إصابة رئيس حكومة دونيتسك الموالي لروسيا في قصف وموسكو تعتبر إرسال الباتريوت لأوكرانيا مشاركة أميركية مباشرة بالحرب

إصابة رئيس حكومة دونيتسك الموالي لروسيا في قصف وموسكو تعتبر إرسال الباتريوت لأوكرانيا مشاركة أميركية مباشرة بالحرب

قال الناطق باسم قيادة الجيش الأوكراني للجزيرة إن قواته استعادت السيطرة بشكل كامل على مدينة باخموت من القوات الروسية. من جهته اعتبر الكرملين أن واشنطن تشن حربا بالوكالة على روسيا بعد زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأضاف الناطق باسم قيادة الجيش الأوكراني للجزيرة أن باخموت تتعرض لقصف مكثف بالصواريخ بعد إخراج القوات الروسية منها.

وكانت هيئة الأركان الأوكرانية قالت إن قواتها تمكنت من استعادة السيطرة على مواقع خسرتها في باخموت بإقليم دونباس شرقي البلاد، مؤكدة أن قواتها صدت هجمات روسية على مواقعها في المدينة ونجحت في طرد القوات الروسية وقوات فاغنر خارج حدود المنطقة الصناعية.

وفي وقت سابق أعلنت وسائل إعلام روسية إصابة فيتالي خوتسينكو رئيس حكومة دونيتسك الموالي لموسكو والرئيس السابق لوكالة الفضاء الروسية (روس-كوسموس) ديمتري روغوزين، في قصف أوكراني على مطعم جنوب مدينة دونيتسك شرقي أوكرانيا.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن روغوزين قوله إنه يخضع للعلاج بعد أن أصابته شظية في منطقة الظهر، وإن حالته مستقرة.

وأضافت المصادر أن عددا من كبار المسؤولين الروس والموالين لموسكو في دونيتسك كانوا يحتفلون بعيد ميلاد روغوزين بمطعم، يقع في حي لينينسكي جنوبي المدينة، قبل تعرضه للقصف.

وأشارت وسائل إعلام محلية في دونيتسك إلى أن القصف أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 6 آخرين من بينهم موظفون في المطعم.

وقالت السلطات الأوكرانية إن الوضع في جبهة دونيتسك في غاية الصعوبة، واتهمت القوات الروسية باستخدام المدافع العملاقة وراجمات الصواريخ لتحقيق اختراق في الجبهة.

في غضون ذلك، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن روسيا فقدت خلال 9 أشهر من الحرب أكثر من 100 ألف جندي و3 آلاف دبابة ونحو 6 آلاف مركبة مدرعة.

وأضافت أن القوات الروسية شنّت خلال الساعات الماضية 15 غارة جوية على مناطق مدنية لا سيما في مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا جنوب البلاد، إضافة إلى 64 هجوما من منظومات صاروخية.

يأتي ذلك بينما أكدت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية استمرار القصف الروسي على المناطق الساحلية في ميكولايف، إضافة إلى دنيبرو ونيكوبول جنوبا.

وعلى صعيد الجبهات الشرقية، أفاد الجيش الأوكراني بأن قواته واصلت صدّ هجمات روسية باتجاه قرى وبلدات في خاركيف ولوغانسك إضافة إلى عدة مناطق باتجاه باخموت في دونيتسك.

في المقابل، قالت زارة الدفاع الروسية إن قواتها تواصل التقدم في محور دونيتسك وقتلت نحو 50 عسكريا أوكرانيا، كما ذكرت أنها تمكنت من إسقاط مقاتلتين أوكرانيتين ومروحية في دونيتسك.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير 3 مستودعات للذخيرة تابعة للجيش الأوكراني في دونيتسك وميكولايف وزاباروجيا.

