أدنوك تسبق منافسيها إلى النفط الصخري في الشرق الأوسط

أدنوك تسبق منافسيها إلى النفط الصخري في الشرق الأوسط

أدخلت الإمارات النفط الصخري ضمن دائرة اهتماماتها مع إبرامها أول شراكة في هذا المجال، ما يجعلها تسبق منافسيها في الشرق الأوسط لاستثمار هذه الموارد رغم تكاليف الإنتاج العالية بهدف المساهمة في تأمين إمدادات مستقرة للأسواق وفي الوقت ذاته تحقيق إيرادات أكبر.

أبوظبي – منحت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) عقد امتياز لشركة النفط الماليزية بتروناس لتطوير منطقة برية قريبة من مدينة الظفرة والتي تحتوي على مواد غير تقليدية، في تحول يشي بحدوث تحول كبير في عمليات الإنتاج في السنوات المقبلة.

وهذه أول اتفاقية لترسية امتياز للنفط الصخري على مستوى الشرق الأوسط، كما تعد المرة الأولى التي تستثمر فيها شركة ماليزية في امتيازات استكشاف النفط والغاز في إمارة أبوظبي.

وتجسد ترسية هذا الامتياز الذي تم بحضور رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد وملك ماليزيا عبدالله رعاية الدين، حيث يزور البلد الخليجي حاليا، الثقة الكبيرة في موارد النفط غير التقليدية الغنية القابلة للاستخراج في الإمارة.

وتقدر موارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخراج في أبوظبي بنحو 22 مليار برميل من النفط الخام الخفيف والحلو، مقارنة بصنف مربان خام النفط القياسي لإنتاج أدنوك من النفط منخفض الكربون.

وتمتلك هذه الموارد التي جرى التحقق منها بشكل مستقل قدرات إنتاجية تقارن بأكبر الموارد غير التقليدية في أميركا الشمالية من حيث الإنتاج.

وتبدو تداعيات ازدهار إنتاج النفط الصخري على رأس قائمة أولويات الإمارات حاليا بعدما أعادت مؤخرا مراجعة سياسة الإنتاج لتكون متناغمة مع المتغيرات.

واعتمد مجلس إدارتها خطة لتسريع تنفيذ هدف رفع سعتها الإنتاجية من النفط الخام إلى خمسة ملايين برميل يوميا بحلول 2027 بدلا من 2030.

ويرى محللون أن الإمارات تريد اختبار قدرة النفط الصخري على الصمود على الرغم من أن تكاليف إنتاجه مرتفعة وتصل في بعض الحقول إلى 80 دولارا للبرميل.

وقال تنجكو محمد توفيق الرئيس التنفيذي لبتروناس إن “ترسية الامتياز تشكل تطورا مهما بالنسبة للشركة لاستكشاف وتقييم الموارد غير التقليدية من خلال التعاون مع شركة أدنوك التي تمتلك رؤية تواكب العصر وتستشرف المستقبل”.

واعتبر في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن الشراكة تؤكد الخبرة الواسعة والمتخصصة التي طورتها بتروناس من خلال عملها في مجال الموارد غير التقليدية لأكثر من عقد من الزمن في كندا والأرجنتين.

وأضاف “نتطلع للاستفادة من خبرتنا وتوظيفها في تطوير موارد الطاقة عالمية المستوى في أبوظبي، مع توسيع بتروناس لمحفظة أعمالها في مجال موارد الطاقة غير التقليدية على المستوى العالمي لتشمل دولة الإمارات”.

والنفط الصخري ظهر في أواخر القرن الماضي للإشارة إلى وسائل غير تقليدية للحصول على الخام بعيدا عن حفر الآبار واستخراج النفط من باطن الأرض. وغالبا ما يتم استخدام التكنولوجيا المتطورة للوصول إلى المكامن.

وأخذ الاهتمام بالحصول على النفط بوسائل غير تقليدية بالازدياد في السنوات الأخيرة وخاصة في الولايات المتحدة، خصوصا مع ما يعيشه العالم من تقلبات اقتصادية جوهرية جعلت النفط يصل إلى ذروته في أكثر من عقد من الزمن.

وأدى الاستثمار في هذا المجال وخاصة بالولايات المتحدة على سبيل المثال إلى التقليل من الاعتمادية على الاستيراد لتأمين المخزون الإستراتيجي من النفط الخام.

وبحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة فإن النفط غير التقليدي الذي لطالما كان منبوذا من منظمات البيئة لكونه مضرا بالمناخ، يتضمن كلا من الصخر القاري والنفط الرملي.

وفضلا عن ذلك فإن هذا الأمر يتيح أساليب معالجة النفط الثقيل وتسييل الفحم وتحويل كتلة حيوية إلى سائل والغاز إلى سائل.

وبموجب شروط الاتفاقية التي تمتد مدة ستة أعوام، ستحتفظ بتروناس بحصة كاملة في حقوق تشغيل الامتياز، لاستكشاف وتقييم الموارد غير التقليدية في المنطقة البرية رقم 1.

وتغطي هذه المنطقة مساحة تزيد على ألفي كيلومتر مربع في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، بحسب ما ذكرته أدنوك في بيان.

◙ 22 مليار برميل من النفط الخام غير التقليدي صنفي الخفيف والحلو القابلة للاستخراج في أبوظبي

ووفق الشراكة ستساهم بتروناس ماليا في مشروع المسح الجيوفيزيائي ثلاثي الأبعاد الذي تنفذه أدنوك، لكن لم يتم الكشف عن التكاليف التقديرية للمشروع.

وبعد مرحلة التقييم، ستقوم الشركتان بإبرام اتفاقية امتياز إنتاج تسري لمدة ثلاثين عاما تبدأ من تاريخ ترسية الامتياز الأول على شركة بتروناس ويكون لأدنوك خيار الاحتفاظ بحصة تبلغ خمسين في المئة بامتياز الإنتاج.

وأكد سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك أن “هذه الاتفاقية التاريخية لامتياز نفط غير تقليدي تمثل مرحلة جديدة من التعاون الإستراتيجي في قطاع الطاقة بين الإمارات وماليزيا”.

وقال “بصفتها أحد أهم موردي النفط والغاز الأقل كثافة في مستويات الانبعاثات، فإن شركة أدنوك مستمرة في الاستغلال الأمثل والمسؤول للموارد الهيدروكربونية الغنية في أبوظبي”.

وشدد الجابر خلال تصريحات عقب إبرام هذه الشراكة على أن الهدف هو المساهمة في نمو وتطور الاقتصاد المحلي ودعم أمن الطاقة العالمي.

وكانت شركة أرامكو السعودية قد أعلنت في مطلع 2020 أنها بصدد إطلاق أكبر مشروع لاستغلال الغاز الصخري خارج الولايات المتحدة لتعزيز معروض الغاز المحلي وإنهاء حرق النفط في محطات توليد الكهرباء لديها.

العرب