بيروت – أثار مقطع فيديو صادم يظهر اعتداء لبنانيين على لاجئ سوري بعد حصوله على “ربطة خبز” في منطقة برج حمود بقضاء المتن في محافظة جبل لبنان، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووثّق مقطع الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع، عددا من اللبنانيين وهم يمسكون الشاب السوري وسط الشارع، فيما يقوم آخرون بضربه وركله بأقدامهم.
وظهر أحدهم وهو يقوم بضربه بعصا قبل أن يضع آخر قدمه على رأس الشاب، فيما حاول أحدهم تخليصه من أيديهم، غير أنه تعرض للاعتداء هو الآخر.
وحصل حادث الاعتداء على الشاب بالقرب من مخفر برج حمود الذي اكتفت عناصره بـ”مشاهدة ما يحدث”.
والمفارقة، كما يظهر الفيديو، أن كلبا أسود اللون بدا على إحدى الشرفات المقابلة لمكان الحادث، وهو يراقب المشهد ويركض جيئة وذهابا، وكأنه يعلن احتجاجه على ما يجري.
وكان لبنانيون دعوا عبر مواقع التواصل خلال الأيام القليلة الماضية، إلى ضرب السوريين الذين يحصلون على الخبز، وسط الأزمة التي تعيشها البلاد.
وحمّل البعض أزمة الخبز وطوابير الأفران إلى اللاجئين السوريين.
وغردت صحافية لبنانية:
وأرخت أزمة الخبز في لبنان بظلالها على حياة اللبنانيين وجعلت الكثير منهم عدوانيين، وخاصة إذا كان الطرف الآخر غير لبناني أو سوري بشكل خاص. وترددت أخبار داخل البلاد عن رفض تسليم بعض الأفران الخبز لغير اللبنانيين.
الاعتداءات التي يقوم بها بعض اللبنانيين في بعض المناطق ضد السوريين عى خلفية ازمة الخبز وغير ذلك من الامور المعيشية،امر مرفوض ومدان، ويجب محاسبة الفاعلين والتحقيق معهم.قد يكون هذا الامر جزء من مخطط يستهدف الاستقرار الداخلي والامن الاجتماعي،كما انه امر مدان اخلاقيا وانسانيا.
ولكن مغردين اختاروا التصعيد، مدشنين هاشتاغ #أرضنا_مش_للنازح_السوري، طالبوا خلاله بـ”طرد اللاجئين السوريين وإعادتهم إلى بلدهم، بذريعة الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه لبنان”.
وتصاعدت الحملة ضد اللاجئين السوريين بشكل كبير منذ يونيو الماضي، بعد تهديد رسمي بإعادتهم في حال لم يتعاون المجتمع الدولي في تأمين عودتهم إلى سوريا.
يذكر أنه في المراحل الأولى من اللجوء كان التيار الوطني الحر هو الأكثر تطرفاً في نبذ كُل ما له علاقة باللاجئين ومحاربتهم، إلا أن الواقع اليوم صار تقريباً معمماً على غالبية المجتمع اللبناني.
وكان وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب قد أعلن في أول يونيو الماضي، أن بلاده لن تتعاون مع الأوروبيين بشأن إبقاء اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية، كما أدلى وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور الحجار في مايو الماضي بتصريحات مماثلة، أكد فيها عدم تمكن لبنان من استضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين.
في المقابل، رفض ناشطون الحملة التي وصفوها بـ”العنصرية”، مطالبين بالتصويب من السياسيين المتورطين في الفساد، الذين يقفون خلف الأسواق السوداء. وكتب مغرد:
الممارسات العنصرية تجاه اللاجئين السوريين ما زالت في بداياتها. ما ينتظرنا في المقبل من الأيام أشد إيلاما، وربما يصل إلى حدود إراقة الدماء، خصوصا في ظل الفوضى وغياب الدولة وتعنّت السلطة على عدم اتخاذ أي إجراء. باختصار عم نفوت ببعضنا وهني عم يتفرجوا، كملوا هيك. #لبنان.
وطالب مغردون سوريون بحفظ الفيديوهات وإبقائها في ذاكرتهم، لأن “حرب 2006 قادمة مرة أخرى”، في إشارة إلى هجرة مئات الآلاف من اللبنانيين إلى سوريا أثناء حرب يوليو 2006، وكيف استقبلهم السوريون وفتحوا بيوتهم وقاسموهم اللقمة. وقال مغرد:
ويتهم ناشطون الدولة اللبنانية بدعم حملة التحريض وتغطيتها، من خلال التصريحات التي لا تتعهد بحماية اللاجئين من أي عنف محتمل تجاههم.
وقبل أسبوع، أثارت تصريحات أدلت بها الإعلامية اللبنانية داليا أحمد عن اللاجئين السوريين ردود أفعال واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اتهمها نشطاء ومغردون بـ”العنصرية” و”تبني خطاب الكراهية”.
وقالت المذيعة أحمد خلال برنامجها “فشة خلق” على قناة الجديد “عشنا معكم أجمل أيام الانهيار، تقاسمنا معكم كل شيء… ولكن الآن لا يوجد لدينا شيء نتقاسمه معكم سوى الهجرة، من غير اللائق أن يترك اللبنانيون
بلدهم لكم”. كما قالت إن اللاجئين السوريين يتلقون “أموالا بالدولار من الأمم المتحدة”، وإن البلاد أصبحت آمنة لعودتهم. ووصفت المذيعة لبنان بأنه “منبع الإنسانية”، لاستقباله لاجئين سوريين على مدار 11 عاما، منذ بدء الاحتجاجات في سوريا.
وكانت داليا أحمد ضحية سابقة لحملة عنصرية بسبب لون بشرتها الأسود، فالمذيعة داليا أحمد ذات أصول سودانية ومصرية، ووصلت إلى بيروت وهي طفلة رضيعة.
ويؤوي لبنان، الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية 1.5 مليون لاجئ سوري، يشكلون نحو ثلث عدد سكانه.
العرب