جنيف ـ أصبحت موجات الحر التي تمتد لأسبوع “دعوة إيقاظ” عالمية من أجل بذل جهود مشتركة لخفض الانبعاثات والتحول نحو المزيد من مصادر الطاقات المتجددة.
وقالت أنجيلا كونسويلو إيباي، رئيسة برنامج تغير المناخ والطاقة في الصندوق العالمي للطبيعة بالفلبين، لوكالة أنباء شينخوا عبر رابط فيديو، إن “هذه الظواهر الجوية المتطرفة هي دعوة إيقاظ كبيرة للقادة، سواء في مجال الأعمال التجارية أو في الحكومة، للعمل حقا في زيادة تخفيض الانبعاثات التي ينبغي القيام بها بالفعل”.
وقال بيتري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومقرها جنيف، في وقت سابق من هذا الأسبوع إن “هذه الموجة الحارة هي الوضع الطبيعي الجديد”.
وسجلت بريطانيا درجة حرارة مرتفعة قياسية بلغت 40.3 درجة مئوية الثلاثاء مع انتشار الحرارة الشديدة واندلاع حرائق الغابات والضغط على النظم الصحية في جميع أنحاء القارة الأوروبية.
هيئة المناخ تتوقع مزيجا مثيرا للقلق من التغيرات إذا ما تجاوز الاحتباس درجتين مئويتين في البحر المتوسط
وأضاف تالاس “لقد تجاوزنا أعلى الدرجات على الإطلاق في المملكة المتحدة”، مبينا أن “موجات الحر ستحدث بشكل متكرر أكثر بسبب تغير المناخ”.
ووفقا للهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ، سترتفع درجات الحرارة بسرعة أكبر في أوروبا من أي مكان آخر.
وتتوقع الهيئة مزيجا مثيرا للقلق من التغيرات في عوامل التأثير المناخي بحلول منتصف القرن إذا ما تجاوز الاحتباس الحراري درجتين مئويتين في البحر الأبيض المتوسط، مثل درجات الحرارة القصوى، وزيادة الجفاف والقحط، وانخفاض هطول الأمطار، وزيادة حرائق الغابات، وارتفاع مستوى سطح البحر، وانخفاض الغطاء الثلجي.
كما يظهر التقرير الخاص للهيئة بشأن الظواهر المناخية المتطرفة أن موجات الحر ستكون أكثر تواترا وأطول أمدا وأكثر شدة في القرن الـ21، مضيفا أنه ستكون هناك حاجة إلى أنظمة إنذار مبكر ونظم صحية معززة.
وقال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورج بريندي، في وقت سابق من هذا الأسبوع، “نحن نرى أكثر فأكثر بوضوح أن الأمر لا يتعلق بالسبب الذي يجعلنا نتصرف، بل يتعلق بكيفية التصرف. فالكوكب يزداد سخونة”.
وأضاف “نحن حقا بحاجة إلى توحيد جهودنا الآن. والأمر أكثر تعقيدا الآن لأن أسعار الطاقة آخذة في الارتفاع. هناك أيضا نقص في الوصول إلى الوقود والكهرباء في أجزاء من العالم، وفي الوقت نفسه نحتاج حقا إلى التأكد من أن الطاقة المستقبلية ليست من الوقود الأحفوري”.
وكانت درجة الحرارة الأكثر سخونة المسجلة على الإطلاق في أوروبا 48 درجة مئوية في اليونان في عام 1977. ويُشتبه في تسجيل درجة قياسية جديدة تبلغ 48.8 درجة في جزيرة صقلية بجنوب إيطاليا في عام 2021، وتتم مراجعة ذلك حاليا من قبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وأوضحت إيباي أن “هذه الظواهر الجوية المتطرفة تؤثر أيضا على تحول الطاقة العالمي”، مضيفة أنه “كلما أصبح الجو أكثر دفئا، أراد الناس الحصول على التبريد. ولكن من خلال التبريد، يجب أن نفكر ما الذي يشغل هذا التبريد نفسه. يجب أن يأخذ التبريد في الاعتبار أنظمة الطاقة النظيفة حتى لا نضيف إلى الاحترار الذي يحدث بالفعل”.
وقال رئيس خدمات المناخ التطبيقية في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية روبرت ستيفانسكي، إنه “في الوقت نفسه، مع حدوث الظواهر الجوية المتطرفة بشكل أكثر تواترا، ثمة حاجة إلى المزيد من التعاون الدولي لتحسين أنظمة الإنذار المبكر للبلدان في جميع أنحاء العالم”.
وذكر أنه “في مؤتمر الأطراف الـ21 (2015) في باريس، اجتمعت عدة بلدان لإنشاء مبادرة نظم المخاطر المناخية والإنذار المبكر التي تهدف إلى إنقاذ الأرواح والأصول وسبل العيش من خلال زيادة فرص الوصول إلى نظم الإنذارات الجوية المبكرة والمعلومات المتعلقة بالمخاطر للناس في أقل البلدان نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية، وهي البلدان الأكثر ضعفا في العالم”.
إلا أن ثلث سكان العالم، ولاسيما في أقل البلدان نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية، ما زالوا غير مشمولين بنظم الإنذار المبكر، وفقا لستيفانسكي، الذي أضاف أنه “في أفريقيا، الأمر أسوأ: 60 في المئة من الناس يفتقرون إلى التغطية”.
وفي نوفمبر من العام الماضي، اتفق المفاوضون على ميثاق عالمي جديد للتصدي لتغير المناخ خلال الدورة الـ26 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في غلاسكو ببريطانيا.
ومن المقرر أن تعقد الدورة السابعة والعشرون لمؤتمر الأطراف (كوب 27) في مصر في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر.
وقالت إيباي إنه “حدث كبير يتطلع إليه الجميع لمعرفة ما إذا كان القادة سيحافظون بالفعل على الوعود التي قطعوها في غلاسكو. ولدينا حقا مساحة صغيرة جدا لاتخاذ إجراء قبل أن نصل، للأسف، إلى نقاط تحول لا رجعة فيها”. وحثت القادة على التحرك بسرعة.
وأفادت بأن “التركيز ينصب حقا على جعل قادتنا يحافظون على وعودهم. ويجب عليهم حقا توسيع نطاق العديد من الأشياء التي يجب أن تحدث”.
وأوضحت إيباي أن “ما قالته الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ يجب أن يعطينا قوة دفع قوية وزخما قويا نحو الوفاء باتفاقية غلاسكو للمناخ حتى نتمكن من تسريع هذا التحول في الطاقة”، مضيفة “نتوقع حقا لمؤتمر الأطراف الـ27 أن تكون هناك هذه الدعوة لتحقيق قفزة نوعية حقيقية نحو المزيد من مصادر الطاقة المتجددة”.
ويأتي الاجتماع في مصر في وقت تعقد فيه المرحلة الثانية من الاجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي في مونتريال بكندا في الفترة من 5 إلى 17 ديسمبر.
وذكرت أن “مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي كوب 15 سيعقد بعد أسابيع قليلة فقط من كوب 27، لذا فإن قرارا في كوب 27 سيرسل رسالة سياسية قوية من كوب 27 إلى كوب 15”.
العرب