تسير المفاوضات السياسية للقوى العراقية المشكلة للنظام السياسي في العراق منذ العام 2003 في طريق مسدود ومعقد، على الرغم من أن هناك آمالاً بانفراج قريب بعد عيد الأضحى.
ومع تأخر تشكيل الحكومة عن مددها الدستورية، عد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، المنسحب من العملية السياسية على الرغم من تصدره نتائج الانتخابات الباكرة، أن العراق أضحى أسيراً للفساد والتبعية والتدخلات الخارجية، وقال في تغريدة لمناسبة عيد الأضحى، “أسأل الله أن يمكن على العراق والعراقيين بالإصلاح وقوة الوطن والثبات على الحق”. وزاد، “فليسعد العراق وشعبه تحت راية الدين والعقيدة والوطن موحداً وحراً ومستقلاً وعالياً بين الأمم”.
وعقد انسحاب الصدر المشهد السياسي في العراق، وعلى الرغم من ذلك يحاول منافسوه في “الإطار التنسيقي” الإسراع إلى تشكيل حكومة توافقية يرفضها زعيم التيار الصدري.
مطالبات بدعم العراق
إلى ذلك، طالب القيادي في “الإطار التنسيقي” علي الفتلاوي الدول الإقليمية بدعم العراق والحفاظ على سيادته، وقال في تصريح صحافي إن “الإطار التنسيقي ليس لديه دعم من الولايات المتحدة أو بريطانيا، إذ إن قوى الإطار متفقة على عدم السماح لأية دولة بالتدخل سلباً في الشأن العراقي الداخلي”، مضيفاً “يجب على جميع دول الجوار دعم العراق والحكومة المقبلة لأن سيادة العراق مرهونة بالدول الإقليمية والعالمية، فالعراق يعتبر بوابة الشرق الأوسط، ولذلك يجب أن تكون هناك توافقات بين الدول الإقليمية والدول الكبرى في إطار السياسية الخارجية خلال المرحلة المقبلة”. وتابع الفتلاوي، “هناك توافقات سياسية خارجية قد تتناغم مع التطلعات الداخلية على المستوى القريب للسياسية العراقية”.
رفض التدخلات الخارجية
وشددت النائب عن تحالف “الفتح” مديحة الموسوي على ضرورة الإسراع إلى تشكيل حكومة جديدة، مؤكدة رفض التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي، وقالت في تصريح متلفز إن “الحكومة الحالية لم تلب حاجات المواطن، والحكومات العراقية على اختلافها لم تضم كابينة تكنوقراط”. وأضافت، “نحن مع المحكمة الاتحادية ونحترم قراراتها سواء كانت معنا أم ضدنا”.
وحول التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي تابعت، “نرفض المساس بسيادة البلاد وسياسته الاقتصادية ونرفض أي تدخل في الشأن الداخلي”.
العوامل الداخلية والخارجية
في الأثناء، رأى رئيس جبهة الإنقاذ والتنمية والأمين العام لحزب “للعراق متحدون” أسامة النجيفي أنه بإمكان قوى “الإطار” أن تشكل الحكومة المقبلة ولديها أغلبية ومرشحون، لكن العوامل الداخلية والخارجية لا بد من أن تعوق تشكيلها.
وأضاف رئيس البرلمان الأسبق أن “الأمور حالياً أصبحت أكثر تعقيداً في طريق تشكيل الحكومة المقبلة، وهناك أكثر من كتلة سيطرت على البرلمان ولديها أغلبية، وهناك حوارات داخلية، وتبقى قضية رئيس الجمهورية والتفاهمات بين (الديمقراطي الكردستاني) و(الاتحاد الوطني) هي من تحدد مسارات نجاحها، ومن الأفضل لهما الاتفاق على مرشح واحد لتمضي الأمور في شكل أفضل”.
اقرأ المزيد
هل ينجح الإطار التنسيقي في تشكيل الحكومة العراقية؟
قوى “الإطار” تسعى لاستمالة حلفاء الصدر القدامى لتشكيل الحكومة
ماذا يعني تمترس الصدر في “خندق المعارضة”؟
ورأى النجيفي أن “الإطار تمكن من إحباط التحالف الثلاثي باستخدام الدولة العميقة”. وزاد، “تم تقسيم الدوائر خلال الانتخابات السابقة وفق رغبات القادة السياسيين، مما مكنهم من الحصول على نتائج تخدم توجهاتهم”، كاشفاً أن “هناك قوى داخلية وخارجية هي من حالت دون تحقيق طموحات الصدر في تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية التي كان يسعى إلى تشكيلها”، لافتاً إلى “أننا توقعنا أن تلك الخطوة لن تدوم حتى وإن تم تشكيل حكومة، لأن الأطراف الأخرى تريد أيضاً أن تكون لها كلمة ورأي في سلطة القرار، وألا تكون لجهة واحدة لها الحق في فرض سلطتها على الآخرين”.
ولفت النجيفي إلى أن “الأغلبية الوطنية أرادت أن تكون لها السيطرة على النفوذ، وانتهجت مشروعاً لا يكون فيه كل الشركاء بالمستوى نفسه، ولم تحافظ على وجودها، ولو حكمت لما كان في مقدورها الاستمرار لشهرين أو أكثر”.
وأشار إلى أن “إيران هي الداعم الأكبر في العراق، والعامل الحاسم للتدخل في الشأن العراقي، أما الدور الأميركي فضعيف، وكذلك الدور التركي الذي يكاد لا يكون له مكان، لأن تركيا تواجه مشكلة حزب العمال، أما حضورها في الشأن العراقي فغير وارد وليس له وجود مؤثر”.
التدخلات وأثرها في تشكيل الحكومة
وعلّق مسؤول الملف العراقي بمكتب رئيس الحزب “الديمقراطي الكردستاني” مسعود البارزاني، عرفات كرم، على التدخلات الخارجية وتشكيل الحكومة الجديدة، وقال عبر “تويتر”، “متى اتفقنا جميعاً على رفض تدخل الدول في شؤوننا استطعنا تشكيل الحكومة في توقيتاتها الدستورية”.
اندبندت عربي