الإيرانيون يأكلون 30 في المئة أقل مع تصاعد أسعار الغذاء

الإيرانيون يأكلون 30 في المئة أقل مع تصاعد أسعار الغذاء

طهران – لم يجد الإيرانيون من حلّ أمام ارتفاع أسعار الغذاء الذي زعزع أمن بلادهم الغذائي، سوى تقليل استهلاك كميات الخضر والفواكه واللحوم.

وقال نائب رئيس جمعية بائعي الفواكه والخضروات إسماعيل مراديان لوكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا) إن الاستهلاك انخفض بنسبة تتراوح بين 25 و30 في المئة بسبب ارتفاع الأسعار وتنفيذ السياسات الاقتصادية التي وضعتها حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي.

وأكّد مراديان أن الكثير من الايرانيين يشعرون بالارتباك حيث يتوجب عليهم اتخاذ قرار حول ما يجب أن يشتروه وما يجب أن يتخلّوا عنه من مواد أساسية مع محدودية أموالهم.

الإمدادات الغذائية ستتوقف في المستشفيات والمرافق الحكومية الأخرى مثل الثكنات والسجون وحتى مساكن الطلاب

وجاءت تعليقات مراديان بعد أيام من إعلان أحد أعضاء مجلس إدارة اتحاد إنتاج وتوزيع لحوم البقر أن مبيعات هذه اللحوم انخفضت بنسبة 20 في المئة خلال الأسابيع الأخيرة. كما أعلن رئيس اتحاد الصناعات الغذائية أن مبيعات منتجات المواد الغذائية الإجمالية في البلاد قد تراجعت بمقدار النصف.

وقال رئيس اتحاد صناعة منتجات الألبان إن استهلاك الأسر انخفض بنسبة 20 في المئة في الأشهر الأخيرة، مشيرا إلى زيادة أسعار الألبان بنسبة 80 في المئة خلال الشهر الماضي.

ورفعت إيران في مايو الماضي بشكل مفاجئ أسعار مجموعة مختلفة من السلع، منها زيت الطعام والدجاج والبيض والألبان، بنسبة تصل إلى 300 في المئة.

وأثار التضخم الشديد في إيران احتجاجات في الشوارع وهز المؤسسات العامة مثل المستشفيات والسجون ومراكز رعاية الأطفال، حيث تواجه جميعها نقصا محتملا في الغذاء.

وأعادت تلك الاحتجاجات إلى الأذهان الأحداث التي شهدتها البلاد بسبب رفع أسعار الوقود قبل ثلاث سنوات حين اجتاحت إيران احتجاجات واسعة النطاق ما أدى إلى مقتل المئات من المتظاهرين في حملة قمع غير مسبوقة، وفق ما أفادت به آنذاك منظمة العفو الدولية.

في المئة نسبة الترفيع في أسعار مجموعة مختلفة من السلع، منها زيت الطعام والدجاج

وقال مركز الإحصاء الإيراني إن معدل التضخم في يونيو بلغ 52.5 في المئة ليرتفع أكثر من عشر نقاط خلال أقل من شهر.

وكان التضخم في البلاد قفز في مايو إلى نحو 40 في المئة، وهو أعلى مستوى له منذ 1994، وظلت بطالة الشباب مرتفعة بشكل قياسي أيضا، في حين سجل مركز الإحصاء الإيراني وجود ما يقارب 30 في المئة من الأسر في البلاد تحت خط الفقر على الرغم من أن الرئيس الإيراني كان وعد عند انتخابه الصيف الماضي (يوليو 2021) بخلق فرص عمل ورفع العقوبات وإنقاذ الاقتصاد، لكن المحادثات لإعادة إحياء الاتفاق النووي المتداعي مع القوى العالمية وصلت إلى طريق مسدود.

وقالت صحيفة “اعتماد” اليومية التي تتخذ من طهران مقرا لها، الأسبوع الماضي، إن مشكلة الأمن الغذائي الوشيكة يمكن أن تندلع في “الأسابيع المقبلة” وإن “الإمدادات الغذائية ستتوقف في المستشفيات والمرافق الحكومية الأخرى مثل الثكنات والسجون ودور رعاية المسنين وحتى مساكن الطلاب”.

وتعود أسباب التضخم إلى عدة عوامل في مقدمتها العقوبات الأميركية الصارمة التي فرضت على قطاعي الطاقة والبنوك في إيران، بالإضافة إلى أزمة أوكرانيا لاسيما أن طهران تستورد نصف كمية زيوتها للطهي من كييف، حيث منع القتال الكثير من المزارعين الأوكرانيين عن مزاولة أعمالهم في الحقول، كما تستورد كميات من القمح من روسيا على الرغم من أنها تنتج نصف قمحها تقريباً.

العرب