قطر لا تأمن قربها من إيران وتشتري منظومة دفاع أميركية ضد المُسيّرات

قطر لا تأمن قربها من إيران وتشتري منظومة دفاع أميركية ضد المُسيّرات


واشنطن- كشف قرار الولايات المتحدة بيْع منظومة دفاع ضد المسيّرات إلى قطر أن الدوحة لا تأمن جانب طهران بالرغم من التقارب الحاصل بينهما على مستويات مختلفة، وتحمس قطر بوجه خاص لتقوية علاقتها مع إيران لاسيما خلال أزمة 2017 مع دول الخليج ومصر.

ووافقت وزارة الخارجية الأميركية على صفقة محتملة لبيع منظومة مضادة للطائرات المسيرة إلى قطر تبلغ قيمتها مليار دولار.

ويرى مراقبون أن عقد صفقة مثل هذه يؤكد أن قطر لا تثق بالإيرانيين على المدى البعيد، وأن المسيرات التي استهدفت السعودية والإمارات يمكن أن تستهدف الأراضي القطرية في أي وقت ولأي خلاف ولو كان محدودا مع إيران، مشيرين إلى أن طهران تتقرب من قطر لإظهار أنها لا تعادي الخليج ككل، وأن مشكلتها مع السعودية، والتفاعل القطري معها يسمح بتمرير هذه الفكرة، لكن إستراتيجيتها تعادي الخليجيين ككل.

◘ قطر سعت للعب دور قناة التواصل بين إيران والغربيين، وقد لعبت دورا في محادثات إيران النووية وفي العلاقات مع أفغانستان

ويعتبر المراقبون أن وجود منظومات دفاع أميركية على أراضي قطر سيسمح لها بأن تظهر مواقف ضد إيران في ملفات لا تستطيع أن تجامل فيها، خاصة إذا كان الأمر سيعرّض لعقوبات أميركية أو دولية.

وقالت وزيارة الدفاع الأميركية في بيان إن المتعاقدين الرئيسيين سيكونون “رايثيون تكنولوجيز كورب” و”أس.آر.سي” و”نورثروب غرومان كورب”. وأضافت أن وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة للبنتاغون أخطرت الكونغرس بالصفقة المحتملة.

وتأتي الموافقة المحتملة على البيع بعد أن صنف الرئيس الأميركي جو بايدن قطر في وقت سابق هذا العام كحليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي، ليمنح مكانة خاصة لصديق رئيسي في منطقة مضطربة.

وقال بايدن في يناير عندما التقى بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “قطر صديق جيد وشريك موثوق به وكفؤ. وأنا أبلغ الكونغرس أنني سأصنف قطر كحليف رئيسي من خارج حلف الأطلسي بما يعكس أهمية علاقتنا. أعتقد أن ذلك تأخر كثيرا”.

وقال البنتاغون إن الصفقة المقترحة ستحسن قدرة قطر على مواجهة التهديدات من خلال توفير القدرة على التصدي للطائرات المسيرة.

وأضاف البيان أن الأمر سيتطلب تعيين خمسة ممثلين إضافيين للحكومة الأميركية وخمسة عشر متعاقدا أميركيا في قطر لمدة خمس سنوات لأنشطة الدعم والتدريب.

وعلى الرغم من موافقة وزارة الخارجية، لا يشير الإخطار إلى توقيع عقد أو انتهاء المفاوضات.

◘ عقد صفقة مثل هذه يؤكد أن قطر لا تثق بالإيرانيين على المدى البعيد وتتخوف من هجمات المسيّرات التي استهدفت السعودية

وسعت قطر للعب دور قناة التواصل بين إيران والغربيين، وقد لعبت دورا في محادثات إيران النووية وفي العلاقات مع أفغانستان. لكنها فشلت في أن تكون قناة تواصل بين إيران والسعودية.

وكانت التوترات بين السعودية وإيران قد تزايدت بعد اعتداء وقع عام 2019 على منشآت نفطية سعودية، وأدى إلى توقف نصف الإنتاج النفطي السعودي لفترة وجيزة، وحمّلت الرياض إيران مسؤولية الهجوم.

ودعمت طهران الدوحة، بعد أن فرضت السعودية وحلفاؤها العرب مقاطعة على قطر في منتصف 2017، في خضم خلاف بسبب علاقاتها مع الجماعات الإسلامية وتركيا وإيران.

وفي زيارته الأخيرة إلى الدوحة بمناسبة حضور الدول المصدرة للغاز، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن زيارته إلى قطر تعدّ خطوة لتفعيل أولوية دول الجوار في السياسة الخارجية، وإنه يأمل أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز العلاقات مع الدول الخليجية.

وأضاف أن هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع دولة قطر الصديقة والشقيقة، وللمشاركة في قمة الدول المصدرة للغاز.

العرب