إضافة إلى تعزيز الأهداف الجيواستراتيجية الأميركية طويلة الأمد، يبدو أن الحرب بالوكالة الجارية في أوكرانيا تستخدم أيضا لشحذ مخالب آلة الحرب الإمبراطورية وتحضيرها لحرب ساخنة تلوح في الأفق مع الصين و/أو روسيا... أحد الأسباب العديدة التي تجعل الولايات المتحدة وشبكتها المعقدة من الحلفاء والشركاء والأصول يخوضون دائمًا العديد من الحروب هو أن تكنولوجيا الأسلحة الجديدة تحتاج إلى اختبار في ساحة المعركة قبل أن يمكن اعتبارها فعالة.
ثمة مقال صريح إلى حد مدهش نشر مؤخرًا في صحيفة “نيويورك تايمز”، تحت عنوان “الحلفاء الغربيون ينظرون إلى أوكرانيا كميدان اختبار للأسلحة”. ويصف المقال كيف تستفيد آلة الحرب الإمبريالية من حرب أميركا بالوكالة في اختبار أسلحتها وتقدير صلاحيتها للاستخدام في المستقبل.
في المقال، كتبت لارا جاكس: “لقد أصبحت أوكرانيا ساحة اختبار لأحدث الأسلحة وأنظمة المعلومات، والطرق الجديدة لاستخدامها في ما يتوقع المسؤولون السياسيون الغربيون والقادة العسكريون أنه يمكن أن يشكل الحرب لأجيال مقبلة”.
وتضيف جاكس: “وتتم مراقبة التطورات الجديدة في التكنولوجيا والتدريب في أوكرانيا عن كثب لاستكشاف الطرق التي يمكن أن تغير بها وجه المعركة”.
وتشمل هذه التطورات التكنولوجية الجديدة نظام معلومات يعرف باسم “دلتا”، فضلاً عن “القوارب التي يتم التحكم فيها عن بعد، والأسلحة المضادة للطائرات من دون طيار المعروفة باسم “ماسحة السماء” SkyWipers، ونسخة محدثة من نظام دفاع جوي بني في ألمانيا، والذي لم يستخدمه الجيش الألماني نفسه بعد”.
ونُقل عن رئيس ليتواني سابق قوله: “نحن نتعلم في أوكرانيا كيفية القتال، ونتعلم كيفية استخدام معدات الناتو الخاصة بنا”، مضيفًا: “وهذا شيء مخجل بالنسبة لي لأن الأوكرانيين يدفعون حياتهم ثمنًا لهذه التدريبات من أجلنا”.
في مرحلة ما، أعيدت عنونة مقال “نيويورك تايمز” ليتحول من “الحلفاء الغربيون ينظرون إلى أوكرانيا كميدان اختبار للأسلحة” إلى عنوان أقل وضوحًا بعض الشيء: “بالنسبة للأسلحة الغربية، تشكل حرب أوكرانيا اختبارًا تجريبيًا”.
وتتوافق الأخبار التي تفيد بأن الغرب يستخدم أوكرانيا لاختبار أنظمة الأسلحة للحروب المستقبلية مع التعليقات الأخيرة لقائد الترسانة النووية الأميركية التي أشار فيها إلى أن هذه الحرب بالوكالة هي اختبار لصراع أكبر بكثير قادم على الطريق.
وفي مؤتمر لقوات البحرية عُقد في وقت سابق من هذا الشهر، قال رئيس القيادة الاستراتيجية الأميركية، تشارلز ريتشارد:
”هذه الأزمة الأوكرانية التي نحن فيها الآن، إنها مجرد عملية إحماء. الأزمة الكبيرة مقبلة. ولن يمر وقت طويل قبل أن نُختبر بطرق لم نُختبر بها منذ فترة طويلة”.
وهكذا، إضافة إلى استخدامها لتعزيز الأهداف الجيواستراتيجية الأميركية طويلة الأمد، يبدو أن هذه الحرب تستخدم أيضًا لشحذ مخالب آلة الحرب الإمبراطورية وتحضيرها لحرب ساخنة تلوح في الأفق مع الصين و/أو روسيا. ومن المؤكد أن الولايات المتحدة ستكون لها ميزة عندما يتعلق الأمر بالتجارب العسكرية على مر السنين في صراع كهذا.
كفكرة جانبية، ربما تجدر الإشارة إلى أن جميع اختبارات تكنولوجيا الأسلحة الغربية الجديدة يغلب أن تفسر التقارير الواردة من علماء الفلك الأوكرانيين، التي تفيد بأن السماء فوق كييف كانت “تعج بالأجسام الطائرة مجهولة الهوية، (الأطباق الطائرة)”.
وينقل مقال صحيفة “نيويورك تايمز” المذكور أعلاه عن نائب رئيس الوزراء الأوكراني، ميخائيلو فيدوروف، قوله إن اختبار الأسلحة الذي شاهده أقنعه بأن “حروب المستقبل ستكون حول الحد الأقصى من الطائرات من دون طيار والحد الأدنى من البشر”.
أحد الأسباب العديدة التي تجعل الولايات المتحدة وشبكتها المعقدة من الحلفاء والشركاء والأصول يخوضون دائمًا العديد من الحروب هو أن تكنولوجيا الأسلحة الجديدة تحتاج إلى اختبار في ساحة المعركة قبل أن يمكن اعتبارها فعالة. وما يعنيه هذا في الممارسة العملية هو استخدام الأجسام البشرية كمواضيع اختبار، بالطريقة التي يستخدم بها العالم الفئران المختبرية أو خنازير غينيا.
تتظاهر الإمبراطورية المتمركزة حول الولايات المتحدة بأنها تهتم بالأرواح الأوكرانية، لكنها في الواقع تهتم بها فقط بقدر ما يهتم الباحث بفئران مختبره. وللسبب نفسه بالضبط.
ما الذي يمكن أن يكون أكثر شرًا من ذلك؟ حسنًا، هو الأجندات التي يديرون لها تلك الاختبارات، من باب الإعداد، على ما أعتقد.
- الغد