الإمارات ومصر.. نصف قرن من الشراكة الرياضية

الإمارات ومصر.. نصف قرن من الشراكة الرياضية

القاهرة- تقوم العلاقة بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة على الشراكة في العديد من القطاعات، ومن بينها المجال الرياضي، وهي شراكة يتبادل فيها البلدان الكفاءات وبدأت مع الإعلان عن تأسيس دولة الإمارات عام 1971، ومع مرور كل يوم تمتد جسور التعاون والشراكة في كل مجالات الرياضة تقريبا.

وفي إصدار يتتبع الإنجازات الرياضية في البلدين، نشر الإعلامي الإماراتي محمد الجوكر وهو الأمين العام لجمعية الإعلام الرياضي بالإمارات كتابه الجديد بعنوان “الإمارات ومصر.. سيرة حب”، في 200 صفحة تشمل 9 فصول متنوعة.

والكتاب هو الثامن عشر ضمن سلسلة إصدارات تاريخية للجوكر تهتم بتوثيق الأحداث الرياضية في الإمارات ومصر والتي تركت أصداء عربية ودولية كبيرة في السنوات الأخيرة، لما لها من أهمية كبرى ساهمت في الحفاظ على التراث الرياضي للبلدين.

◙ الكتاب هو الثامن عشر ضمن سلسلة إصدارات تاريخية لمحمد الجوكر تهتم بتوثيق الأحداث الرياضية في الإمارات ومصر

والجوكر يشتغل في مجال الإعلام منذ عام 1978، وهو حاصل على جوائز الصحافة العربية والدولة التقديرية وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي والثقافة العربية، وله العديد من الكتب والبرامج التلفزيونية المختصة في التوثيق.

ويبدأ كتاب “الإمارات ومصر.. سيرة حب” بكلمة افتتاحية عن قائد ومؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكلمته التاريخية عن مصر التي قال فيها: “نهضة مصر نهضة للعرب كلهم وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر”.

وكتب المؤلف في افتتاحية الكتاب كلمة ثانية بعنوان “مع المصريين دائماً” جسد فيها مدى عشقه لمصر وولعه بأهلها، سارداً تفاصيل كثيرة ومتنوعة عن علاقاته المتينة بمن عرفهم من المصريين، بداية من سنوات الدراسة ومن زاملوه في مسيرته الإعلامية الطويلة التي اقتربت من نصف قرن، وتناول خلالها أيضاً ما قدمه وأسهم به المصريون في مسيرة البناء بدولة الإمارات في مختلف القطاعات.

وجاء الفصل الأول من الكتاب بعنوان “قصة محبة”، وفيه يحكي الجوكر تفاصيل ومعطيات عن العلاقات بين البلدين منذ قيام دولة الإمارات بقيادة الشيخ زايد إلى غاية الآن، والتوافق الكبير بينهما في مواجهة جميع التحديات منذ عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر حتى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.

ويوثق الكتاب في فصله الثاني “محطات رياضية” أبرز الأحداث الرياضية المشتركة بين البلدين، خصوصا الأحداث الرياضية التي نظمتها دولة الإمارات على أرض مصر.

ويبرز الكتاب في فصله الثالث بعنوان “الإبداع المصري” الحضور المتميز للمصريين في الجوائز التي تنظمها دولة الإمارات سنويا وأبرزها جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي.

ويوثق الفصل الرابع “الزيارة الأولى” زيارة فريق الوحدة بدبي إلى مصر عام 1970 والتي كانت أول زيارة لفريق إماراتي إلى مصر واستغرقت شهرا كاملا بدعوة من المهندس عثمان أحمد عثمان رئيس شركة المقاولون العرب، وكذلك الزيارات التي تلتها لمختلف الأندية والمنتخبات الإماراتية إلى مصر.

أما الفصل الخامس الذي يأتي بعنوان “كأس ناصر” فخصص لبطولة سداسيات كرة القدم التي أقيمت تخليدا لذكرى عبدالناصر ونظمها النادي الأهلي بدبي والتي شهدت مشاركة مكثفة من الأندية والمدارس.

ويأتي الفصل السادس بعنوان “تألقوا في ملاعبنا” وفيه استعراض للمدربين واللاعبين الذين تألقوا في ملاعب كرة القدم الإماراتية منذ قيام الدولة وحتى الآن في مختلف الأندية والهيئات.

ويبرز الكتاب في فصله السابع “عشرة عمر” المحطات المختلفة لمؤلفه محمد الجوكر على أرض مصر وأبرزها تدشينه لكتاب “الرياضة في فكر زايد” بالقاهرة.

ويتناول في فصله الثامن “معكم دائما” ذكريات الجوكر الخاصة وحكاياته مع المسؤولين والرياضيين والإعلاميين المصريين.

