الإنغماسيون وعلاقتهم بالبغدادي

الإنغماسيون وعلاقتهم بالبغدادي

كثيرة هي التسميات للفصائل والكتائب المقاتلة تحت راية داعش الارهابية حتى يصل العدد الى العشرات وهذه التسميات لتلك الفصائل هي تسميات اختصاصية بالقتال تيمنية بالاسم فهناك كتيبة الخنساء النسائية التي تتكون من عدد من النساء المقاتلات في صفوف داعش ولهن تعليمات وصلاحيات ,,وفرقة القناصة التي مهمتها القنص والتي تدربت على ايدي امهر القناصين في افغانستان وبعضهم تدرب في سوريا وفي العراق على يدي قناصة اخرين متدربين وهناك ,,فرقة التصفية وواجبها ملاحقة الخصوم وقتلهم حتى لو تطلب الامر ملاحقتهم خارج دولة داعش الارهابية وفرقة الاعلام  والترويج وواجبها واضح الغرض من وجودها اظهار الوجه الحسن لداعش والحياة الجميلة لدولة الاسلام الاصيل وايضا غايتها جذب النساء والرجال للانخراط في صفوف تلك الدولة السيئة الصيت وفرقة ,,الذباحة بالسكاكين وفرقة ,,الاعدامات بالاطلاقات النارية وفرق ,,التحقيق هذه الاسماء لتلك الفرق لم توجد اعتباطا ولا بالصدفة ابدا بل أنها فرق وجدتها ظروف تلك الدولة التي تعتمد كليا  عليها من أجل ارهاب الناس وجعلهم اذلاء وخائفين وخانعين وبالتالي فهؤلاء لا يستطيعون عمل أي شيء ضد دولة القتل هذه ولا مقاومتها ..

