شكل حوار المنامة الذي اختتم دورته الثامنة عشرة الأحد، مناسبة للولايات المتحدة للتأكيد مجددا على التزامها بأمن الشرق الأوسط ودعم حلفائها في المنطقة، معلنة خلال هذا المنتدى السنوي المهم عن إقامة بنية تحتية “متكاملة” للدفاع الجوي والبحري في المنطقة لمواجهة ما أسمتها بـ”التهديدات الوشيكة”.
ويأتي انعقاد هذا الحوار المعروف باسم “قمة الأمن الإقليمي”، والذي شاركت فيه أكثر من عشرين دولة، في وقت تتصاعد فيه التوترات بالمنطقة الغنية بموارد الطاقة، لاسيما مع اتهامات لإيران بشن هجمات ضد سفن في مياه الخليج، سبقتها تحذيرات من هجمات إيرانية وشيكة على المملكة العربية السعودية.
وصرح منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، في مؤتمر “حوار المنامة” الذي انعقد على مدار ثلاثة أيام، أن بلاده تركّز على ردع “التهديدات الوشيكة” في المنطقة الإستراتيجية.
وقال ماكغورك “تعمل الولايات المتحدة الآن بنشاط على بناء بنية دفاعية جوية وبحرية متكاملة في هذه المنطقة”، مضيفا “يتم الآن تنفيذ شيء تحدثنا عنه منذ فترة طويلة، من خلال الشراكات المبتكرة والتقنيات الجديدة”.
وقال كوريلا “أعداؤنا (لم يسمّهم) في الشرق الأوسط يستخدمون تقنيات جديدة، وقد أصبحت المسيرات العدائية من أكثر العناصر الخطرة على الأمن”، مضيفا “هذا يتطلب من شركائنا التعاون معنا هناك التعاون في المواجهة عبر ثورة الابتكارات”.
وأوضح كوريلا “بحلول هذا الوقت من العام المقبل، ستنشر ‘القوة 59’ أسطولًا يضم أكثر من 100 سفينة مسيّرة فوق سطح البحر وتحته، تعمل وتتواصل معا”.
وتم إطلاق “القوة 59” في سبتمبر 2021 في مقر الأسطول الخامس الأميركي في البحرين، بهدف دمج الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي في عمليات الشرق الأوسط، بعد سلسلة من هجمات الطائرات المسيرة على السفن، أُلقي باللوم فيها على إيران.
وأضح كوريلا أنه “بالإضافة إلى السفن غير المأهولة (المسيّرة)، فإن الولايات المتحدة تبني برنامجا تجريبيا هنا في الشرق الأوسط للتغلب على الطائرات المسيّرة مع شركائنا”، من دون تفاصيل إضافية.
وجاءت تصريحات قائد القوات المركزية الأميركية بعدما حمّلت إسرائيل والولايات المتحدة إيران مسؤولية هجوم بطائرة مسيرة قبالة ساحل عمان الأسبوع الماضي أصاب ناقلة نفط تديرها شركة مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيدان عوفر.
والهجوم هو الأحدث في سلسلة اضطرابات في مياه الخليج التي تعد طريقا رئيسيا لإمدادات الطاقة العالمية. وتم الهجوم بعد أيام قليلة من نشر وسائل إعلام أميركية تحذيرات عن تصعيد إيراني في المنطقة، يستهدف المملكة العربية السعودية.
قوة بحرية بقيادة الولايات المتحدة ستنشر أكثر من 100 سفينة مسيّرة عن بعد في مياه الخليج بحلول العام المقبل لدرء التهديدات البحرية
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” كشفت في تقرير لها، نقلا عن مصادر سعودية وأميركية، أن المملكة شاركت معلومات استخباراتية مع الولايات المتحدة تحذر من هجوم وشيك من إيران داخل السعودية سعيا لتشتيت الانتباه عن الاحتجاجات داخل إيران، وأن القوات الأميركية وقوات أخرى في المنطقة رفعت درجة تأهبها.
وخلال مداخلته في منتدى “حوار المنامة” أكد ماغورك صحة التسريبات الأميركية بشأن المعلومات عن هجوم كان يدبر ضد السعودية، وقال منسق مجلس الأمن القومي الأميركي إنّ قوات بلاده “كشفت وردعت تهديدات وشيكة” من جانب إيران.
وأضاف المسؤول الأميركي أن “إيران كانت تستعد لشن هجوم على السعودية. ومن المرجح أن هذا الهجوم لم يحدث بسبب التعاون الأمني الوثيق بين السعودية والولايات المتحدة، وهو أمر متواصل”.
وفي الجلسة ذاتها، وصف مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولاتا إيران بأنها “التهديد الأمني الأبرز لإسرائيل”.
وتقود إسرائيل هجوما دبلوماسيا مكثفا في الأشهر الأخيرة لمحاولة إقناع الولايات المتحدة والقوى الأوروبية الرئيسية بعدم تجديد الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 وإنهاء محادثات فيينا.
وقال هولاتا “كفى محادثات عقيمة في فيينا”، مضيفا “حتى الشعب الإيراني يقول كفى” فيما يشرع النظام في “حملة قمع وحشية ضد شعبه”، في إشارة إلى الاحتجاجات المستمرة في الجمهورية الإسلامية.
صحيفة العرب