طهران- وصفت أوساط سياسية خليجية تصريحات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بأنها مُخاتِلَة؛ فهي تبدو ظاهريا رسائل طمأنة إلى الإمارات لكنها تتضمن تهديدا غير مباشر بشن أعمال عدائية ضد البلد، ردا على فتح أبوظبي قنوات تواصل مع تل أبيب.
وتزامنت تصريحات مشابهة أدلى بها وزير الخارجية الإيراني في فبراير الماضي مع استهداف الحوثيين وميليشيات عراقية غير معروفة في العراق -تطلق على نفسها اسم “ألوية الوعد الحق”- منشآت في أبوظبي بطائرات مسيرة وصواريخ بالستية.
وقال عبداللهيان، في اتصال هاتفي مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، إن وجود إسرائيل في المنطقة “يسبب انعدام الأمن والاستقرار”.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) الأحد أن الشيخ عبدالله شدد على أن بلاده لن تسمح بأي أعمال تخريبية انطلاقا من أراضيها ضد الدول المجاورة لها، وأنها دائما تأخذ أمن جيرانها بعين الاعتبار.
وأكد وزير الخارجية الإيراني على أهمية زيادة اللقاءات والمشاورات الثنائية بين مسؤولي البلدين، واعتبرها أرضية لتنمية وتوسيع العلاقات بينهما.
وأضاف حسين أمير عبداللهيان أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد الحفاظ على الأمن والتقدم لجيرانها والمنطقة، وترى أن تدخل وتواجد الأجانب يضران بأمن المنطقة”. ودعا وزير الخارجية الإيراني نظيره الإماراتي إلى زيارة طهران.
حمد الكعبي: دولة الإمارات تأمل في أن تتعاون إيران مع الوكالة لتقديم تطمينات للمجتمع الدولي
وشهدت نهاية العام الماضي أجواء تقارب بين البلدين؛ حيث زار وفد إماراتي، على رأسه مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، طهران. لكن تلك الأجواء سرعان ما تبددت على خلفية الهجمات التي نفذتها أذرع إيران في كل من اليمن والعراق على مناطق في أبوظبي.
وهو ما يؤكد مخاوف مراقبين للشأن الخليجي يرون أن إيران تنظر إلى دول الخليج كعدو دائم لكنها تسعى من خلال هذه التطمينات الظاهرية لإتمام الاتفاق النووي الذي تعارضه دول الخليج وإسرائيل.
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن إيران أبلغت الإمارات العربية المتحدة السبت بأن طهران تعطي أولوية قصوى لتحسين العلاقات مع جيرانها، وذلك بعد يوم من تعبير الإمارات عن قلقها إزاء برنامج طهران النووي.
وقال مندوب الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حمد الكعبي للصحافيين الجمعة إن دولة الإمارات تأمل في أن تتعاون إيران مع الوكالة لتقديم تطمينات للمجتمع الدولي والمنطقة بشأن برنامجها النووي.
وكانت المحادثات غير المباشرة بين الخصمين اللدودين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 قد تعثرت منذ مارس، وقيدت طهران قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبة البرنامج النووي الإيراني بعد خلاف معها.
والأحد أكد عبداللهيان، في اتصال هاتفي مع منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، عدم التراجع عن حقوق الشعب الإيراني. وقال “إذا واصلت أميركا سلوكها غير البنّاء فستواجه ردًا مناسبًا من إيران”.
وأشاد حسين أمير عبداللهيان خلال هذا الاتصال بالجهود التي يبذلها جوزيف بوريل للتوصل إلى اتفاق، منتقدا الإجراءات غير البنّاءة والمتسرعة للولايات المتحدة بشأن إصدار قرار في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسب ما أفادت به وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وردًا على طلب مواصلة المفاوضات قال عبداللهيان إن “إيران ترحب دوما بالمفاوضات المنطقية التي تقود إلى نتائج، ولكن من أجل الوصول إلى اتفاق جيد ودائم من الضروري أن يتخلى الطرف الآخر عن سلوكياته المزدوجة والمتناقضة”.
وأضاف عبداللهيان “بعد صدور القرار عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أظهرنا أننا لن نتراجع عن حقوق الشعب، وإذا أرادت الولايات المتحدة الاستمرار في سلوكها غير البناء فستواجه ردا مناسبا”.
وتابع وزير الخارجية الإيراني قائلا “ما زلنا نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل وأنسب طريق وخيار للحل”.
العرب