يعتقد مسؤولون استخباراتيون أميركيون وغربيون أن الحرب الروسية على أوكرانيا في مرحلة حرجة، سيتحدد عليها شكل الصراع ونتيجته، بحسب تقرير لشبكة “سي إن إن“.
وقد تفرض هذه المرحلة المحورية في الصراع قرارات صعبة على الحكومات الغربية، التي قدمت حتى الآن دعما كبيرا لأوكرانيا رغم تكلفته المتزايدة على اقتصاداتها ومخزوناتها الوطنية من الأسلحة.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الناتو: “أعتقد أنك على وشك الوصول إلى نقطة محورية سينجح فيها أحد الطرفين. إما أن يصل الروس إلى سلوفيانسك وكراماتورسك أو سيوقفهم الأوكرانيون هنا. وإذا كان الأوكرانيون قادرين على الصمود هنا، في مواجهة هذا العدد من القوات، فسيكون ذلك مهمًا”.
ويتوقع المسؤولون الغربيون ثلاثة سيناريوهات لشكل الصراع في المرحلة القادمة. أولها: أن تواصل روسيا تحقيق مكاسب متزايدة في شرق أوكرانيا. والثاني: هو حدوث جمود فش المعارك ووصولها لطريق مسدود قد يستمر لأشهر أو سنوات، مما يؤدي إلى خسائر فادحة في كلا الجانبين واستنزاف الاقتصاد العالمي.
أما السيناريو الثالث، الذي يعتبره المسؤولون الأقل احتمالًا: إعادة روسيا تحديد أهدافها الحربية، والإعلان عن تحقيقها النصر ومحاولة هندسة القتال. لكن المصادر تقول إن هذا السيناريو “ليس أكثر من تمني في الوقت الحالي”.
نقطة انطلاق
ويخشى المسؤولون الأميركيون بشكل متزايد من أن تعزز القوات الروسية تواجدها في الشرق، ثم يستغلها الرئيس فلاديمير بوتين كنقطة انطلاق للتوغل أكثر في أوكرانيا.
وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، الغرب على إرسال المزيد من الأسلحة بشكل أسرع. وقال: “أنا متأكد من أنه إذا لم تكن أوكرانيا قوية بما فيه الكفاية، فسوف يذهبون إلى أبعد من ذلك. لقد أظهرنا لهم قوتنا. ومن المهم أن يتم إظهار هذه القوة أيضًا معنا من قبل شركائنا الغربيين أيضًا”.
وأضاف: “المساعدة العسكرية الغربية يجب أن تأتي بشكل أسرع إذا أراد حلفاء أوكرانيا إحباط طموحات روسيا الإقليمية”.
في الوقت الحالي، يتركز القتال حول مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، على جانبي نهر سيفيرسكي دونيتس. وقال زيلينسكي الأسبوع الماضي: “المعركة هاتين المدينتين، ستحدد شكل الصراع في دونباس”
ويستعد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، لقيادة مجموعة عمل من حوالي 50 دولة لمناقشة الأزمة الأربعاء، حيث تتوقع الولايات المتحدة المزيد من الإعلانات عن حزم الأسلحة والمعدات لأوكرانيا، وفقًا لمسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى.
نفاذ الأسلحة السوفيتية
ويصر المسؤولون الأميركيون على أن الأسلحة الغربية لا تزال تتدفق إلى الخطوط الأمامية للقتال. لكن التقارير المحلية تتحدث عن نقص في الأسلحة. وتقول المصادر إن جزءًا من المشكلة هو نفاذ الذخيرة السوفيتية القديمة التي تناسب الأسلحة الأوكرانية، ووجود عقبات أمام نقل الأسلحة الغربية إلى خطوط القتال بسبب عدم تدرب الجنود عليها.
وأكد مصدر استخباراتي أميركي أن كييف تختار عدم استخدام الأنظمة الغربية غير المألوفة، مشيرا إلى أنه على الرغم من تلقيها مئات الطائرات بدون طيار من طراز “Switchblade”، تفضل بعض الوحدات استخدام الطائرات التجارية بدون طيار المزودة بالمتفجرات التي تكون أكثر سهولة في الاستخدام.
لذلك تحث الولايات المتحدة الدول التي لديها مخزونات قديمة من الأسلحة والذخائر السوفيتية تقديمها لأوكرانيا، وفقًا لمسؤول أميركي.
وأقر المسؤولون بأن الولايات المتحدة ليس لديها صورة واضحة عن أين تذهب الأسلحة الغربية أو مدى فعالية استخدامها بمجرد عبورهم الحدود إلى أوكرانيا مما يجعل التنبؤات الاستخباراتية حول القتال صعبة، والقرارات السياسية حول كيف ومتى يتم إعادة إمداد أوكرانيا صعبة بنفس القدر.
وقال مسؤول رفيع المستوى في إدازة بايدن لشبكة “سي إن إن” إن الولايات المتحدة تحاول “فهم أفضل معدل استهلاك الأوكرانيين للأسلحة ووتيرة العمليات”.
وأرجع المسؤولون الغربيون هذه النقطة العمياء في المعركة إلى أن أوكرانيا لا تخبر الغرب بكل شيء، بالإضافة إلى انحصار القتال في منطقة صغيرة قريبة نسبيًا من روسيا، مما يجعل من الصعب على الاستخبارات الغربية العمل بنفس المرونة فيها.
وأكد المسؤول في الناتو أنه من الصعب أيضًا التنبؤ بأداء الجيش الأوكراني في هذه المرحلة المحورية لأنه مع تزايد الخسائر يتم إرسال متطوعين مدنيين مدربين على عجل للمشاركة في القتال.
الحرة