شهدت العاصمة السعودية، الرياض، انعقاد 3 قمم جمعت قادة الدول الخليجية والعربية بالرئيس الصيني، شي جين بينغ. و استضافة الرياض القمة العربية ـ الصينية الأولى، فحوّلت، بذلك، زيارة الرئيس شي جين بينغ (الذي لم يغادر بلاده منذ جائحة كوفيد سوى مرة واحدة) من حدث سعودي إلى حدث سياسي واقتصادي خليجي وعربيّ أيضا.
وعلى هامش قمة الرياض، التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، اليوم (الجمعة)، محمد السوداني رئيس الوزراء العراقي، وجرى خلال اللقاء، استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين السعودية والدول الأربع، وآفاق التعاون والسبل الكفيلة بتطويره في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.
وكان ولي العهد السعودي قد رأس، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أعمال «قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية»، بحضور قادة ورؤساء وفود الدول العربية، ورئيس الصين الشعبية، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.
وفي هذه القمة، ألقى محمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق، خطابًا تاريخيا أكد على العلاقات التاريخية بين العراق الصين وإلى أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما، وهذا أهم ما جاء في كلمة رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني التي ألقاها خلال القمة العربية الصينية المنعقدة في الرياض:
١- أودُّ أنْ أُثني على أهمية عقد هذه القمة التي تأتي ضمن فهم عميق للساحة الدولية، لنتمكن من تبني سياسة خارجية متوازنة وتكاملية تخدم مصالح شعوبنا ودولنا وتعززُ الاستقرار والازدهار.
٢- يدعم العراق جميع الجهود الرامية لتعزيز علاقاتِ التعاون والصداقة المطّردة بين الدول العربية والصين.
٣- هذه القمة فرصة للتكامل الاقتصادي في منطقتنا من خلال تعزيز التعاون مع الصين، والإفادة من الخبرات الصينية في شتى المجالات، دون أنْ ننسى تجارب مكافحة الفقر والأوبئة، وتطوير الزراعةِ في المياه المالحة، وجهود مكافحة التصحر.
٤- يرتبط العراق مع الصين بعلاقات عريقة أخذت حيزاً متنامياً من الاهتمام والتطور خلال السنواتِ الماضية على الصعيدين الحكومي والشعبي.
٥- يتطلعُ العراق إلى تعزيز الشراكة ضمن مبادرة الحزام والطريق، وضمن مجالات الاستثمار والطاقة ومشاريع البنى التحتية.
٦- إنَّ خطواتنا في المرحلة القادمة ستركزُ على جملة مساحات، منها:
أولاً: تطوير الاقتصاد وتوفير الخدمات، وأدعوكم اليوم للانفتاح الاقتصادي على العراق فهو يمثلُ بيئةً واعدة للاستثمار، ويمتلكُ مقومات نجاح مهمةً بشرياً ومادياً.
ثانياً: عدمُ السماح لأن يكونَ العراق مقراً او ممراً للاعتداء على دول الجوار ونرفض في ذات الوقت الاعتداء على أراضينا، وعلى الجميعِ احترامُ سيادةِ العراق. تعرضت بلادُنا لهجمةٍ إرهابية وحشية، هددت العالمَ بأسره. لكنَّ العراقيين وقفوا دفاعاً عن النفس والمنطقة والعالم، وقدموا تضحيات كبيرة ودماءً عزيزة، وتحقَّقَ النصر. ونعرفُ أنَّ دول المنطقة والعالم لنْ تنسى معركتنا المشرفة تلك، وستقفُ معنا في نهضتنا عرفاناً ووفاءً.
ثالثاً: إن منطقتَنا هي قلبُ العالم وحلقةُ الوصلِ بين قاراتِ آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتحتل مكانة استراتيجيةً مميزة في مجال الطاقة، والعراقُ مركز هذه المنطقة تاريخياً وثقافياً، ومن بين أهم الدول المصدرة للنفطِ في العالم.
٧- لذلك نؤكدُ حرصنا على استقرار النظام الاقتصادي العالمي من خلال دورنا كعضوٍ مؤسسٍ في منظمة أوبك، ونستهدفُ مع شركائِنا تحقيق الاستقرار في إنتاج النفط وأسعارهِ بما يحققُ المصالح المتوازنةَ للمنتجين والمستهلكين.
٨- رابعاً: نؤكد التزام العراق الثابت والمبدئيَّ ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ودفاعه عن حقه في دولته الوطنية، وعاصمتِها القدس الشريف.
٩- إنَّ منطقتَنا تمثل ثقلاً متزايداً في عالم متغير، ولا بدَّ لنا معاً من صياغة مستقبلنا فيه، بما يحققُ انفتاحنا الإيجابي على جميع الاصدقاء من ناحية، وإصرارنا على فرض احترام قيمنا وخصوصياتنا من ناحيةٍ أخرى.
١٠- نمدُ يد الأخوّة إلى أشقائنا وجيراننا وأصدقائنا، ونعتزُ بعلاقاتنا المنفتحة مع دول الغرب والشرق على أساس المصالح المشتركة.
وعبر تغريدة على ” التويتر” بيّن محمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق، السبب من وراء المشاركة في القمة العربية الصينية، والسبب يكمن بقدرات العراق وموقعه الجغرافي الاستراتيجي ومكانته الكبيرة على خارطة الحضارة، ورغبة العراق الجادة في تجسير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع الأشقاء العرب والأصدقاء الصينيين، بما يعود بالنفع على مواطنينا.
وأضاف عبر التويتر ” العراق بثقله وإمكاناته قادر على أن يكون منطقة تلاق بين الشرق والغرب، وحكومتنا عازمة على تأسيس شراكات حقيقية والإفادة من تجارب المنطقة والعالم في الاقتصاد والتنمية”.
إن مشاركة العراق في القمة العربية الصينية لها أهمية خاصة بوصفها مناسبة لمشاركة رؤية حكومة السوداني الاقتصادية الجديدة، مع العرب والصينيين، والتي تفسح مجالا كبيرا للتعاون والاستثمار المشترك لجميع الدول المشاركة في هذه القمة. أن رؤية الحكومة العراقية تعمل على الانفتاح الاقتصادي على الصين، كونها تتمتع بأدوات اقتصادية ومعلوماتية وتكنولوجية وثقافية.
والعراق بحاجة في الوقت الحالي للنهوض بواقعه الاقتصادي وذلك بتعزيز موقعه العالمي، وزيادة نموه الاقتصادي، من خلال التقارب مع الصين، من أجل ضمان توزيع الموارد وتوظيفها. وتسعى حكومة السوداني للاستفادة من التكنولوجيا الصينية وتوسيع العلاقات التجارية مع صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وقد تعززت علاقات بين بكين وبغداد تعززت في السنوات الأخيرة.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الإستراتيجية