حرب بالوكالة
على صعيد آخر، قال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن واشنطن تشن حربا بالوكالة على بلاده بعد زيارة الر ئيس الأوكراني، معتبرا أن الولايات المتحدة تواصل القتال الفعلي وغير المباشر مع روسيا حتى آخر أوكراني، حسب قوله.

وأضاف أنه لم تكن هناك دعوة سلام حقيقية من بايدن وزيلينسكي وأنهما يرفضان الاستماع للمخاوف الروسية، كما لم يكن هناك تحذير من قصف المباني السكنية بدونباس.

كما اعتبر بيسكوف أن توسيع قائمة الأسلحة الغربية المقدمة لأوكرانيا لن يعرقل تحقيق أهداف عملية روسيا العسكرية، وأكد أن منظومات باتريوت وأي أسلحة أخرى مقدمة لأوكرانيا ستكون هدفا مشروعا للقوات الروسية.

وأضاف أن الولايات المتحدة ودولا أخرى تتبع طريق توسيع إمدادات الأسلحة لأوكرانيا مما يعرقل التوصل لتسوية سريعة، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا تطيل من معاناة الشعب الأوكراني، حسب قوله.

من جهته، قال كونستانتين كوساتويف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، في حسابه على تطبيق تليغرام للتواصل الاجتماعي، إن من حق بلاده اعتبار تسليم منظومة صواريخ باتريوت لأوكرانيا مشاركة أميركية مباشرة في النزاع، بغض النظر عما يقوله الرئيس الأميركي جو بايدن عن الأسلحة الدفاعية.

وكان السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف قال -في بيان- إن كييف وواشنطن تهدفان إلى استمرار الصراع ومقتل الجنود وزيادة ربط النظام الأوكراني الطويل الأمد باحتياجات واشنطن.

ولفت أنتونوف إلى أن الطروحات -التي تظهر في وسائل الإعلام الأميركية بأن روسيا غير مهتمة بتحقيق السلام- خاطئة، مضيفا أن الرئيس فلاديمير بوتين عبّر مرارا عن موقف موسكو، كما أكد الدبلوماسي الروسي أن قوات بلاده تدمر الأسلحة الأميركية والغربية المقدمة لأوكرانيا بشكل منهجي.

صواريخ باتريوت
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن كشف أن الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا تشمل لأول مرة نظام باتريوت للدفاع الجوي، القادر على إسقاط صواريخ كروز والصواريخ الباليستية القصيرة المدى وغيرها.

وأوضح بلينكن أن المساعدات الجديدة توفر لأوكرانيا قدرات دفاع جوي وضربات دقيقة، بالإضافة إلى الذخائر الإضافية والمعدات الأساسية.

بدوره، قال منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن مساعدة بلاده لأوكرانيا تغيرت مع تغير ساحة المعركة والتكتيكات الروسية.

وأضاف كيربي، في لقاء مع الجزيرة، أن واشنطن تتوقع تواصل الغارات الجوية الروسية على أهداف مدنية في أوكرانيا.

من جهته اعتبر وزير الدفاع البولندي أن نشر صواريخ باتريوت الأميركية في أوكرانيا سيؤدي إلى تعزيز الأمن للأوكرانيين والبولنديين.

زيارة زيلينسكي
وفي أول زيارة خارجية للرئيس الأوكراني منذ بدء حرب روسيا على بلاده قبل 10 أشهر، التقى الرئيس بايدن وأجرى معه محادثات أعقبها مؤتمر صحفي للرئيسين أمس الأربعاء.

وقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن حزمة مساعدات وأسلحة جديدة لأوكرانيا، متهما نظيره الروسي بوتين بأنه لا ينوي وقف “الحرب الوحشية”.

وأضاف “قدمنا مليارات الدولارات في صورة مساعدات لكييف، للتأكد من قدرة الحكومة الأوكرانية على تقديم الخدمات الأساسية” معلنا في الوقت نفسه تقديم ملياري دولار مساعدات مباشرة.

وكشف بايدن عن عزمه التوقيع على قانون يوفر 45 مليار دولار لأوكرانيا.

