اختتمت، أمس الأربعاء، اجتماعات “ثلاثي أستانة” التي بدأت الثلاثاء في طهران، بحضور زعماء روسيا وتركيا وإيران، من دون نتائج معلنة، فيما يتعلق بخريطة السيطرة العسكرية أو المسار السياسي واللجنة الدستورية أو “العودة الطوعية” للاجئين. وهي المسارات الثلاثة الرئيسية، التي تمحورت حولها النسخة السابعة من قمة الدول الثلاث الراعية لمسار أستانة، الذي فشل حتى اليوم في حل الأزمة السورية، المتواصلة منذ 11 عاماً.
وخلال القمة، بدا واضحاً استمرار الخلافات وتباعد وجهات النظر حول مستقبل حل الأزمة السورية، بين تركيا من جانب، وروسيا وإيران من جانب آخر. ولم تحمل كلمات الزعماء الثلاثة، في ختام القمة، أي إشارات حقيقية على وجود اختراق في أي من الملفات الجوهرية الثلاثة في مسار حل الأزمة السورية، والمتعلقة بخريطة السيطرة العسكرية والحل السياسي واللاجئين، وهو ما فهم منه أنه اتفاق ضمني على استمرار الأوضاع على ما هي عليه دون تغيير حقيقي.
وعلى هامش القمة، جددت إيران على لسان مرشدها، علي خامنئي، وروسيا، على لسان أكثر من مسؤول، معارضتهما للعملية العسكرية التي تهدد تركيا بتنفيذها في مناطق تل رفعت ومنبج شمالي سوريا، بينما أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إصرار بلاده على تنفيذ العملية، داعياً روسيا وإيران إلى دعم تركيا في مكافحة الإرهاب “عملياً” وعدم الاكتفاء بالتعبير عن تفهمهما لذلك “نظرياً”.
وقال في انطلاق القمة: “مصممون على اجتثاث بؤر الشر التي تستهدف أمننا القومي من سوريا”، لافتاً إلى أن بلاده تنتظر الدعم من روسيا وإيران. كما دعا القوات الأمريكية إلى مغادرة المناطق الواقعة شرقي نهر الفرات في سوريا. وهو الموقف الذي أعلنه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بخصوص الوجود الأمريكي في سوريا.
أما البيان الختامي الذي تلى القمة، فقد تضمن تأكيد الدول الثلاث على “رفض جميع محاولات إيجاد حقائق جديدة على الأرض السورية بذريعة مكافحة الإرهاب”، والذي يعد موجهاً لأنقرة بالدرجة الأولى والتي يبدو أنها وافقت على هذا البند مقابل بند آخر تضمن “ضرورة الحفاظ على الهدوء من خلال تنفيذ جميع الاتفاقات المتعلقة بإدلب”.
واعتبرت دمشق، على لسان وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الذي حل ضيفًا على نظيره حسين أمير عبد اللهيان في طهران، أن اردوغان لم يحقق “أهدافه”، في القمة.
القدس العربي