من هذه الفرق التي تعتبر من اشد الفرق قسوة وأهم االفرق التي يعتمد عليها ابو بكر البغدادي في الظروف الحرجة وفي حال احتياجه لاحتلال اهداف عصية على جيشه يستعين بتلك الفرقة التي تتكون من مقاتلين اجانب وأغلبهم من دول الاتحاد الروسي والمغاربة والشيشانيين يتميزون هؤلاء بالقوة الجسمانية والتدريب العالي واستعدادهم للتضحية بالنفس من أجل الدولة فهم وصلوا الى اعلى حالات التضحية بعد ان غسلت ادمغتهم وهيئت ابدانهم للموت بتلك الطريقة واجب هؤلاء هو فتح الطرق وفتح المعابر وتحطيم الاسوار بواسطة اجسادهم بعد تفخيخها وليس الامر في ساحة المعركة حسب بل يتعدى ذلك في تفخيخ وتفجير الاجساد في العجلات والبواخر والطائرات والأهداف المهمة التي يعتبرها قادة التنظيم من الاهداف الستراتيجية  يتجاوز عدد هؤلاء 1500 مقاتل يزود هؤلاء بالاضافة الى الاحزمة الناسفة باسلحة خفيفة في حال القتال قبل الوصول الى وقت التفجير الاستشهادي وايضا لدى كل مقاتل من هؤلاء (كبسولة الانهاء) التي ينهي بها هذا المقاتل حياته قبل الوقوع بالأسر وعدم مقدرته تفجير نفسه فيضطر الى ابتلاع تلك الكبسولة التي تنهي حياته وتسمى هذه العملية التي يصل لها المقاتل الانهاء .هؤلاء الانغماسيين يعملون بأجواء ومناخات مختلفة عن باقي المقاتلين فهم لا أتصال لهم مع الباقين ولا أحد يعرفهم اي كما يسميهم المتخصصون (“المربع صفر”أو”العملية الميته”) أي اول الخيط هو نهايته وتنتهي العملية بأنتهاء حياة ذلك الشخص .اما مراحل العمليات الانغماسية فهي  الالتحام وهذه المرحلة تتم قبل الانتحار أي القتال الشرس مع العدو بقصد تحصيل( النكاية ) احداث الضرر الكبير مع القوات التي يشتبكون معها والكثيرة العدة والعدد ..والمرحلة الثانية هي مرحلة الانتهاء مرحلة الموت والانتحار او الاستشهاد كما يسمونها والتفجير وسط الجموع ووسط العدو لفتح الطرق الوعرة وتحطيم الجسور وأسقاط الطائرات والعجلات ولهؤلاء المقاتلين اسماء يعتبروها قدوتهم في التضحية ومنهم الضابط في الشرطة المصرية الذي فجر نفسه في العراق (احمد الدوري ) ضد مقاتلين اجانب وعملاء كما يسميهم من رجال الشرطة والجيش والعملاء والملقب (ابو معاذ المصري ) مع العلم ان هذا الانتحاري كان قائد عسكري في اللاذقية لجماعة جند الخلافة وتميز بالذكاء والخديعة وحسن التدبير والقسوة المفرطة في قتل خصومه ,,ومن هؤلاء الانغماسيين ايضا ابو طلحة الليبي صاحب المقولة المشهورة (ان الاسلام لا ينتصر وينتشر الا بالأشلاء) ..((وتعتبر كتيبة الانغماسيين أهم كتيبة في تنظيم داعش لأنها تضم أهم المقاتلين عندهم من حيث (المظهر،الكفاءة العالية جدا في القتال،مع الاشتراط التربية داخل المدرسة السلفية الجهادية، كما يشترط أن يكونوا قد اشتركوا في عمل عسكري نظامي سابق) ويفرق الجهاديون بين الإنغماسي والانتحاري، فالانغماسى يكون مزروعاً وسط الهدف ويمعن في الخدعة وإحداث الفوضى لكي يحقق الهدف المطلوب منه من الاغتيالات وغيرها، أما الانتحاري فيعمل علي عنصر المفاجأة السريعة من القتال والفرار الفوري والانغماسيون لهم شغل محدد مثل اقتحام السجون والوحدات العسكرية واغتيال الحكام واقتحام المدن مثلما حدث في الموصل وعين العرب. جند الاعلام الداعشي المئات من هؤلاء الشباب والشابات القادمين من شتى اصقاع العالم وغرر بهم حتى اوصلهم الى اراضي الدولة الاسلامية المزعومة في الشام والعراق ليتفاجئوا هؤلاء بعد ان يلمسوا الفرق بين ما اقنع واتي به الى تلك المخاضة المئبونة وبين ما شاهده في الواقع وعلى ارض الواقع وعندها يحاول هؤلاء العودة الى دولهم لكن هيهات لأنهم وقعوا فريسة بيد تلك المخالب التي لا يمكن ان تفرط بهم وبالتالي اصبح هؤلاء لقمة سهلة المضغ تحركهم اصابع قادة داعش وتصنفهم كل حسب علميته وثقافته ومقدرته الجسمانية والبدنية لينتهي بهم الحال قتلى واسرى على يد ابناء العراق والجيش السوري او قتلى على يد وحوش داعش عندما تعصى الاوامر ولم تنفذ المطالب.

تعتبر ثلاثية الاغراء والتغرير والضحك على ذقون الشباب اهم عناصر الجذب لهؤلاء ..الجنس ..والقدسية ..والقوة  ..تلك العناصر الثلاث هن من تأتي بهؤلاء الى تلك الدولة فالجنس الهدف المنشود الاول لدى الشباب وظهرت الى العلن العشرات من الفتاوي حول جهاد النكاح وملك اليمين والقاصرات والوطئ والغلمان وكذلك تعتبر القدسية والجهاد من أجل الهدف السامي وإيجاد دولة الاسلام لنموذجية دولة السلف الصالح اهم الاهداف الذي يود هؤلاء ان يموتوا من أجلها ويضحي بنفسه من أجلها بلا ندم لأنه ستلتقي به المئات من الحوريات اللواتي يقدمن له الغداء مع الرسول  والعنصر الثالث هو عنصر القوة (الباور ) المتمثل بالمال الوفير والغنائم الذي يحصل عليها مقاتلي الدولة من الغزوات التي ينتصرون بها على الكفرة والعملاء والخارجين عن الاسلام وأموال الجزية والزكاة التي تذهب لهم ويملأون جيوبهم منها .

حمزه الجناحي

صحيفة الزمان اللندنية