الاحتجاجات في إيران تصل إلى قطاع النفط وتهدد بقاء النظام

الاحتجاجات في إيران تصل إلى قطاع النفط وتهدد بقاء النظام

طهران- وصلت الاحتجاجات في إيران إلى قطاع النفط، حيث تظاهر عمال القطاع في جنوب البلاد مطالبين بتحسين ظروفهم، في خطوة يقول مراقبون إنها يمكن أن تهدد مستقبل النظام إذا توسعت دائرة الاحتجاجات لتعمّ هذا القطاع الحيوي.

وقال مراقبون إن احتجاج عمال النفط يعني أن الأمور قد بلغت مرحلة الخطر الذي لا يمكن السيطرة عليه بالخيار الأمني الذي اعتمدته السلطات، تماما مثل ما حصل قبل أكثر من 40 عاما حين كان إضراب عمال النفط وتجار البازار اللحظة الفارقة في انهيار نظام الشاه وسيطرة الخميني على السلطة.

وأشار المراقبون إلى أن تعطل إنتاج النفط في هذه الفترة الصعبة بالنسبة إلى النظام سيعني ضرب أهم خططه على المستوى الداخلي والخارجي، لافتين إلى أن أموال النفط تذهب في أغلبها إلى تطوير الأسلحة والصواريخ والمسيّرات، وتمويل الميليشيات الطائفية المسلحة الحليفة له في العراق ولبنان واليمن، وكذلك عملية التبشير الهادفة لاستقطاب مجموعات تكون جاهزة لتنفيذ أجنداته عربيا.

◙ أكثر من 300 صحافي ومصور صحافي إيراني نهاية أكتوبر في رسالة مفتوحة السلطات لتوقيفها صحافيين وحرمانهم من حقوقهم

وأظهرت مقاطع فيديو وتقارير نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي السبت أن مجموعة من عمال النفط نظموا احتجاجات في جنوب إيران للمطالبة بزيادة الأجور ومزايا التقاعد.

وتأتي احتجاجات عمال النفط وسط انتفاضة واسعة تشهدها إيران، في أجرأ تحد تواجهه منذ ثورة الخميني في العام 1979.

وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إن مجموعة من عمال النفط نظموا احتجاجا أمام شركة بارس للنفط والغاز في عسلوية بإقليم بوشهر الجنوبي على ساحل الخليج.

وأفادت أنه بالإضافة إلى زيادة الأجور ومزايا التقاعد، طالب المحتجون أيضا بإلغاء الضرائب المرتفعة على الدخل وسقف الأجور وتحسين خدمات الرعاية الاجتماعية والظروف الصحية.

ويُسمع صوت عمال عسلوية وهم يهتفون في مقطع فيديو بثته هرانا “لا نريد وزيرا كاذبا”، في إشارة إلى وزير النفط جواد أوجي.

ونشرت هرانا ووسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورا لاحتجاجات مماثلة قام بها عمال النفط في مناطق من بينها الأهواز، عاصمة إقليم خوزستان الغني بالنفط، وجاش ساران وماهشهر.

كما أفادت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي بأن عمالا في منشآت للغاز في تنغ بيجار في الغرب وجون أباد في الشمال الشرقي نظموا احتجاجات أيضا. واحتج رجال إطفاء في جزيرة خرج بالخليج، موقع المحطة الرئيسية لتصدير النفط في إيران.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتظاهر فيها عمال النفط خلال الأشهر الأخيرة، فقد نشرت وسائل إعلام في أكتوبر الماضي مقاطع مصورة تظهر عمّالا مضربين يحرقون الإطارات أمام مصنع للبتروكيماويات في عسلوية جنوب غرب البلاد.

وأفادت “منظمة حقوق الإنسان في إيران” وقتها بأن عمّالا قاموا بقطع الطرق هناك، كما وردت تقارير عن إضرابات في مصاف نفطية في آبادان الواقعة غرب إيران وفي كنكان الجنوبية.

وبدأت الاضطرابات قبل ثلاثة أشهر على خلفية وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما في المستشفى، إثر توقيفها في طهران من قبل شرطة الأخلاق بتهمة انتهاك قواعد لباس المرأة الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وأوقف محامي صحافيتين إيرانيتين مسجونتين لمساهمتها في نشر خبر وفاة الشابة مهسا أميني على ما ذكرت وسيلة إعلام إصلاحية السبت.

◙ تعطل إنتاج النفط في هذه الفترة الصعبة سيعني ضرب أهم خطط النظام الإيراني على المستويين الداخلي والخارجي

وجاء في صحيفة “هم ميهن”، “أوقف محمد علي كامفيروزي محامي ناشطين وصحافيين عدة، الأربعاء”.

وكامفيروزي هو محامي إلهه محمدي (35 عاما) المراسلة في “هم ميهن” ونيلوفر حامدي (30 عاما) المصورة في صحيفة “شرق” الموقوفتين منذ سبتمبر.

ووجه القضاء الإيراني إلى الصحافيتين في نوفمبر تهمتي “الدعاية ضد النظام (السياسي للجمهورية الإسلامية)” و”التآمر للعمل ضد الأمن القومي”.

وقال محمد علي باقر بور محامي كامفيروزي لصحيفة “هم ميهن”، إن موكله “لم يتلق أيّ استدعاء وهو معتقل من دون أيّ مسوغ قانوني ويبقى سبب توقيفه مجهولا”.

وانتقد أكثر من 300 صحافي ومصور صحافي إيراني نهاية أكتوبر في رسالة مفتوحة السلطات “لتوقيفها زملاء وحرمانهم من حقوقهم” ولاسيما “الحصول على محامين”.

العرب