موسكو – قال وزير الزراعة الروسي دميتري باتروشيف إن بلاده سيكون لديها 50 مليون طن من الحبوب المتاحة للتصدير في موسم التسويق الجديد الممتد بين يونيو ويوليو، في رسالة واضحة تفيد بأن موسكو تستعرض أهم أسلحتها، أي إمدادات الغذاء، في وقت بات فيه العالم ينظر إلى الحرب في أوكرانيا من جانب واحد، وهو مدى قبول روسيا بضخ كميات إضافية من الحبوب لمنع أزمة غذائية على الأبواب.
ولا تكاد مكالمات القادة الغربيين تتوقف للحديث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكي يسمح بتصدير القمح الروسي والأوكراني، لكن الكرملين ليس بصدد التجاوب إلا تحت بند التصدير مقابل رفع العقوبات.
مليون طن قيمة صادرات روسيا من الحبوب منها 28.5 مليون طن من القمح هذا الموسم
وخلال أربع وعشرين ساعة تلقى الرئيس الروسي اتصالا من مستشار النمسا كارل نيهامر، وآخر من رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي حول نفس الموضوع.
وأكد بوتين أن تحميل روسيا مسؤولية تعطل وصول إمدادات الحبوب في العالم “لا أساس له”، وذلك خلال اتصال هاتفي بمستشار النمسا. وأشار مجددا إلى “العقوبات الأميركية والأوروبية ضد روسيا” على أنها سبب الأزمة الغذائية.
ونجحت روسيا في إقناع دول أوروبية بأنها لا تعرقل الإمدادات، وأنها مستعدة لتوفير المزيد فيما لو تم رفع العقوبات.
وقال بوتين لرئيس الوزراء الإيطالي إن روسيا “مستعدة لتقديم مساهمة كبرى لتجاوز الأزمة الغذائية بفضل تصدير الحبوب والأسمدة إذا رفع الغرب القيود ذات الدافع السياسي”.
وفي مقابل الإقناع في الخطاب الروسي، يبدو الارتباك جليا على أبرز معارضي الحرب، من ذلك رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي أطلق تصريحا مضطربا لا يعرف إن كان ينتقد من خلاله بوتين أم يبحث له عن مبرر للاستمرار في الحرب.
وقال جونسون “الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تنتهي بها (الحرب) هي أن يصل بوتين إلى قناعة… بأنه تم القضاء على النازية في أوكرانيا وأنه أصبح بإمكانه الانسحاب بشرف وكرامة”، مضيفا أن هذا لا يعني أنه يدعم فرضية وجود نازيين في أوكرانيا التي تتذرع بها روسيا.
ويعتقد مراقبون أن الرئيس الروسي نجح في أن ينقل المعركة إلى ملعب الخصوم، فهو يحقق مكاسب صامتة على الأرض ويتحكم بالصادرات الأوكرانية ويستعرض خزينه المعد للتصدير، ويبقى الأمر موكولا إلى أوروبا التي عليها أن تضغط من أجل وقف العقوبات الأميركية التي تعرقل وصول الإمدادات.
ولا تريد روسيا بيع إنتاجها وأسمدتها وتطالب برفع العقوبات الغربية التي تطال القطاعات المالية واللوجستية، والتي تم إقرارها لإجبار موسكو على الانسحاب من الأراضي الأوكرانية ووقف المعارك.
وأحدثت الحرب اضطرابا في التوازن الغذائي العالمي وأثارت مخاوف من أزمة خطرة تطال خصوصا الدول الفقيرة.
وقال وزير الزراعة الروسي خلال مؤتمر صحافي حول الحبوب الجمعة “قد يتجاوز محصول حبوب 2022 بفارق كبير مستوى العام الماضي ويصل إلى الحجم الذي ذكره الرئيس (بوتين) في كلمته ويقترب في الواقع من (الحد) الأقصى”.
وأضاف أن روسيا صدّرت أكثر من 35 مليون طن من الحبوب منها 28.5 مليون طن من القمح هذا الموسم. ولم يذكر تقديرا لصادرات الحبوب في الموسم الجديد.
وعلى الرغم من انسحاب شركات عالمية كبيرة من روسيا بعد دخولها إلى أوكرانيا فإن شركات حبوب كبيرة منها فيترا ما زالت تعمل هناك.
ويستمر تصدير الحبوب وغيرها من السلع الأولية من روسيا في ظل نقص السفن بعدما أوقف الكثير من ملاك السفن الكبيرة التعامل مع السوق الروسية بعد فرض عقوبات غربية على موسكو.
وقال باتروشيف إن وزارته تجري محادثات مع شركة يونايتد شيب بيلدنج الأميركية بخصوص تشييد سفن لتصدير الحبوب لحل مشكلة نقص السفن.
العرب