أعلنت أوكرانيا أن قواتها حققت مكاسب ميدانية ضد الروس في بعض الجبهات، فيما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأوروبيين من الإقدام على حماقة لن يصلهم بعدها “غاز ولا نفط ولا وقود ولا شيء”.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأربعاء إن قواته استعادت بلدات عدة من الروس في منطقة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، من دون تفاصيل.
وأضاف “هذا الأسبوع لدينا أنباء سارة من منطقة خاركيف”، مشيرا إلى أن بلدات -لم يسمها- استعادتها القوات الأوكرانية “عاد العلم الأوكراني يرفرف فيها”.
وسقطت منطقة خاركيف جزئيا في قبضة القوات الروسية في بدايات الحرب التي اندلعت في 24 فبراير/شباط الماضي، أما مدينة خاركيف (ثاني أكبر مدن البلاد) فتتعرض لقصف متكرر من قبل القوات الروسية التي لم تتمكن حتى اليوم من الاستيلاء عليها.
من جانبه، وصف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عمليات الجيش الأوكراني في المناطق الجنوبية من أوكرانيا بأنها تقدم “مهم” في ساحة المعركة، فيما تقول روسيا إنها كبدت تلك القوات خسائر فادحة.
وقال وكيل البنتاغون كولين كال خلال مؤتمر عقده موقع “ديفينس نيوز” (Defense News) إنه “لا يزال من المبكر الحكم على الأمر، لكني أعتقد أن الأوكرانيين يحققون تقدما بطيئا لكنه مهم، وسنرى كيف تسير الأمور”.
وأضاف “أعتقد أن الأمور تسير بشكل أفضل لأوكرانيا في الجنوب منها بالنسبة لروسيا”.
ومنذ أيام تشن القوات الأوكرانية هجوما معاكسا في جنوب البلاد لاستعادة مناطق استولت عليها القوات الروسية، وبينما تؤكد كييف نجاح هذا الهجوم تقول موسكو إنها ألحقت بالقوات المهاجمة خسائر فادحة.
ونقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مسؤولين أميركيين وأوكرانيين أن سعي كييف لاستعادة خيرسون (جنوب) من القوات الروسية بحلول نهاية العام الجاري يعد هدفا طموحا، لكنه ممكن إذا استمرت أوكرانيا في إحراز تقدم عسكري.
بوتين يحذر
من ناحية أخرى، تصاعد السجال بين موسكو والاتحاد الأوروبي إثر دعوة أوروبية لتحديد سقف لأسعار الغاز الروسي، وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقطع إمدادات النفط والغاز كليا إذا وضعت الدول الغربية سقفا لأسعار المحروقات الروسية.
ونفى بوتين أن تكون روسيا تستخدم الطاقة “سلاحا” ضد أوروبا، وهدد بوقف شحنات الغاز الروسي إذا تم تحديد سقف لأسعار النفط والغاز الروسيين.
وقال خلال منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك (أقصى شرق روسيا) إن تحديد سقف لأسعار المحروقات الروسية سيكون “حماقة”، مضيفا “لن نسلم شيئا على الإطلاق إذا تعارض ذلك مع مصالحنا.. لا غاز، لا نفط، لا فحم، لا زيت وقود، لا شيء”.
وأكد الرئيس الروسي أن عزل بلاده “مستحيل” على الرغم من “حمى العقوبات” الغربية، مشيدا في كلمته بـ”الدور المتزايد” لمنطقة آسيا والمحيط الهادي في شؤون العالم، خلافا للغرب الذي رأى أنه يتقهقر وينخره التضخم.
وشدد بوتين على تعزيز علاقات روسيا مع آسيا -ولا سيما الصين- في مواجهة “عدوان الغرب التكنولوجي والمالي والاقتصادي”.
وبعد مجموعة السبع -التي دعت إلى تحديد سقف لسعر النفط الروسي- اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس الأربعاء على الدول الأعضاء في الاتحاد فرض سقف لسعر الغاز الروسي.
وقالت فون دير لاين للصحفيين إن “الهدف هنا واضح جدا، علينا قطع مداخيل روسيا التي يستخدمها بوتين لتمويل حربه الوحشية على أوكرانيا”.
وأضافت “في بداية الحرب شكل الغاز الروسي عبر خط الأنابيب 40% من إجمالي الغاز المستورد (من قبل الاتحاد الأوروبي)، اليوم يمثل 9% فقط”.
من جانبها، نددت كييف بـ”الدعاية الروسية التي تعمل على قدم وساق بتهديد أوروبا بشتاء قارس”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو “بوتين يتجه نحو المرحلة الثانية من حرب هجينة من خلال تهديد استقرار الدول الأوروبية”.
وأضاف “لا تنخدعوا، قطع روسيا الغاز لا علاقة له بالعقوبات، إنه مخطط مدبر مسبقا”.
المصدر : الجزيرة + وكالات