هل تُسقط ألمانيا “المحرمات” بإرسالها دبابات إلى أوكرانيا ؟

هل تُسقط ألمانيا “المحرمات” بإرسالها دبابات إلى أوكرانيا ؟

رأى البعض إعلان المستشار الألماني أولاف شولتس إرسال دبابات مشاة إلى أوكرانيا“إسقاطا للمحرمات” التي التزم بها منذ بداية الحرب الروسية- الأوكرانية. وقد أعلنت برلين، مساء الخميس، في بيان مشترك مع الولايات المتحدة، أنها ستوسع مساعدتها في مجال الأسلحة لأوكرانيا وستقوم الآن بتزويد مركبات مشاة القتال من طراز ماردير.

وأكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، الجمعة، أن الأمر يتعلق بتوريد حوالي 40 وحدة من أنظمة الأسلحة التي يمكن تجهيز كتيبة بها. وأشار المتحدث إلى أن التدريب المخطط تقديمه للجنود الأوكرانيين في ألمانيا سيستغرق حوالي ثمانية أسابيع، بحسب تقديرات خبراء.

وذكر المتحدث أن الجانب الأمريكي سيتولى أيضا تدريب الأوكرانيين على مركبات مشاة قتالية طراز “برادلي”، ولكنه أشار إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان هذا التدريب سيُجرى في الولايات المتحدة أم في ألمانيا.

وكانت واشنطن وبرلين قد تعهدتا بتزويد أوكرانيا أيضا بأنظمة صواريخ “باتريوت” المضادة للطائرات، وتدريب الأوكرانيين عليه.

وتساءلت مجلة شبيغل عبر موقعها الإلكتروني إن كان هذا الأمر مقدمة لإسقاط الرفض الألماني القاضي بمنع تزويد أوكرانيا دبابات قتال ليوبارد 2 المتقدمة، والتي طلبتها كييف مرارا، وتعتبر من دبابات القتال الرئيسية في العالم.

ويبدو أن الحجة التي كان يقدمها المستشار الألماني بأن بلاده “لا ينبغي أن تذهب بمفردها” قد سقطت حاليا بعد أن أعلنت فرنسا والولايات المتحدة أنها تنوي تسليم دبابات استطلاع فرنسية قديمة من طراز AMX-10 RC. بعد ذلك بوقت قصير، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن نظره في تزويد أوكرانيا بمركبات قتال المشاة الأمريكية “برادلي”.

وبحسب شبيغل، فإن محادثات سرية بين برلين وواشنطن وباريس حول شحنات الدبابات إلى كييف مستمرة منذ أسابيع. بعد وقت قصير من ليلة رأس السنة الجديدة، قيل إن قرار التزويد بالأسلحة تم اتخاذه، وبينت المجلة الألمانية أنه كان مهما بالنسبة للغرب تقديم صورة أن قرارات داعمة موحدة تصدر من قبل الدول الداعمة لأوكرانيا.

ويستند قرار توريد ناقلات جند مدرعة في الشهر الحادي عشر من الحرب إلى التحليل الذي شاركه الحلفاء الثلاثة بأن الجيش الأوكراني يحتاج إلى المزيد من الدبابات الثقيلة لاختراق المواقع الروسية في جنوب وشرق البلاد

إضافة إلى ذلك، تخطط برلين لدعم أوكرانيا بمزيد من الدبابات المضادة للطائرات من طراز “جيبارد”. والمناقشات جارية مع ولايتين ألمانيتين ما تزال تستخدم هذا النوع من الأسلحة من أجل نقلها إلى أوكرانيا وسلمت ألمانيا بالفعل 30 دبابة مضادة للطائرات. أثبتت “جيبارد” فعاليتها بشكل خاص في إسقاط الطائرات الروسية بدون طيار، ومعظمها من التصميمات الإيرانية.

كذلك، أعلنت المستشارية الألمانية أنه سيتم توفير نظام دفاع جوي باتريوت من قبل الجيش الألماني وذلك بعد أن رفضت ذلك مرارا.

وتخلص المجلة الألمانية أن الأسلحة المقدمة لغاية الآن لا تشكل أي فرق في سير المعركة، ولا يعول عليها كثيرا، بيد أنها حذرت من أنه إذا كان المستشار الألماني يعتقد أنه من خلال هذه الخطوة سيزيح عن كاهله الضغط فهو مخطئ، إذ إن الجدل قد يزداد حتى من الداخل الألماني حيث تطالب أحزاب سياسية حليفة مثل الخضر بتزويد السلاح بشكل أكبر لأوكرانيا، والأيام القادمة فقط ستبين إن كانت هذه الخطوة ستكون بمثابة كسر للمحرمات الألمانية السابقة بخصوص أوكرانيا أم لا.

القدس العربي