أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء أن تركيا قررت وقف المحادثات مع اليونان، في أحدث تراجع في العلاقات المتوترة بين الجارتين منذ فترة طويلة، فيما أعلنت باريس دعمها لأثينا في وجه أنقرة حول السيادة على جزر بحر إيجه.
وفي العام الماضي، وبعد توقف استمر خمس سنوات، استأنف البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي المحادثات لحل نزاعاتهما في البحر المتوسط والقضايا الثنائية الأخرى. ولم تحرز هذه المحادثات تقدما يذكر، وكثيرا ما تبادل البلدان الانتقادات اللاذعة.
وقال أردوغان إن تركيا ألغت برنامجا للتعاون الثنائي، أُطلق عليه اسم المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى، مع اليونان، مضيفا في كلمة ألقاها أمام نواب بالبرلمان من حزبه الحاكم أن أنقرة تريد سياسة خارجية “تتمتع بشخصية قوية”.
وأضاف أردوغان “إنكم تواصلون الاستعراض أمامنا بطائراتكم”، في إشارة إلى الخلاف حول المجال الجوي فوق جُزر في بحر إيجه، متابعا “ماذا تفعلون؟ انتبهوا لأفعالكم. ألا تتعلمون دروسا من التاريخ؟”.
وقال “لا تحاولوا العبث مع تركيا. ستتعبون وتتعثرون. لم نعد نجري محادثات ثنائية معهم. اليونان هذه لن ترى سببا لذلك”.
والبلدان على خلاف منذ فترة طويلة بشأن عدة قضايا منها الحدود البحرية وامتداد الجرف القاري لكل منهما، بالإضافة إلى قضايا المجال الجوي والمهاجرين وقبرص المقسمة عرقيا.
إيمانويل ماكرون: لن نقبل بأي تشكيك في السيادة اليونانية في بحر إيجه
واندلع التوتر مرة أخرى الأسبوع الماضي عندما قال أردوغان إن رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس “لم يعد موجودا” بالنسبة إليه واتهم الزعيم اليوناني بمحاولة عرقلة بيع طائرات إف – 16 لتركيا خلال زيارة قام بها للولايات المتحدة.
والثلاثاء قال ميتسوتاكيس للصحافيين بعد قمة للاتحاد الأوروبي إنه أطلع نظراءه في الاتحاد الأوروبي على “عدوانية” تركيا و“استفزازاتها التي لا يمكن أن تتسامح معها اليونان أو الاتحاد الأوروبي”. وقال “لن أشارك في لعبة الإهانات الشخصية”.
ودعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء اليونان في نزاعها مع تركيا حول جزر بحر إيجه منددا بأي تشكيك في “السيادة” اليونانية عليها.
وقال بعد قمة أوروبية في بروكسل “أعرب رئيس الوزراء اليوناني بشدة عن قلق اليونان ومخاوفها المشروعة وأدان التصريحات التي أدلى بها عدد من المسؤولين الأتراك شككوا في سيادة اليونان على عدة جزر”.
وأضاف “أود أن أؤكد هنا دعم كل الأوروبيين وخاصة فرنسا”. وشدد على أنه “لا يمكن لأحد أن يعرض للخطر سيادة أي دولة عضو وأعتقد أنه يجب إدانة هذه التصريحات في أسرع وقت”.
وتتهم السلطات التركية اليونانيين بتسليح جزر بحر إيجه في انتهاك على حد قولها لمعاهدتين. وكرر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الثلاثاء أن أنقرة ستشكك في سيادة اليونان على الجزر إذا استمرت في إرسال قوات إليها.
وفي أغسطس 2020 أرسلت فرنسا مقاتلتين من طراز رافال وسفينتين تابعتين للبحرية الوطنية إلى شرق المتوسط إلى جانب اليونان، بعد نشر سفينة الأبحاث الزلزالية عروج ريس في منطقة متنازع عليها بين أنقرة وأثينا.
صحيفة العرب