بغداد- غادر زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم المنطقة الرمادية التي احتمى بها على إثر خسارته القاسية في الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر الماضي، ليعلن أنه في المركب ذاته مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في الصراع المحتدم بينه وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وحرص الحكيم على مدى الأشهر الماضية على الظهور بمظهر المحايد، على الرغم من انتمائه للإطار التنسيقي، وقد تقدم بعدد من المبادرات لحل الأزمة بين الفرقاء الشيعة، لكن هذه المبادرات لم تكن سوى تسجيل موقف ولا أحد من المعنيين حملها على محمل الجد.
ويرى مراقبون أن التطورات الأخيرة لاسيما بعد زحف أنصار التيار الصدري إلى المنطقة الخضراء واقتحامهم للبرلمان، دفعت الحكيم كما بعض قيادات الإطار التنسيقي إلى إعادة النظر في توجهاتهم والاستنفار إلى جانب المالكي، في ظل استشعارهم خطورة التنازل لشروط الصدر، والتي لن تنتهي فقط بكسر المالكي سياسيا بل ستطال حضورهم أيضا.
وقال رئيس تيار الحكمة إنه لن يقف مكتوف الأيدي أمام أصوات الفتنة وزج الشباب في الفوضى، معلنا عن تمسكه بترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء.
عمار الحكيم: لن نقف مكتوف الأيدي أمام أصوات الفتنة وزج الشباب في الفوضى
وأوضح الحكيم في خطاب أمام أنصاره في العاصمة بغداد “لقد شهدنا خلال الأسابيع الماضية محاولات عديدة لزرع الفتنة والتناحر بين مكونات الشعب من جهة وفي داخل المكون الاجتماعي الأكبر من جهة أخرى وهي مساع خبيثة لا تريد بالعراق وشعبه إلا شرا (…) ولن تتوقف حتى توقع بين الإخوة وأبناء البيت الواحد”.
وأضاف “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام محاولات البغضاء وأصوات الفتن وزج شبابنا في الصراعات والفوضى، فالوحدة العراقية خط أحمر ولن نتهاون في ذلك مطلقا، ولن نسمح لأصابع الحرب الناعمة أن تنال من شعبنا أو تؤجج الخلافات والتحديات والظروف الحساسة التي نمر بها في تحقيق مآربها الخبيثة”.
ودعا الحكيم إلى أن “تكون هناك آلية واضحة وعلنية أمام الشعب في اختيار رئيس الجمهورية وعدم إبقاء ذلك في الكواليس والاجتماعات المغلقة للتخلص من شخصنة الأمور وتأزيم المواقف، فالإخوة الأكراد إما أن يتفقوا على مرشح أو يذهبوا إلى مجلس النواب بمرشحين يمثلان استحقاق مكونهم، ويتركون الخيار لما ينتجُه البرلمان وفي وقت زمني محدد وقريب، كما حصل في اختيار رئيس مجلس الوزراء من قبل قوى الإطار التنسيقي بمستوى عال من المسؤولية ونكران الذات من قيادات الصف الأول وعدد من قيادات الصف الثاني”.
وبدا واضحا أن انتقادات الحكيم للطرف الكردي موجهة أساسا إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يغلق الباب أمام أي جهود للتوصل إلى مرشح توافقي مع الاتحاد الوطني، فضلا عن كونه يتحفظ عن حضور جلسة انتخاب الرئيس، ويشترط أن يسبق ذلك اتفاق على دعم مرشحه ريبر أحمد.
وأشار المراقبون إلى أن حديث الحكيم عن كيفية اختيار الشياع تؤكد أن زعيم تيار الحكمة كما باقي حلفائه في الإطار ليسوا في وارد التراجع عن تكليف هذه الشخصية القريبة من المالكي، لإدراكهم بأن الإشكال الأساسي لا يكمن في الشياع بل في رفض الصدر أن يحقق خصمه المالكي ما عجز هو عنه، وهو تشكيل الحكومة المقبلة، وبالتالي لن يسلم زعيم التيار الصدري بأي تسوية دون ضمان عزل رئيس ائتلاف دولة القانون وهذا غير ممكن.
العرب