قال مراسل الجزيرة، إن السلطات الأوكرانية أعلنت حالة التأهب الجوي في العاصمة كييف ومقاطعات خيرسون وميكولايف وأوديسا وزاباروجيا، وهو الإعلان الذي تصدره عادة للتحذير من ضربات جوية وصاروخية روسية.
كما كشفت أوكرانيا عن تحرك عسكري قرب حدودها مع بيلاروسيا، وأعلنت تجدد القصف الروسي على خيرسون، بينما قدمت تركيا تقديرا “غير متفائل” لمسار الحرب.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن كتيبتين للدبابات وكتيبة بنادق اقتربت من الحدود الأوكرانية عبر أراضي بيلاروسيا، وذلك في إطار تدريبات يجريها الجيش الروسي هناك.
من جهته، قال قائد القوات المشتركة في الجيش الأوكراني سيرهي نايف، إن قوات بلاده أجرت تدريبات تحاكي مواجهة عمليات إنزال جوي لمجموعات استطلاع روسية من أراضي بيلاروسيا.
وأوضح أن التدريبات الأوكرانية تأتي ردا على التحركات التي يقوم بها الجيش الروسي في مناطق بيلاروسيا المتاخمة لأوكرانيا.
في المقابل، نفى ميخائيل غالوزين نائب وزير الخارجية الروسي أن يكون الاتحاد العسكري بين بلاده وبيلاروسيا موجها من أجل الحرب في أوكرانيا. وقال إن مهمة هذا الاتحاد صد أي عدوان محتمل ضد أراضي بيلاروسيا الحليفة لموسكو.
وكان غالوزين قد قال إن منظومتي الدفاع الجوي “إس-400″ و”إسكندر” اللتين قدمتهما موسكو لمينسك تأتيان في إطار تحسين القدرات القتالية للجيش البيلاروسي وزيادة كفاءة نظام الدفاع الجوي الروسي البيلاروسي المشترك.
تجدد القصف الروسي على خيرسون
في غضون ذلك، أعلنت الإدارة العسكرية الأوكرانية مقتل 10 أشخاص وجرح 55 آخرين في تجدد القصف الروسي على أحياء عدة في مدينة خيرسون.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن القصف الذي وصفه بالوحشي انتقام من سكان المدينة لمقاومتهم “الاحتلال”، مضيفا أن بلاده سيكون بمقدورها منع مثل هذه المآسي حال حصولها على صواريخ ومدفعية بعيدة المدى.
ومن جهتها، وصفت السفيرة الأميركية في أوكرانيا بريجيت برينك الهجوم الروسي على خيرسون بالوحشي.
وقد دعا رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية في مقاطعة خيرسون ياروسلاف يانوشيفيتش السكان إلى ضرورة إخلاء المقاطعة بسبب استمرار القصف الروسي والانقطاع المتواصل للمياه والكهرباء.
وقال يانوشيفيتش إن السلطات ستوفر أماكن لكل من يغادر المدينة التي تواجه إرهابا حقيقيا، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية شنت أكثر من 90 هجوما من منصات إطلاق صواريخ متعددة على مقاطعات عدة في البلاد، لا سيما مقاطعة خيرسون التي شهدت قصفا مكثفا على وسط المدينة وقتل فيه 10 مدنيين وأصيب العشرات.
وأضافت أن الروس يكثفون جهودهم للقيام بعمليات هجومية في مناطق شرق البلاد، لا سيما باتجاهي باخموت وليمان وأفدييفكا، كما يسعون إلى تحسين موقفهم باتجاه كوبيان، مؤكدة أن قواتها تعمل على صد الهجوم الروسي على أكثر من جبهة.
من جهته، أكد الجيش الأوكراني أن قواته نفذت خلال الساعات الماضية 4 غارات على مواقع تمركز القوات الروسية، كما ضرب 4 نقاط تحكم ومناطق تركز أنظمة صاروخية من نوع “إس-300”.
في المقابل، أعلنت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أن القوات الأوكرانية استهدفت أحياء سكنية في المقاطعة. وبثت لقطات لما قالت إنها تدمير نقطة مراقبة أوكرانية في منطقة دزيرجينسكي شرقي البلاد.
من جانب آخر، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن الحرب في أوكرانيا “لا يبدو أنها ستنتهي بسهولة”.
وأضاف أكار الذي يؤدي بلده العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) دور الوسيط في النزاع بين جارتيه المطلتين على البحر الأسود “لن يكون من الخطأ القول إنه رغم حسن نوايانا ودعواتنا لوقف إطلاق النار، من المرجح أن تستمر الحرب عام 2023”.
وأقر، خلال مؤتمر صحفي في أنقرة، بأن “هذه الحرب لا يبدو أنها ستنتهي بسهولة”، مشيرا إلى المساعدات العسكرية الغربية لكييف والتصميم الذي تبديه موسكو لتحقيق أهدافها.
يذكر أن تركيا ساعدت مع الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق بشأن تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وقد استضافت اجتماعا بين وزيري الخارجية الروسي والأوكراني في بداية الحرب في مارس/آذار، ومحادثات بين الطرفين المتحاربين في إسطنبول.
وختم أكار بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، “على الأقل وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية. ثم وقف دائم لإطلاق النار ثم محادثات سلام”، وفق ما ذكر.
المصدر : وكالات