الولايات المتحدة تستقبل اللاجئين الأوكرانيين لكنها لا تمنحهم حق العمل بسهولة

الولايات المتحدة تستقبل اللاجئين الأوكرانيين لكنها لا تمنحهم حق العمل بسهولة

وجد اللاجئون الأوكرانيون في الولايات المتحدة أنفسهم أمام وضع صعب حيث يحرمهم القانون الأميركي من العمل إلا بالحصول على تصريح، وهو ما لا يمكنهم الحصول عليه بسهولة، فصارت الدولة التي تدعم بلادهم في حربها مع روسيا عاجزة عن توفير ضروريات العيش لهم، فأصبحوا عبئا ثقيلا على الأقارب والأصدقاء الذين استقبلوهم في حين تتحرك منظمات حقوقية لمساعدتهم بتغيير القانون.

فيلادلفيا (الولايات المتحدة) – فتحت أوروبا والولايات المتحدة أبوابها أمام اللاجئين الأوكرانيين منذ أول يوم في الحرب الروسية على كييف، لكن الفارين من الموت يواجهون عراقيل تمنعهم من الاندماج في المجتمعات، وخاصة أولئك الذين احتموا بالولايات المتحدة لكنهم وجدوا أنفسهم ممنوعين من العمل وكسب قوتهم اليومي إلا بالحصول على تصاريح حكومية تتطلب انتظارهم لأشهر وسنوات.

وفرّت ليليا كرافتسوفا من مدينة أوديسا الساحلية الأوكرانية عندما انفجرت قنابل ومات أشخاص، تاركة وراءها ممارستها للمحاماة بحثا عن الأمان في الولايات المتحدة.

ولم تعد كرافتسوفا تعمل محامية في الولايات المتحدة، حيث تعيش مع عمة وعم وابن عم في وادي هنتنغدون. وفي الواقع، إنها لا تعمل على الإطلاق، فهي غير مسموح لها بذلك. وستمر أشهر قبل أن تحصل على إذن حكومي رسمي لتولي وظيفة، وفقا لصحيفة فيلادلفيا إنكوايرر.

وقالت كرافتسوفا التي تبلغ 28 عاما والتي وصلت إلى الولايات المتحدة في مايو الماضي “يضطر الأوكرانيون للبحث عن عمل غير قانوني، ويواجهون العديد من المخاطر”.

والمشكلة بسيطة لكن تداعياتها ضخمة، إذ يتم الترحيب بالأوكرانيين مثل كرافتسوفا في الولايات المتحدة وسط تدمير الغزو الروسي لبلادهم، ثم يظلون عالقين في انتظار تصاريح العمل التي ستسمح لهم بدعم أنفسهم.

المهاجرون يمنعون من الاندماج في الحياة الأميركية في وقت يبدو فيه أنهم سيحتاجون إلى البقاء لفترة أطول

وقد ترك ذلك الأشخاص يكافحون من أجل دفع ثمن الطعام والسكن، وتوترت علاقاتهم مع الأصدقاء والأقارب الذين لم يتصوروا أبدا استضافة المعالين على المدى الطويل. ولقد جعل الأمر من المستحيل على الوافدين الجدد إرسال الأموال لمساعدة أسرهم في منطقة الحرب، وأبقى العمال بعيدا عن أرباب العمل الذين هم في أمس الحاجة إلى التوظيف، وحرم الحكومات المحلية وحكومات الولايات والحكومة الاتحادية من عائدات الضرائب في وقت يشهد جائحة لا نهاية لها.

كما أنه يمنع المهاجرين الأوكرانيين من الاندماج بشكل كامل في الحياة الأميركية في وقت يبدو فيه أن المزيد منهم سيحتاجون إلى البقاء في المدن الأميركية لفترة أطول مما كانوا يعتزمون.

