أفاد مراسل الجزيرة في ميكولايف جنوبي أوكرانيا أن سلسلة انفجارات وقعت صباح اليوم في المدينة، فيما تتقدم القوات الروسية بمدينة سيفيرودنيتسك الاستراتيجية، من جهة ثانية تواصل تركيا الحديث مع الروس والأوكرانيين من أجل فتح ممر في البحر الأسود، في ظل أزمة تصدير الحبوب لمختلف مناطق العالم.
وقالت قيادة الجبهة الجنوبية إن القوات الروسية تواصل قصفها للقرى والبلدات في ميكولايف وريفها، دون أن تستطيع السيطرة على المدينة. ولم تعلن السلطات بعد عن طبيعة هذه الانفجارات أو المواقع التي استهدفتها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان أمس الأحد- إن “صواريخ كاليبر أُطلِقت من البحر (…) دَمّرت بالقرب من تشورتكيف مستودعا كبيرا لأنظمة صواريخ مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي محمولة وقذائف زودت بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية نظام كييف”.
وأوضحت أن المستودع الذي دمرته قواتها كان يضم أسلحة تسلمتها أوكرانيا من الولايات المتحدة ودول أوروبية في مقاطعة تيرنوبل. وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أسقطت 3 مقاتلات أوكرانية في منطقتي خاركيف ودونيتسك.
ونشرت الوزارة نفسها صورا لإطلاق 4 صواريخ مجنحة من طراز كاليبر من سفينة في البحر الأسود على غرب أوكرانيا، كما نشرت صورا لتدمير مدرعات عسكرية أوكرانية بصواريخ أطلقتها مروحيات من طراز “كيه-52”.
وقالت أيضا إن طواقم المروحيات الروسية نفذت غارات بالصواريخ على نقاط تمركز للقوات الأوكرانية من مسافة تزيد على 5 كيلومترات. وأوضحت أن الهجوم أسفر عن تدمير مركز للتحكم والقيادة وعدد من العربات المدرعة الأوكرانية، دون أن تحدد المنطقة التي جرت فيها العملية.
وتفتح السيطرة على سيفيرودونيتسك لموسكو الطريق نحو مدينة كبرى أخرى هي كراماتورسك في حوض دونباس، وهي المنطقة التي يشكل الناطقون بالروسية غالبية سكانها وتريد موسكو السيطرة عليها بالكامل. كما يسيطر انفصاليون موالون لروسيا على أجزاء من هذه المنطقة الغنية بالمناجم منذ 2014.
وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي عبر تليغرام إن “الوضع في سيفيرودونيتسك صعب جدا”.
وأضاف أن القوات الروسية تريد “إغلاق المدينة بالكامل” ومنع أي مرور للأشخاص والذخيرة، لافتا إلى أنه يخشى أن “يستخدم العدو كل احتياطاته للاستيلاء على المدينة خلال 48 ساعة”.
وصرح ليونيد باشنيك زعيم منطقة لوغانسك الانفصالية السبت على هامش زيارة للمستشفى العسكري الروسي قيد الإنشاء “لم يتم تحرير سيفيرودونيتسك بنسبة 100% حاليا، لم ننجح في السيطرة على المنطقة الصناعية”.
وأضاف “في أي حال، سنحقق هدفنا ونحرر المنطقة الصناعية، سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك ستكونان لنا”.
وفي الجنوب، في منطقة دونيتسك، قالت الرئاسة الأوكرانية إن “الروس (يعززون) جهودهم لتدمير البنى التحتية الأساسية”.
في الطرف الآخر من جبهة المواجهة، في ميكولايف وهي ميناء رئيسي على مصب نهر دنيبر في الجنوب، توقف التقدم الروسي في ضواحي المدينة، بحسب فريق ميداني من مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.
من جانبها، قالت القوات المسلحة الأوكرانية إن 3 تفجيرات وقعت في مدينة بيرديانسك التي تسيطر عليها القوات الروسية جنوبي زاباروجيا على سواحل بحر آزوف.
وأفادت القوات الأوكرانية بأن أحد التفجيرات تسبب في اندلاع حريق كبير. ولم توضح مزيدا من التفاصيل عن ضحايا أو خسائر مادية، أو الطرف المتسبب في القصف.
يأتي ذلك بينما قالت الإدارة الموالية لروسيا في ماريوبل إن ميناء المدينة أصبح جاهزا للعمل كالمعتاد، وتم الكشف عن لافتة جديدة للمدينة بألوان العلم الروسي لتحل محل نصب تذكاري كان يحمل ألوان علم أوكرانيا في الميناء الذي كان يستخدم لشحن البضائع بين أوكرانيا وروسيا.
سياسيا، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في تغريدة إن بلاده بحاجة إلى المساعدات الغربية الآن لوقف الهجوم الروسي، لكن المساعدات العسكرية لا تصل بالسرعة الكافية.
وأضاف ريزنيكوف في تصريحات لمجلة “إيكونوميست” أن تكلفة أي تأخير في دعم ومساعدة بلاده تقاس بالدم الأوكراني.
واقتبس مقولة لرئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشرشل الذي قال “أعطونا الأدوات وسننهي المهمة” حسب تعبيره.
من جهته، قال دميترو سينيك، نائب وزير الخارجية الأوكراني، إن بلاده أنشأت ممرين لتصدير الحبوب عبر بولندا ورومانيا لتجنب أزمة غذاء عالمية في ظل تباطؤ سلاسل التوريد.
وأضاف سينيك -على هامش قمة الأمن الآسيوية في سنغافورة- أن بلاده تجري محادثات مع دول البلطيق لإضافة ممر ثالث، محملا روسيا مسؤولية وقف صادرات الحبوب عبر البحر الأسود بسبب حربها على أوكرانيا.
Flag of Ukraine is blue-yellow lying on ripe wheat. Yellow wheat field in Ukraine. Independence Day of Ukraine, flag day.
كييف أنشأت ممرين لتصدير الحبوب عبر بولندا ورومانيا لتجنب أزمة غذاء عالمية (غيتي)
اتصالات ومخاوف
وفي هذا السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن مسؤولي بلاده يتواصلون مع نظرائهم في روسيا وأوكرانيا من أجل فتح ممر في البحر الأسود لتصدير السلع.
وأعرب أردوغان عن أمله في أن يجري اتصالات الأسبوع المقبل مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أجل تحديد الخطوات الواجب اتخاذها في هذا الشأن.
يأتي ذلك، بينما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، إن طموح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتجاوز حدود أوكرانيا.
وأضاف أن تركيا حليف مهم والحلف يدرس مخاوفها وبواعث قلقها بشأن الإرهاب بكل جدية، وأن أمن السويد وفنلندا مهم للحلف.
وأكد ستولتنبرغ -خلال مؤتمر صحفي جمعه في هلسنكي مع الرئيس الفنلندي سولي نينيستو- أن العمل جار لمعالجة المخاوف المشروعة لتركيا، وفق تعبيره.
من جهته أعرب الرئيس الفنلندي، نينيستو عن أمله في التوصل إلى حل مع أنقرة يرضي الجميع، وأكد أنه ناقش مع الأمين العام للناتو الحرب في أوكرانيا بوصفها مشكلة لكل الأوروبيين ومصدر قلق عالمي.
المصدر : الجزيرة + وكالات