مونديال قطر.. رحلات الطيران المكوكية تلوث الأجواء

مونديال قطر.. رحلات الطيران المكوكية تلوث الأجواء

تواجه قطر مشكلة في استيعاب عدد الزائرين القادمين لمتابعة مباريات منتخباتهم في مونديال كرة القدم وسيجد المشجعون أنفسهم مضطرين للإقامة في دول مجاورة مثل الإمارات والسعودية بعد تسهيلات التأشيرة لكن ذلك سيخلف مخاطر بيئية خلال عملية نقلهم إلى الدوحة خلال كل مباراة، خاصة وأن الرحلات ستكون في أغلبها جوية.

دبي – تبشر إقامة كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في الشرق الأوسط بفترة ازدهار لفنادق دبي في نوفمبر، إذ من المتوقع أن يتدفق آلاف من المشجعين على المدينة مع محدودية أماكن الإقامة في الدولة المضيفة المجاورة قطر.

لكن التكلفة البيئية لنقل هؤلاء الزائرين لمسافة 400 كيلومتر في أيام المباريات، أغلبهم بالطائرة، تثير المزيد من الشكوك حول تعهد قطر العام الماضي باستضافة أول بطولة تحقق الحياد الكربوني.

وفي حين يُتوقع أن يحضر البطولة أكثر من مليون مشجع، لم يكن لدى قطر سوى 30 ألف غرفة فندقية حتى مارس. ومن المقرر إضافة المزيد قبل انطلاق البطولة في العشرين من نوفمبر، لكن الكثير منها سيكون مخصصا لإقامة فرق كرة القدم والأطقم المساعدة ومسؤولي كأس العالم.

وقال الرئيس التنفيذي لمطارات دبي بول غريفيث “نتوقع أن تكون حركة المرور خلال كأس العالم قوية جدا ونشطة جدا”. وتوقع أن يحبذ العديد من المشجعين البقاء في دبي التي يزيد عدد غرفها الفندقية عما في قطر بحوالي خمس مرات، إضافة إلى أن الحصول على المشروبات الكحولية بها أيسر.

الحافلات تخلف أجواء غير منعشة
وساعدت الخطوط الجوية القطرية المملوكة للدولة في تنظيم رحلات مكوكية تديرها شركات طيران إقليمية داخل قطر وخارجها في أيام المباريات من مدن الخليج، بما يشمل تسيير ما لا يقل عن 60 رحلة يومية من دبي وإليها.

ويثير ذلك تساؤلات حول تعهد المنظمين في السابق بتحقيق الحياد الكربوني خلال الحدث، وهو التزام قالوا إنه يتمحور في الأساس حول العاصمة الدوحة حيث سيطير المشجعون إلى مطار واحد وسيقيمون في مدينة واحدة على خلاف الانتشار في مدن مختلفة مثلما كان يحدث في البطولات السابقة.

وتوقع تقرير صادر عن الجهات المنظمة في قطر والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في يونيو 2021 حول الأنشطة المتعلقة بالبطولة من 2011 إلى 2023 أن ينبعث من بطولة كأس العالم 3.6 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وسيكون السفر المساهم الأكبر بنسبة 52 في المئة، وهو ما يعود أساسا إلى الرحلات الجوية الدولية. وجاء هذا الإعلان قبل الكشف عن الرحلات المكوكية بين قطر ودول الخليج الأخرى هذا العام.

وقال خالد دياب مدير الاتصالات في منظمة “كربون ماركت ووتش” المنادية بحماية البيئة إن “حجم الرحلات المكوكية الهائل من دول الجوار يقوض زعم المنظمين أن وجود الكثير من الملاعب المركزة في منطقة جغرافية صغيرة سيساعد في تقليل الانبعاثات المتعلقة بالسفر جوا”. وأضاف أن هذا “سيدفع مصداقية شعار البطولة المتعلق بالحياد الكربوني إلى نقطة اللاعودة”.

وقال متحدث باسم اللجنة المنظمة لكأس العالم إن رحلاتها المكوكية تتيح “رحلات مباشرة ومأمونة من وإلى قطر المنظمة لكأس العالم لكرة القدم” والتي تقول إنها “أقل إطلاقا للكربون من الرحلات التي تتضمن نقاط توقف”.

وقالت اللجنة “منذ بداية عملية التخطيط (..) كان هدفنا دائما استقبال المشجعين من دول مجلس التعاون الخليجي”. وتابعت “ومن ثم، فإن انبعاثات غاز الاحتباس الحراري من البطولة تشمل نسبة من سفر المشجعين من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي لحضور المباريات.

وقد استند التقدير إلى عدد المسافرين والمسافة وطريقة النقل. وبعد البطولة سنقوم بتحديث حجم الانبعاثات بناء على البيانات الفعلية”. ولتخفيف الضغط على الفنادق، تعمل قطر على بناء أماكن إقامة مؤقتة في ضواحي الدوحة، بينما سترسو سفن سياحية قبالة الساحل لتوفير أماكن إقامة إضافية للمشجعين.

لكن الفنادق في دبي، الوجهة السياحية الأكثر رواجا في الخليج، أعلنت بالفعل عن ارتفاع الحجوزات في الربع الرابع من العام، لاسيما خلال بطولة كرة القدم التي ستستمر أربعة أسابيع.

وقال بول بريدجر مدير العمليات في روف هوتيلز، وهي علامة تجارية مملوكة محليا وتدير خمسة فنادق متوسطة المستوى في مناطق مختلفة في دبي “نشهد طلبا كبيرا للحجز في فترة كأس العالم”.

وأضاف أن الحجوزات في الربع الرابع الذي تتخلله ذروة موسم السياحة الشتوية في دبي الممتد من أكتوبر إلى فبراير، كانت أربعة أضعاف ما كانت عليه في عام 2019، العام السابق لبدء الجائحة.

3.6 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون تنبعث من الأنشطة المتعلقة بالمونديال

وفي محاولة لجذب مشجعي كرة القدم، ستوفر دول مجاورة مثل الإمارات والسعودية تأشيرات دخول لحاملي تذاكر كأس العالم. وقال منذر درويش العضو المنتدب لفندق بلازو فيرساتشي الفخم ذي الخمس نجوم في دبي إنه يتوقع حجز الفندق الذي يضم 215 غرفة بالكامل من أكتوبر إلى ديسمبر، مع تنقل العديد من الزائرين بين دبي والدوحة طوال فترة كأس العالم.

كما أشار هولغر أوستهايمر المدير العام لشركة الفطيم دي.سي للطيران والمتخصصة في توفير رحلات طيران خاصة إن الاستفسارات عن الرحلات من دبي إلى الدوحة زادت إلى ثلاثة أو أربعة أمثال ما هو معتاد.

وشكك ناشطون مدافعون عن المناخ بالفعل في إمكانية تحقيق الحياد الكربوني خلال البطولة، على الرغم من إعلان المنظمين عن سلسلة من المبادرات للوصول إلى هذا الهدف.

وشملت تلك المبادرات تكييف الهواء في ملاعب تعمل بالطاقة الشمسية واستخدام حاويات شحن كمواد بناء وشراء أرصدة للتعويض عن انبعاثات الكربون، وهو إجراء قال المنظمون إنه ينبغي الإشادة به لا انتقاده.

لكن جوليان جريصاتي مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة السلام الأخضر قال إن البطولة لن تحقق حيادا كربونيا حتى باستبعاد تنظيم الرحلات المكوكية. وأضاف “مشكلة التعويض في الأساس، أنها ليست فعالة”.

العرب