قالت صحيفة ‘‘لوفيغارو’’ الفرنسية، في مقال لجورج مالبرينو، إن قرار منظمة “أوبك +” بخفض إنتاجها النفطي بشكل كبير، بينما كانت الولايات المتحدة وفرنسا تطالبانها بزيادته، يؤكد متانة الروابط التي أقيمت بين السعودية وروسيا.
ووصفت الصحيفة قرار “أوبك +” الجديد الذي أثار غضب واشنطن، بأنه يمثل صفعة حقيقية وجهها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لحلفائه الغربيين، لا سيما الرئيسان الأمريكي جو بادين، والفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بدلا من خفض مليوني برميل الذي حددته “أوبك +” يوم الأربعاء، طالبت واشنطن وباريس، المملكة العربية السعودية، بزيادة إنتاجها لخفض أسعار النفط الخام وكبح التضخم. فعلى بعد شهر من الانتخابات النصفية الدقيقة في الولايات المتحدة، فإن الضربة قاسية على جو بايدن.
ومضت ‘‘لوفيغارو’’ إلى القول، إن موسكو تحتاج إلى أن يبقى النفط باهظ الثمن لتمويل حربها، مشيرة إلى أن روسيا كسبت 116 مليار يورو من صادراتها النفطية، منذ بدء غزوها لأوكرانيا، وفقا لتقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، ومقره فنلندا.
واعتبرت ‘‘لوفيغارو’’ أن القرار الذي اتخذته منظمة “أوبك +” بقيادة الرياض، يُظهر أن دول الخليج تقف متضامنة مع موسكو وترفض إبعاد نفسها عن حليفها الروسي، العضو منذ عام 2016 في “أوبك +”.
فمنذ بداية الحرب، رفضت السعودية مع جيرانها الخليجيين، إدانة موسكو، مما أثار استياء الغربيين. وقد غادر الرئيس الأمريكي جو بايدن خالي الوفاض من زيارته إلى جدة في منتصف يوليو الماضي. بدوره، لم يكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكثر حظا خلال استقباله ولي العهد السعودي في نهاية شهر يوليو بقصر الإليزيه. وأكد محمد بن سلمان نفسه كقائد، وأن أزمة الطاقة الحاصلة تؤكد أنه لا مفر من الأمير السعودي، ولا يمكن للضغط أن يؤثر عليه.
كما رأت ‘‘لوفيغارو’’ أن بن سلمان كما لو أنه أراد أن يُظهر لحلفائه الغربيين أن علاقاته الجيدة مع بوتين يمكن أن تكون مفيدة لهم، من خلال قيام الرياض بالوساطة التي نجحت في نهاية سبتمبر بإطلاق سراح سجناء غربيين، بينهم أمريكيون وبريطانيون- كانوا محتجزين لدى الروس في أوكرانيا.
القدس العربي