على الكونغرس إنهاء الحرب في أوكرانيا بالانسحاب من الناتو

على الكونغرس إنهاء الحرب في أوكرانيا بالانسحاب من الناتو

في وقت مبكر هو العام 1798، ألغى الكونغرس الأميركي معاهدة دفاع مشترك كانت مبرمة مع فرنسا بموجب القانون. ولن يكون إنهاء الكونغرس مشاركة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي شيئًا جديدًا على الدستور.

* * *
على أبعد تقدير، أصبح حلف شمال الأطلسي باليًا عفا عليه الزمن ولا لزوم له في العام 1991، عندما تفكك سبب وجوده من الأساس -الإمبراطورية السوفياتية. ومن خلال البقاء في حلف شمال الأطلسي وقيادة توسعه ليصل إلى حدود روسيا، مع 30 عضوًا، استفزت الولايات المتحدة الرئيس فلاديمير بوتين ليشن هجومه على أوكرانيا. وكانت أوكرانيا على وشك الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي لتعميق تطويق روسيا المتضائلة مسبقًا، بحيث تشكل تهديدًا وجوديًا أكبر لروسيا من التهديد الوجودي الذي شكلته أزمة الصواريخ الكوبية على الولايات المتحدة.
من خلال الانسحاب من حلف شمال الأطلسي، سوف ينهي الكونغرس التهديد الوجودي الذي تسبب في غزو بوتين لأوكرانيا، ويطفئ طموح السلطة التنفيذية الأميركية إلى تغيير النظام في روسيا أو إضعافها. فالولايات المتحدة هي قاطرة “الناتو”، والأعضاء الآخرون مجتمعين هم مجرد عربة المطبخ. ومن شأن انسحاب يجريه الكونغرس من الحلف أن يسمح لبوتين بحفظ ماء الوجه إذا أنهى الكارثة العسكرية والسياسية الروسية في أوكرانيا من خلال التأكيد أن هدفه الحربي قد تحقق.
إن القوات العسكرية، النووية والتقليدية، التي يمكن للولايات المتحدة استدعاؤها لتدمير روسيا أو الدفاع عن أعضاء “الناتو” مذهلة. وتقترب نفقات الأمن القومي السنوية للولايات المتحدة من 1.7 تريليون دولار. ونحن الأمة الأكثر تمتعًا بالأمن في تاريخ العالم. وقد أرسل أعضاء “الناتو” الأوروبيون إلى الولايات المتحدة رسالة استغاثة لتهدئة التشنجات الجارية في فنائها الخلفي الخاص عندما شرعت يوغوسلافيا في التفكك في العام 1991. وتم ردع القوات الروسية عن مساعدة أصدقائها الصرب؛ حيث أصبحت روسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي عضوًا في الأمم المتحدة. وما تزال قوات الولايات المتحدة متواجدة في كوسوفو، التي التمست إنشاء قاعدة عسكرية دائمة للولايات المتحدة. باختصار، سوف يكون حلف شمال الأطلسي من دون الولايات المتحدة نمرًا من ورق، ولن يشكل تهديدًا وجوديًا لروسيا، سواء مع أوكرانيا أو من دونها.
لكن روسيا نمر من الورق هي أيضًا. وكان أداء قواتها العسكرية بائسًا في أوكرانيا. واضطرت إلى الاعتماد على إيران للحصول على الأسلحة. كما أن الإنفاق العسكري الروسي هو جزء صغير من ميزانيات الدفاع الجماعي لأعضاء حلف شمال الأطلسي في أوروبا. والناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي أكثر من ثمانية أضعاف الناتج المحلي الإجمالي في روسيا، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الاتحاد الأوروبي أكثر من ضعف الرقم المقابل في روسيا.
إضافة إلى ذلك، شهدت روسيا هجرة عدد لا يحصى من الأدمغة بسبب حربها في أوكرانيا. وانخفض عدد سكانها البالغ 145 مليون نسمة بنحو نصف مليون نسمة منذ بداية العام.
باختصار، لا تشكل روسيا تهديدًا عسكريًا لأعضاء حلف شمال الأطلسي في أوروبا. ولا هي حتى قريبة من ذلك. والولايات المتحدة التي تغادر حلف شمال الأطلسي لن تترك دوله الأعضاء في مهب الريح.
سيكون من شأن انسحاب أميركي من حلف شمال الأطلسي بموجب قانون يصدره الكونغرس وما يترتب على ذلك من إنهاء حرب روسيا في أوكرانيا أن يوفر على الولايات المتحدة مئات المليارات من الدولارات، خاصة وأن الولايات المتحدة في طريقها إلى إنفاق أكثر من 100 مليار دولار لدعم أوكرانيا في أقل من عام واحد. ولا تظهر الحرب الجارية هناك أي علامة على الانتهاء في المستقبل المنظور طالما بقيت الولايات المتحدة عضوًا في حلف شمال الأطلسي.
ولا تبدو الدبلوماسية بداية مناسبة أيضاً. يصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على استعادة جميع الأراضي التي تحتلها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. وقد أدت جرائم الحرب الروسية المرتكبة على نطاق هائل إلى تأجيج مشاعر الشعب الأوكراني ضد أي تنازلات. ومن شأن دعاية بوتين وتفاخره أن يجعلا من أي تسوية دبلوماسية يمكن أن تحرم روسيا من توسيع سيطرتها الإقليمية على حساب أوكرانيا أمرًا لا يمكن تصوره أو تأمله.
وبعبارات أخرى، فإن الحرب الأوكرانية سوف تستمر، وسوف تستنزف الولايات المتحدة إلى أجل غير مسمى بإنفاق نحو 100 مليار دولار سنويًا إذا تم الاعتماد على الدبلوماسية لتكون استراتيجية الخروج بدلاً من انسحاب أميركا من حلف شمال الأطلسي.
وفي المقابل، سوف يلمِّع الكونغرس صورته الخاصة ويحظى بالإشادة كصانع سلام في جميع أنحاء العالم إذا شرع في إنهاء الحرب الأوكرانية بموجب قانون ينهي عضوية الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي. كما أنه سيبدأ تحديا تمس الحاجة إليه ينهي احتمال وجود رئاسة إمبريالية في البلد.

بروس فين

الغد