملت قطر على توظيف علاقتها الجيدة بإيران والأطراف المنخرطة في المفاوضات حول الاتفاق النووي للعب دور متقدم في هذا الملف، في سياق جهودها لتعزيز حضورها الدبلوماسي على الصعيد الدولي.

وتحاول قطر توظيف ورقة التعاون في ملف الغاز في مسعى لإقناع إيران بتقديم تنازلات بشأن النقاط الخلافية لتسهيل فرص التوصل إلى اتفاق.

وقد أعرب أمير قطر خلال زيارة إلى ألمانيا الجمعة عن تفاؤله إزاء فرص التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، مشددا على استعداد بلاده لتقديم المساعدة في إنجاح هذا الاستحقاق.

وقال الشيخ تميم الذي زار طهران في وقت سابق من هذا الشهر في إطار جولة خارجية مستمرة “نؤكد أهمية التعاون بين إيران وأوروبا والولايات المتحدة، وضرورة حل الخلافات بينهم بالطرق السلمية”.

وأجرت طهران وواشنطن محادثات غير مباشرة على مدى العام الماضي لإحياء الاتفاق النووي مع القوى العالمية المبرم عام 2015، لكن المفاوضات توقفت في مارس الماضي بعد اتهامات إيرانية وجهها عضو وفد طهران المفاوض محمد مرندي للولايات المتحدة بتغيير سلوكها وتوجهاتها في المفاوضات بشكل مفاجئ.

وقالت طهران مرارا إن على واشنطن أن تتخذ قرارا سياسيا باحترام “الخطوط الحمراء” لإيران والتي تتضمن رفع الحرس الثوري من قائمة الولايات المتحدة السوداء للمنظمات الإرهابية، وهو ما تتحفظ عليه إدارة بايدن بشدة، في ظل ضغوط تواجهها من مغبة التنازل في هذا الملف.

ووجه المشرعون الجمهوريون في الكونغرس العديد من الرسائل التي تعبّر عن معارضتهم لأي تحرك محتمل بشأن شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية في إطار عملية إحياء الاتفاق النووي.

العرب