“تضحيات الحشد الشعبي” في المناهج الدراسية العراقية.. ميليشيات إيران تزيف التاريخ

“تضحيات الحشد الشعبي” في المناهج الدراسية العراقية.. ميليشيات إيران تزيف التاريخ

تضمين “تضحيات الحشد الشعبي” ضمن المناهج الدراسية في العراق يثير جدلا واسعا، ويكشف الطريقة التي تحاول بها أذرع إيران في العراق صياغة وعي الأجيال.

بغداد – أثارت تغريدة للنائبة العراقية حنان الفتلاوي على حسابها على تويتر، شكرت فيها وزارة التربية على “تضمين تضحيات الحشد الشعبي ضمن المنهج الدراسي”، جدلا إلكترونيا واسعا في العراق. وقالت الفتلاوي في تغريدتها:

ويتعلق الأمر بالمنهج الجديد لمادة اللغة العربية للصف السادس الإعدادي، وألفه ستة من الأساتذة على رأسهم وكيل وزارة التربية للشؤون العلمية عادل البصيصي.
وسخر مغرد من تغريدة الفتلاوي قائلا:

العراقيون بارعين في الكوميديا السوداء. ويرجع البعض إقبال الجمهور العراقي على السخرية والفكاهة إلى ما يراه نوعا من السخط العام على العلاقة المختلة بين المواطنين والسلطات، وعلى الانقسامات المجتمعية والطائفية التي تعاني منها البلاد.

وتساءل آخر:

ويقصد بـ”تضحيات الحشد في الدفاع عن العراق” عندما تعرض البلد إلى هجوم واسع شنه تنظيم داعش بدءا من صيف 2014 وانتهى باحتلاله ثلث أراضي البلاد.

وبالرغم من أن الجانب الأكبر من معارك طرد التنظيم خلال الأعوام اللاحقة خاضته قوات الجيش والشرطة العراقية، بمعونة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، إلا أن الإعلام الولائي العراقي الذي تسيطر عليه إيران سرق الأضواء لصالح الحشد الشعبي، مفضلا تقديم سردية طائفية تحصر المعركة بين داعش السني والحشد الشعبي الشيعي على السردية الوطنية الموضوعية لمعركة وقعت بين دولة وتنظيم مسلّح بالغ التشدّد والدموية.

وتستند سردية الحشد الشعبي الطائفية إلى فكرة خيالية، مفادها أن إيران ساعدت العراق مجانا خلال تعرضه لهجوم داعش.

لكن وثائق وزارة الدفاع العراقية تؤكد أن بغداد دفعت قيمة جميع الأسلحة والذخائر التي استوردتها من إيران خلال حقبة الحرب ضدّ التنظيم.

وتسعى إيران لتكريس فكرة أن الحشد الشعبي هو المظلة الأمنية لشيعة العراق.
وقال حساب:

وقالت كاتبة:
@Rasha_Alazawe

مادة الحشد التي أقرتها وزارة التربية على الطلبة في المدارس، عقلية من أقرها لا تختلف كثيرا عن عقلية من أقر على الطلبة في عهد صدام حسين “أقوال القائد”. مواد تنتهي قيمتها وأثرها بموت الأنظمة التي تفرضها، ولا تضيف أي شيء لكينونة الطلبة أو تقديرهم لمحتوى الشخص أو الكيان المراد تمجيده.
وتساءلت:
وتابعت:

@Rasha_Alazawe

فأما يتم إضافة فصل كامل لدور القوات العراقية في محاربة تنظيم داعش وإسقاط دولته المزعومة أو أن هذا الفصل التافه من تمجيد الحشد على حساب كل صنوف القوات العراقية وتعاون التحالف الدولي ليس أكثر من مجرد تزييف لتاريخ معاصر، أصغر طفل عراقي يستطيع إنكاره.
وعلق مغرد:
وقال آخر:
وفي سياق آخر، دعا مغردون الفتلاوي إلى عدم الاستعجال في توجيه الشكر، وقالوا إن “على وزارة التربية توفير مدارس كافية لاستيعاب أعداد الطلاب أولا قبل أن تزرع ألغام الطائفية في المناهج الدراسية”.

ومن باب التأييد، طالب تعليق بإدراج الحشد ليس في “درس المطالعة فقط، بل يتعدى ذلك إلى قصائد للحفظ وأمثلة في الإعراب ومسائل الرياضيات”.

وأشاد مدير عام التربية والتعليم في هيئة الحشد الشعبي حسين البخاتي بإدراج “موضوعات الحشد” في المناهج الرسمية للوزارة.

وكانت هيئة الحشد الشعبي قد كشفت في نوفمبر العام 2020، عن تشكيل لجنة لتضمين موضوعات حول الحشد ضمن مناهج وزارة التربية.كما أعلن النائب في البرلمان السابق عن كتلة “صادقون”، حسن سالم، في يونيو 2021 مخاطبته وزارة التربية لتضمين المناهج الدراسية فتوى “الجهاد الكفائي”، التي أصدرها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني عام 2014 وتأسس بموجبها الحشد الشعبي، بالإضافة إلى قصص معارك وعمليات الحشد. وتتبع كتلة “صادقون” ميليشيا “عصائب أهل” المنضوية ضمن هيئة الحشد الشعبي. ثم عاد يوم 3 أكتوبر ليذكر الحكومة في تغريدة:

ويبدي طيف واسع من رجال الفكر والثقافة العراقيين، لاسيما من لهم صلات مباشرة بقطاع التعليم، قلقا بالغا من المحاولات المتزايدة للأحزاب الدينية والميليشيات المرتبطة بها لاختراق المجال التعليمي والتربوي، ما سيمثّل قضاء نهائيا على أمل إقامة الدولة المدنية.

العرب