كما أعلن الرئيس الأميركي عن الدفعة الجديدة من المساعدات إلى أوكرانيا بقيمة 1.8 مليار دولار، وقال إن بلاده ستوفر بطاريات باتريوت وستدرب الأوكرانيين على استخدامها.

وأوضح بايدن أيضا أن أكثر من 50 دولة التزمت بتوفير ألفي دبابة ومدرعة و50 منظومة صواريخ لدعم أوكرانيا، معتبرا أنها انتصرت في معارك خيرسون وخاركيف.

من جانبه، أوضح زيلينسكي أن الشريحة الكبرى من الدفعة الجديدة من المساعدات العسكرية الأميركية تتمثل في بطاريات باتريوت، كما شدد على أهمية توفر صيغة للسلام، وقال “نتطلع إلى دعم واشنطن لنا في هذا الصدد”.

وأضاف “التوصل إلى سلام عادل ينهي الحرب لا يعني بأي شكل من الأشكال المساومة على وحدة أراضينا، ويعني أيضا التعويض عن كل الأضرار التي سبّبها العدوان الروسي”.

وحذر -في كلمة له أمام الكونغرس الأميركي- من التهديد الذي تشكله المسيّرات الإيرانية للبنية التحتية الحيوية لبلاده.

وقال أيضا لأعضاء الكونغرس “دعمكم بالغ الأهمية، ليس فقط للتقدم على ساحة المعركة، بل للوصول إلى نقطة التحول لتحقيق النصر” مضيفا “بإمكانكم تسريع نصرنا في الحرب عن طريق تسريع وتيرة مساعداتكم لنا”.

قواعد بحرية
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو -خلال اجتماعه مع بوتين وكبار المسؤولين العسكريين- إن هناك خططا لبناء ميناءين في برديانسك وماريوبول، بهدف دعم السفن وخدمات الإنقاذ في حالات الطوارئ، كما اقترح زيادة عدد المقاتلين في أوكرانيا إلى 1.5 مليون عنصر، مع رفع سن الخدمة العسكرية.

من جهته، قال بوتين خلال الاجتماع إنه على ثقة بأن روسيا ستفوز في الحرب ضد أوكرانيا، مضيفا “أنا على ثقة بأننا خطوة خطوة سوف نحقق جميع أهدافنا”.

وأوضح بوتين أن الحرب تعد تجربة قيّمة لتعزيز الجيش الروسي، وشبّه القتال في أوكرانيا بالحروب النابليونية والحربين العالميتين الأولى والثانية، ودعا إلى الإسراع في إعادة تسليح الجيش وتحديثه.

وأكد الرئيس الروسي “مطلع الشهر المقبل ستكون الفرقاطة أميرال غورشكوف في الخدمة، وهي مزودة بصواريخ تسيركون جديدة لا مثيل لها في العالم”.

كما أعلن أن الأسطول الروسي سيحصل بدءا من مطلع يناير/كانون الثاني المقبل على صواريخ جديدة فرط صوتية عابرة من طراز “تسيركون” وهو سلاح من المجموعة الجديدة التي طورتها موسكو السنوات الماضية.

محطة زاباروجيا النووية
وفي إطار آخر، انطلقت في مبنى وكالة الطاقة النووية الروسية “روس آتوم” مباحثات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، مع رئيس وكالة ” الطاقة النووية الروسية ” أليكسي ليخاتشوف، حيث يناقش الطرفان إنشاء منطقة آمنة في محطة زاباروجيا الأوكرانية ومحيطها.

وقالت وكالة الطاقة الذرية الروسية إن تقاربا في المواقف حصل مع غروسي بشأن إنشاء منطقة آمنة حول محطة زاباروجيا النووية.

وشارك في المباحثات ممثلون عن الخارجية الروسية ووزارة الدفاع وقوات الحرس الوطني الروسي التي تتولى مسؤولية حماية محطة زاباروجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الروسية