هل يقود انزعاج حماس من الجهاد إلى مواجهة في غزة

هل يقود انزعاج حماس من الجهاد إلى مواجهة في غزة

غزة- قالت مصادر فلسطينية مطلعة إن حركة حماس تضغط على ممثلي الجهاد في غزة، وخاصة على القادة الميدانيين لسرايا القدس عبر قادة كتائب القسام من أجل الاكتفاء برد محدود على اغتيال القيادي في الجهاد تيسير الجعبري، والقبول بالوساطة المصرية كمدخل للتهدئة.

وكشفت المصادر أن حماس تريد أن تحافظ على وضع التهدئة الحالية في غزة، وهي ترى أن من مصلحتها إبقاء الباب مواربا مع إسرائيل، وأنها قد تضطر إلى إعلان تبرّئها من العملية خاصة مع تمسك قادة الجهاد الموجودين في الخارج بالتصعيد.

وتشير المصادر إلى أن حماس باتت تتبنى إستراتيجية تسعى للحصول على الاعتراف الأميركي من خلال إظهار تمسكها بضبط النفس وتشددها في مواجهة مطلقي الصواريخ بشكل عرضي من غزة، وهي تعمل على بناء الحركة بأجهزتها المختلفة وفق هذه القناعة ضمن مسار التهدئة الأشمل الذي تتبناه الجماعة الأم للإخوان المسلمين في محاولة لتطويق الخسائر التي لحقت بها بعد مغامرة الربيع العربي.

◙ حماس تتبنى إستراتيجية تسعى للحصول على الاعتراف الأميركي من خلال إظهار تمسكها بضبط النفس

وتحدثت المصادر، وهي قريبة من حركة حماس، عن أن الحركة تشعر بالقلق من التنافس بينها وبين حركة الجهاد على كسب الود الإيراني، وأن حماس تريد أن تحصل على هذا الدعم لتقوية نفسها وتنويع أوراق المناورة لديها، وتريد أن تحصل عليه لوحدها بصفتها الحاكم الفعلي في القطاع ولا يمكن أن تقبل بأيّ منافسة من أيّ جهة أخرى.

ولا تستبعد المصادر أن يقود الخلاف بين الحركتين حول حدود التصعيد مع إسرائيل وشروطه إلى مواجهة بينهما خاصة في غزة، حيث تمتلك حماس معلومات كاملة عن قوة الجهاد ومواقع مقاتليها وأسلحتها، وأنها قد تجد هذا الخلاف فرصة مواتية لتحجيم خصمها مثلما فعلت في مواجهتها في 2007 مع حركة فتح ولاحقا مع مجموعات إسلامية صغيرة.

ويرسل الإسرائيليون إشارات إلى حماس بأنها غير معنية بالتصعيد، وهو ما يفسّر عدم إطلاق الحركة لصواريخها كردّ على التصعيد واكتفاءها بتصريحات عامة عن وجود “غرفة عمليات مشتركة تنسق بين كافة الفصائل الفلسطينية لاتخاذ القرارات المناسبة”.

وقال زفيكا هايموفيتش، القائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي الذي خدم في عمليات سابقة ضد غزة في عامي 2012 و2014، إن هناك خلافات كبيرة مع الجهاد الإسلامي يمكن أن تدفع حماس للنأي بنفسها عمّا يجري حاليا.

◙ حماس تشعر بالقلق من التنافس بينها وبين حركة الجهاد على كسب الود الإيراني

وقال “المصلحة المباشرة الفورية لحماس تقضي بعدم انضمامها إلى هذه العملية”. وأضاف “إذا انضمت حماس إلى هذه العملية فستغير تماما الوضع الذي نتحدث عنه”.

ووصف رئيس الوزراء يائير لابيد الجمعة حركة الجهاد الإسلامي، بينما كان يتحدث عن الضربات الجوية على التلفزيون الإسرائيلي، بأنها “وكيل إيراني يريد تدمير دولة إسرائيل”.

وفي حين أن حركة الجهاد لا تمتلك عددا كبيرا من الصواريخ بعيدة المدى مثل حماس، فإنها تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة الصغيرة وقذائف المورتر والصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات وجناحا مسلحا نشطا هاجم الكثير من الأهداف الإسرائيلية على مر السنين.

ومن الصعب الحصول على أرقام حديثة حول عدد نشطاء حركة الجهاد الإسلامي إذ تتراوح التقديرات من العام الماضي بين نحو ألف وعدة آلاف، وفقا لكتاب “حقائق العالم” لوكالة المخابرات المركزية الأميركية.

ويصنف الغرب حركتا حماس، التي خاضت خمسة صراعات مع إسرائيل منذ عام 2009، والجهاد الإسلامي بأنهما من المنظمات الإرهابية. وتحصل الحركتان على أموال وأسلحة من إيران.

وعلى عكس حماس، ترفض حركة الجهاد المشاركة في الانتخابات ويبدو أن ليس لديها أيّ طموح لتشكيل حكومة في غزة أو الضفة الغربية.

وتحافظ حركة الجهاد على وجود كبير في مدينة جنين بالضفة الغربية حيث تم اعتقال الشيخ بسام السعدي، القيادي البارز بالحركة الأسبوع الماضي، مما أدى إلى اندلاع الأزمة التي أدت إلى غارات الجمعة.

ورغم تركيز الحركة على النشاط العسكري، فهي لا تملك مثلا بنية تحتية أو تتحمل مسؤوليات مثل حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007 والمسؤولة عن الحكومة والاحتياجات اليومية لأكثر من 2.3 مليون شخص.

وبعد مرور ما يزيد على عام على حرب استمرت 11 يوما في مايو 2021، والتي ألحقت أضرارا جسيمة باقتصاد غزة، يبدو أن تركيز إسرائيل الواضح على أهداف تابعة للجهاد الإسلامي يهدف إلى إقناع حماس بالابتعاد عن القتال.

العرب