ويختتم الكتاب بفصل عن “الشركاء” مخصص لإبراز التعاون الوثيق بين مصر والإمارات في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والرياضية.

وبدأت أولى مظاهر الشراكة بين مصر والإمارات في المجال الرياضي مع تولي المدربين المصريين محمد شحتة وميمي الشربيني تباعا خلال فترة وضع نواة المنتخب الإماراتي الأول من عام 1971 إلى عام 1974، ليكونا أول مدربين مصريين للمنتخب الإماراتي. ثم أصبح لعمل المدربين المصريين مع الأندية حضور قوي مع بواكير انطلاق المسابقات المحلية، ومنهم طه الطوخي الذي تولى تدريب النادي الأهلي في دبي، ثم توالى المدربون المصريون على القيادة الفنية للأندية الإماراتية وصولا إلى أيمن الرمادي مدرب نادي عجمان.

ولم تتوقف العلاقات الرياضية بين مصر والإمارات على كرة القدم، لأنها امتدت لتشمل الرياضات الأخرى وأبرزها كرة اليد وكرة السلة، والكرة الطائرة وألعاب القوى، والكاراتيه والمصارعة والملاكمة، كل هذه الرياضات استفادت من خبرات مصر الرياضية في مجالات التدريب والإدارة وصناعة الأبطال، وكل هذه الرياضات مدت جسورا للشراكة والتعاون بين الدولتين تستفيد منها الأجيال تلو الأجيال.

وإلى جانب ذلك، كانت الإمارات هي المقصد الأول دائما طوال الأعوام الخمسين الأخيرة للمنتخبات والأندية المصرية كي تقيم فيها المعسكرات والمباريات الودية، كما كانت مصر هدفا دائما لمعسكرات المنتخبات والأندية الإماراتية.

وأخذ التعاون الرياضي المصري – الإماراتي أشكالا أخرى، فقد امتد الأمر إلى الحكام وطواقم التحكيم وكان التنسيق والتفاهم حاضرا بين الدولتين في تولي المناصب الإدارية بالاتحادات العربية المختلفة في كل الألعاب، وأيضا في تولي المناصب الدولية.

ومن المحطات المهمة التي تعزز “التوأمة” الرياضية وخصوصية العلاقة بين البلدين حرص الإمارات على استضافة السوبر المصري لعدة سنوات خلال الأعوام الأخيرة، وتنظيم أقوى المباريات بين فريقي الأهلي والزمالك وكذلك استضافة مباريات السوبر المصري. كما استضافت مصر، في المقابل، السوبر الإماراتي وتجلى في هذه المناسبات عمق العلاقات الرياضية بين الدولتين.

وفي فبراير من عام 2008، كان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أول من استقبل المنتخب المصري لكرة القدم الفائز ببطولة أمم أفريقيا، وقام بتكريم بعثة المنتخب والاحتفاء بها لتبقى تلك المبادرة محطة مهمة وتاريخية في مسيرة العلاقات الرياضية بين الدولتين.

وبين البلدين اتفاقيات ومذكرات تفاهم للتعاون في مجال الرياضة بما في ذلك الأنشطة الرياضية والإعلام الرياضي، والطب الرياضي، والإدارة وأنظمة المعلومات الرياضية، وإعداد القادة الرياضيين، وإقامة المنشآت الرياضية، وتشجيع التعاون بين الطرفين في مجال الاستثمار الرياضي.

ويعمل البلدان منذ العام 2017 وفق اتفاقية شراكة لتنظيم البطولات العربية والأحداث الرياضية في الشرق الأوسط والوطن العربي لرياضات الدفاع عن النفس.

ومن أهداف هذه الاتفاقية رعاية مجموعة من أبطال الرياضات الفردية للوصول إلى العالمية، مع تبادل تنظيم البطولات في شرم الشيخ وأبوظبي ثم لبنان والمغرب والمملكة العربية السعودية ودبي.

ووقع البلدان في أغسطس عام 2019 “بروتوكول تعاون” رياضي يهدف إلى رفع كفاءة عناصر الألعاب الرياضية الجماعية والفردية من تدريب وإدارة وتحكيم مع الاهتمام بالكوادر الإدارية والكشف عن المواهب وصقلها في الألعاب كافة، وتعزيز أواصر التعاون بين الجانبين المصري والإماراتي لاكتشاف المواهب وإعدادهم ودعمهم للوصول إلى منصات التتويج.

وبالإضافة إلى كل ما سبق، شهدت العلاقة بين الدولتين محطة مهمة أخرى يتجلى فيها الجانب الإنساني، وهي ماراثون زايد الخيري الذي يقام كل عام بإحدى المحافظات في مصر.

العرب