الصدر يحرج العامري: القبول بدعوتكم للحوار مشروط بالتخلي عن الإطار

الصدر يحرج العامري: القبول بدعوتكم للحوار مشروط بالتخلي عن الإطار

بغداد- وضع التيار الصدري زعيم تحالف الفتح هادي العامري في موقف صعب، بطرح جملة من الشروط من أجل القبول بدعوته إلى الحوار لإنهاء الأزمة السياسية التي تعصف بالعراق، وفي مقدمة هذه الشروط إعلان العامري الانسحاب من الإطار التنسيقي.

ويرى مراقبون أن الشروط التي رسمها التيار الصدري، هدفها حشر العامري في الزاوية، حيث أن الأخير يحاول الظهور في ثوب المحايد، على الرغم من أنه طرف أصيل في الإطار التنسيقي الذي يتزعمه نوري المالكي.

وحرص العامري خلال الساعات الماضية على النأي بنفسه عن الصراع المحتدم بين زعيم ائتلاف دولة القانون، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والذي ينذر بانزلاق البلاد نحو حرب شيعية – شيعية.

◙ محاولة العامري اتخاذ مسافة بين المالكي والصدر لا تعدو كونها عملية توزيع أدوار داخل الإطار التنسيقي

وجدد زعيم تحالف الفتح الاثنين دعوته للطرفين إلى تغليب “منطق العقل والحكمة وضبط النفس”، و”تقديم مصلحة البلاد والعباد من خلال الحوار الجاد والبناء”.

وأشار العامري، في بيان، إلى أنّه “في أجواء التصعيد الإعلامي، من خلال البيانات والبيانات المضادة، التي تدعو إلى الحشد الجماهيري، وقد تخرج عن السيطرة وتفضي إلى العنف، أكرر ندائي مخلصا إلى الأخوة في التيار الصدري وإلى الأخوة في الإطار التنسيقي إلى أن يغلبوا منطق العقل والحكمة وضبط النفس والتأني وتقديم مصلحة البلاد والعباد من خلال الحوار الجاد والبناء”.

وأكد زعيم منظمة بدر على أنّه يجب “التوصل إلى حلول لنقاط الاختلافات في ما بينهما”، قائلا إن “الشعب العراقي قدم من سبعينات القرن الماضي إلى هذا اليوم دماء غزيرة وعزيزة، فكفى دما، ورفقا بالدم العراقي فهو أمانة في أعناق الجميع”، مؤكدا أنّ “مسؤولية سفك الدم يتحملها الجميع”.

دعوات العامري للحوار تلقفها التيار الصدري برد سريع، حيث طالب أحمد المطيري رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري، زعيم تحالف الفتح، بالانسحاب من الإطار التنسيقي بشكل رسمي.

وقال المطيري في بيان “أفهم من خلال بيانك أنك لست من الإطار مع العلم أنت قطب الرحى فيه وطالما طالبت لهم ولم ترضَ بدخول جزء منهم مع التيار في تشكيل الحكومة سابقا”.

أحمد المطيري: إما أن تعلن (العامري) انسحابك وإما أنك لا زلت في إطار الفتنة

وأضاف “خطابك ينبغي أن يكون للإطار وليس للتيار فلسنا من نطلب الدم ولا الفتنة، اسمع خطابات حلفائك في الإطار فإما أن تعلن انسحابك منهم وإما أنك لا زلت معهم في إطار الفتنة التي يريدونها، نحن وقيادتنا نحسن بك الظن ولكن إنما (قَتلَ الناس أنصاف الحلول)، وكيف تطلب منا الحوار مع من يهدد قائدا وطنيا وزعيما سياسيا وسيدا وسليلا ووريثا لمنهج الصدر، كيف تقبل أن نتحاور مع من يهدد بقتله”.

وتابع البيان “كلكم وبلا استثناء تعلمون أن المالكي تحدث بهذا الكلام مرارا وتكرارا ونحن وأنتم على يقين بأنه غير مفبرك، وقد طلب مقتدى الصدر استنكارا منكم لهذا التسريب فلم تستنكروا ولم يرعوا حرمة الله في بقية الصدر”.

وقال المطيري “أيها الحبيب الطيب: نحن بحاجة إلى أفعال لا أقوال، فأمر وافعل وامنع تظاهرت الغدر، العصر، فقد طلبوا فيها الفتنة والفتنة أشدُ من القتل لو كانوا يعلمون”.

وتشهد بغداد منذ الخميس الماضي تصعيدا خطيرا، بخروج الآلاف من أنصار التيار الصدري للاحتجاج على تسمية رئيس وزراء مقرب من المالكي، وإعلانهم السبت عصيانا مفتوحا في البرلمان العراقي، ويهدد هذا التصعيد بالخروج عن السيطرة، بعد دعوة الفريق المقابل الإطار التنسيقي لأنصاره بالتظاهر.

وفي خضم هذه الأجواء المشحونة تتوالى الدعوات إلى التهدئة والحوار، وبينها تلك الصادرة عن العامري، الذي من الواضح أنه يسعى للإبقاء على فرص التواصل قائمة، على غرار الدور الذي لعبه خلال وجود التيار الصدري ضمن العملية السياسية.

وعلى مدار الأشهر الماضية، وقبل انسحاب الصدر من العملية السياسية في يونيو الماضي، كان العامري همزة الوصل بين التيار الصدري وائتلاف دولة القانون، وقد حاول الصدر خلال تلك الفترة إقناع زعيم تحالف الفتح بالانسحاب من الإطار والانخراط ضمن تحالف “إنقاذ وطن” الذي شكله مع ائتلاف السيادة السني والحزب الديمقراطي الكردستاني، لكن العامري رفض الاستجابة لتلك المحاولات.

◙ العامري حرص على النأي بنفسه عن الصراع المحتدم بين زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر

وعلى الرغم من خطوة الصدر المفاجئة بالانسحاب من المشهد السياسي، واحتكار المالكي دفة إدارة ترتيبات السلطة المقبلة، حرص العامري على عدم إغضاب الصدر، حتى أن ذلك أفضى إلى توتر في العلاقة بينه وبين زعيم ائتلاف دولة القانون.

ولكن الوضع تغير بعد التسريبات الصوتية المنسوبة للمالكي والتي هاجم فيها زعيم التيار الصدري الذي وصفه بالجاهل والعميل، متحدثا عن مخطط له لاستئصال التيار الصدري، وقد شكلت تلك التسريبات إحراجا كبيرا للمالكي الذي اضطر لفرملة اندفاعته للاستئثار بالعملية السياسية وتم التوصل إلى اتفاق مع باقي قوى الإطار التنسيقي على دعم المقرب منه محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، وهي الخطوة التي منحت الصدر ذريعة تحريك أنصاره، لقلب المعادلة مجددا لصالحه.

ويقول المراقبون إن محاولة العامري اتخاذ مسافة بين المالكي والصدر لا تعدو كونها عملية توزيع أدوار داخل الإطار التنسيقي، مشيرين إلى أن من مصلحة العامري الذي يقود تحالف الفتح وهو المظلة السياسية للميليشيات المسلحة العراقية، البقاء ضمن الإطار ذلك أن الانسحاب سيعني خسارة الموقع الذي يحتكم إليه، حيث أن معظم تلك الميليشيات تفضل البقاء في مركب المالكي.

العرب