روسيا.. وزن ثقيل في سوق الطاقة تسعى أوروبا لتخفيفه

روسيا.. وزن ثقيل في سوق الطاقة تسعى أوروبا لتخفيفه

أضاف الاتحاد الأوروبي حزمة سادسة من العقوبات ضد روسيا، بسبب حربها على أوكرانيا، طالت هذه المرة الصناعة النفطية لأكبر مزود منفرد للتكتل من مصادر الطاقة التقليدية.

ويطمح الاتحاد الأوروبي إلى الاستغناء تدريجيا عن النفط الروسي خلال الشهور الستة القادمة، أملا في الضغط على موسكو لوقف حربها على أوكرانيا، من خلال حجب أحد مصادر الدخل الكبرى لحكومة الرئيس فلاديمير بوتين.

وفعلا بدأت دول الاتحاد الأوروبي تبحث عن بدائل للنفط الروسي المعاقب، إذ أعلنت فرنسا، الأحد، أنها تجري مباحثات مع دولة الإمارات العربية المتحدة لتعويض حظر النفط الروسي.

وحتى فبراير/ شباط الماضي، اعتمدت دول الاتحاد الأوروبي على روسيا في تأمين حاجتها من النفط الخام والغاز الطبيعي والفحم، إلى جانب عشرات أنواع المعادن والغازات اللازمة في التصنيع.

والعام الماضي، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن احتياطيات النفط في روسيا ستكفي لمدة 30 عاما على الأقل، أما احتياطيات الغاز فتكفي لمدة 50 عاما، دون تقديم أرقام.

روسيا والطاقة

تعتبر روسيا ثاني أكبر منتج للنفط الخام والمكثفات في العالم، بمتوسط سنوي يبلغ 11.3 مليون برميل يوميا، وفق بيانات وزارة الطاقة.

وروسيا عضو مؤسس منذ 2017 في تحالف “أوبك+”رفقة 22 دولة أخرى، منها السعودية، وقادتا معا إحدى أكبر التحديات في سوق الطاقة العالمية منذ ذلك الحين.

تصدّر روسيا بالمتوسط حتى قبيل اندلاع الحرب مع أوكرانيا، قرابة 5 ملايين برميل يوميا من النفط الخام إلى أسواق أوروبا وآسيا وإفريقيا، إلى جانب 2.8 مليون برميل يوميا من المكثفات.

ويشكل النفط مصدرا رئيسا يتجاوز 50 بالمئة من إجمالي دخل البلاد سنويا، بقيمة متوقعة هذا العام 180 مليار دولار، وفق دراسة صادرة عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.

أما الغاز الطبيعي، فيبلغ إنتاج روسيا السنوي منه قرابة 638.5 مليار متر مكعب وفق تقرير لشركة غاز بروم الروسية وآخر لشركة بريتش بتروليوم.

مجمل صادرات روسيا من الغاز الطبيعي، يبلغ سنويا قرابة 240 مليار متر مكعب، يذهب منها قرابة 180 مليار متر مكعب سنويا إلى أوروبا وتركيا معا.

ويشكل إنتاج روسيا من الغاز الطبيعي، قرابة 17 بالمئة من الإنتاج العالمي البالغ سنويا بالمتوسط 3.85 مليارات متر مكعب، وفق بريتش بتروليوم.

وكان معظم الغاز يتجه إلى الاتحاد الأوروبي الذي يحصل على 41 بالمئة من استهلاكه السنوي من روسيا، وهي إحدى أبرز المشاكل الحالية لدول التكتل، غير القادرة على حجب كامل للغاز الروسي.

واليوم، تعلّق روسيا آمالها على الصين لتنويع أسواق الغاز لديها، مع خطط أوروبية لتقليل اعتمادها على الطاقة الروسية.

ومن خلال الاستفادة من الاحتياطيات الهائلة في غرب سيبيريا، ستعزز روسيا قدرتها على تحويل تدفقات الغاز نحو آسيا، بدلًا من أوروبا.

وفي قطاع الفحم، أنتجت روسيا 430 مليون طن في 2019، وتمتلك البلاد ثاني أكبر احتياطي فحم في العالم بعد الولايات المتحدة، وتمثل أحواض الفحم الواقعة في سيبيريا نسبة كبيرة من موارد روسيا من الفحم، تُقدر بـ162 مليار طن.

(الأناضول)