كابول – قال أمير خان متقي القائم بأعمال وزير الخارجية في حكومة طالبان الاثنين إن الحركة أخلت سبيل المهندس الأميركي مارك فريريتشز مقابل إفراج الولايات المتحدة عن زعيم أفغاني قبلي على علاقة بالحركة.
وقال متقي في مؤتمر صحافي بالعاصمة الأفغانية إنهم تبادلوا فريريتشز في مطار كابول الاثنين مع حاج بشير نورزاي، الذي ظل محتجزا في الولايات المتحدة منذ 2005 بتهم تتعلق بالمخدرات.
واعتقلت السلطات الأميركية نورزاي للاشتباه في تهريبه هيروين بأكثر من 50 مليون دولار إلى الولايات المتحدة وأوروبا.
وتابع متقي “إمارة أفغانستان الإسلامية مستعدة لحل المشكلات بالتفاوض مع الجميع بما يشمل الولايات المتحدة”، في إشارة إلى طالبان.
مسؤولون أميركيون يقولون إن تبادل الأسرى سيغير وجهة نظرهم حيال مدى شرعية حكومة تقودها طالبان
ويعمل فريريتشز مهندسا وهو محارب قديم في البحرية الأميركية من لومبارد في ولاية إلينوي وعمل في أفغانستان لمدة عشر سنوات في مشاريع التنمية. وتم اختطافه في مطلع فبراير 2020.
وأكد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، طلب عدم نشر هويته، إخلاء سبيل فريريتشز.
وأضاف المسؤول أن “الرئيس جو بايدن اتصل بأسرة مارك هذا الصباح لإبلاغهم بالأخبار السارة”.
وتابع “من أجل إعادة مواطن أميركي إلى الوطن ولم شمله بأسرته، اتخذ الرئيس القرار الصعب بمنح العفو لحاج بشير نورزاي بعد أن أمضى 17 عاما في السجون الأميركية”.
وقال بايدن في بيان إن فريريتشز يجب أن يعود بأمان وصحة جيدة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف “أولويتنا الآن هي التأكد من عودة مارك بصحة جيدة وأمان ومنحه المساحة والوقت اللازمين للعودة إلى المجتمع”.
وتابع “لدينا الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في العديد من الحالات الأخرى، لكن إطلاق سراح مارك يظهر التزامنا الدائم”.
وظلت الولايات المتحدة تضغط من أجل إطلاق سراح فريريتشز حتى بعد أن تولت طالبان السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021 مع انسحاب القوات الأجنبية بقيادة أميركية من البلاد.
وقال مسؤولون أميركيون إن هذه القضية ستغير وجهة نظرهم حيال مدى شرعية حكومة تقودها طالبان. ولم تعترف أي حكومة أجنبية رسميا بالحركة بسبب القيود التي تفرضها على تعليم معظم الفتيات ضمن أسباب أخرى.
وألقى نورزاي كلمة موجزة في المؤتمر الصحافي الذي عُقد في فندق بكابول إلى جانب متقي. وقال “أنا فخور بوجودي في عاصمة بلادي بين إخوتي”. ويرتبط الزعيم القبلي بعلاقات مع طالبان منذ وقت طويل.
ونفى محامي نورزاي أن يكون موكله تاجر مخدرات وطالب بإسقاط التهم الموجهة إليه لأن مسؤولي الحكومة الأميركية خدعوه وجعلوه يعتقد أنهم لن يقبضوا عليه.
مارك فريريتشز يعود للديار
وشكلت عودة نورزاي إلى أفغانستان مناسبة احتفالية لنظام حركة طالبان التي عادت إلى الحكم في أغسطس 2021 بعد عشرين عاما من احتلال أفغانستان من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي.
وأظهرت صور نُشرت على الشبكات الاجتماعية مقاتلين مقنّعين من طالبان يضعون حول عنقه قلائد من الزهور.
ولم تعترف أي دولة حول العالم بعد بالحكومة الأفغانية الجديدة. وقد أكدت واشنطن مراراً أن على طالبان أن “تكسب” مشروعيتها قبل أن تحظى باعتراف المجتمع الدولي.
ورغم مفاخرة طالبان باستعادة السلطة، يتعين على البلد البالغ عدد سكانه 38 مليون نسمة مواجهة إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
وتفاقمت الأزمة مع التوقف المفاجئ للمساعدات الخارجية التي كانت تصل إلى البلاد بمليارات من الدولارات لدعم الاقتصاد الأفغاني خلال العقود الماضية، مع انسحاب القوات الأميركية من البلاد. وجمدت واشنطن احتياطيات تُقدّر بنحو سبعة مليارات دولار.
وبحسب دراسة أجراها البنك الدولي في نهاية السنة الماضية فإن 70 في المئة من الأسر الأفغانية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية مقابل 35 في المئة قبل فترة وجيزة من عودة طالبان إلى السلطة.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لا تزال مستعدة لإجراء “مناقشات براغماتية” مع طالبان بما يشمل موضوع الأموال المجمدة.
وأصبحت القيود الصارمة التي تفرضها طالبان على حقوق النساء في البلاد عقبة رئيسية أمام الاعتراف الرسمي من المجتمع الدولي بالحكومة الإسلامية في أفغانستان.
العرب