وقالت محامية شؤون الهجرة في نيويورك أولها خومياك، وهي قائدة في فرقة عمل الهجرة الأوكرانية المتطوعة الجديدة التي تركز على هذه القضية “يتوسل الأشخاص للحصول على بعض المساعدة (…) يحتاج الأوكرانيون إلى هذا الإذن ليس في غضون ثمانية أشهر أو 10 أشهر، بل يحتاجون إليه الآن”.

وكان أكثر من 1.5 مليون طلب تصريح عمل معلقا في نهاية عام 2021، وفقا لدائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية. وارتفع إجمالي الطلبات المعلقة لجميع خدمات دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية بنسبة 66 في المئة في ثلاث سنوات، حيث ارتفع من 5.7 مليون في سبتمبر 2019 إلى 9.5 مليون في فبراير من هذا العام، وفقا لمعهد سياسة الهجرة في واشنطن.

واليوم يتراوح متوسط الانتظار للحصول على تصريح عمل ما بين ثمانية إلى عشرة أشهر. وهذا يعني أنه حتى الأوكرانيين الذين وصلوا عندما بدأت الولايات المتحدة في فتح أبوابها يمكن أن يظلوا ينتظرون إلى العام المقبل للحصول على تصريح للعمل.

وهناك حوالي 90 في المئة من الوافدين الجدد من النساء والأطفال. ويخشى المدافعون عن حقوق الإنسان من أن بعض النساء قد يجبرن على فعل “كل ما في وسعهن للحصول على المال، وأحيانا يعني ذلك القيام بأشياء نكره التفكير فيها”، حسبما قالت آن سميث محامية شؤون الهجرة في واشنطن التي تعمل مديرة لسياسة فرقة العمل.

وتريد المجموعة المؤلفة من نحو 100 محام ومجموعة غير ربحية من إدارة الرئيس جو بايدن أن تتصرف بسرعة لمساعدة الأوكرانيين الذين هرب الكثير منهم دون أي شيء.

واليوم توفر الولايات المتحدة ملاذا لنحو 180 ألف أوكراني، وهو عدد كبير من حيث الهجرة الأخيرة، وبالكاد يمثل موجة صغيرة من بين 9.1 مليون شخص فروا من حرب أثارت أكبر أزمة إنسانية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ويسمح برنامج “الاتحاد من أجل أوكرانيا” الذي أعلنت عنه إدارة بايدن في أبريل لما يصل إلى 100 ألف أوكراني بالعيش مع أفراد أسرهم ورعاتهم والتأهل للحصول على تصاريح عمل. وفي مارس منح البيت الأبيض وضع الحماية المؤقتة للأوكرانيين الموجودين بالفعل في الولايات المتحدة، ومنع ترحيلهم وتقديم تصاريح عمل لما يصل إلى 59 ألفا و600 شخص.

كما قبلت الولايات المتحدة 20 ألف أوكراني وصلوا إلى الحدود الجنوبية قبل إنهاء هذه الممارسة في أواخر أبريل.

ومع استمرار الحرب ودخولها في شهرها السادس دون حل في الأفق، يدرك المزيد من الأوكرانيين أنهم قد يحتاجون إلى البقاء والبدء من جديد في هذا البلد.

وغزت روسيا أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير. ومنذ مارس إلى يونيو وصل أكثر من 71 ألف أوكراني إلى الولايات المتحدة، وحتى الشهر الماضي تمت الموافقة على سفر 23 ألفا آخرين، وفقا لوزارة الأمن الداخلي. وحصل عدد قليل من الوافدين على إذن بالعمل، رغم أن في الولايات المتحدة 11.3 مليون فرصة عمل.

وحاليا يتلقى الوافدون الجدد الذين يقدمون طلبا للحصول على تصريح عمل رسالة إلكترونية للرد التلقائي. وقالت سميث إنه يمكن تعديل هذا الرد ليشمل تصريح عمل مؤقت. ويمكن أن يكون التصريح بمثابة دليل قانوني أثناء معالجة دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية للطلب الرسمي.

العرب