ديالى العراقية تواجه قتلاً وتهجيراً وتغييراً ديموغرافياً ممنهجاً

ديالى العراقية تواجه قتلاً وتهجيراً وتغييراً ديموغرافياً ممنهجاً

alalam_635585567638472153_25f_4x3

رغم إعلان الحكومة العراقية استعادتها من سيطرة تنظيم “الدولة” منذ أكثر عام، ما تزال محافظة ديالى (50 كم شمال شرق بغداد)، تعاني من سطوة المليشيات التي تمارس عمليات القتل والخطف والتهجير بشكل علني.

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت في الـ25 من شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، تحرير محافظة ديالى بشكل كامل من سيطرة تنظيم “الدولة”.

إذ يشهد عدد من مناطق محافظة ديالى أعمال قتل هدفها إفراغ تلك المناطق من سكانها السنة وسط صمت حكومي وإعلامي مريب عما يرتكب من انتهاكات لحقوق الإنسان؛ وقال سكان محليون من محافظة ديالى في حديث لمراسل “الخليج أونلاين”: “إن ما يحدث الآن في محافظة ديالى، هو حملة تطهير عرقي وتصفية ممنهجة، تقودها مليشيات نافذة عبر الحكومة العراقية موالية لإيران تسعى من خلالها إلى تحويلها لمدينة مغلقة مذهبياً وعرقياً”.

– قمع وتشريد

المواطن أحمد صباح، البالغ من العمر 33 عاماً تحدث لمراسل “الخليج أونلاين”، بصوت منخفض والدموع تغمر عيناه، قائلاً: “لم أجد سوى الرحيل والابتعاد عنهم، تاركاً مدينتي ومنزلي حفاظاً على عائلتي”.

ويضيف: “كنت أسكن في أحد الأحياء التابعة لمنطقة خان بني سعد جنوب محافظة ديالى وأمارس عملي بصورة طبيعية، لكن المليشيات لم تتركنا وشأننا، خصوصاً بعد الانفجار الكبير الذي شهدته المدينة مؤخراً والذي راح ضحيته أكثر 100 قتيل، حيث قامت وما زالت تقوم بقتل أهل السنة في المدينة والمناطق المجاورة”.

وتابع أحمد: “إن ما يحدث الآن في محافظة ديالى لا يمكن وصفه، حيث تقوم هذه المليشيات بترويع الأهالي، من خلال قيامهم بمداهمات ليلية وقتل وتعذيب الرجال أمام أنظار عائلاتهم”.

وأشار إلى أن “مليشيا بدر التي يتزعمها القيادي في الحشد الشعبي هادي العامري، اختطفت اثنين من إخوتي الأسبوع الماضي ولم نعرف مصيرهم بعد، وهددتني بالقتل إن لم أترك المدينة، الأمر الذي دفعني إلى تركها والذهاب إلى العاصمة بغداد حفاظاً على من تبقى من أهلي”.

من جهته قال المواطن تيسير العزاوي: “لم نعد قادرين على الخروج من منازلنا، أطفالنا حرموا من المدارس خوفاً من المليشيات التي تجوب شوارع المدينة ليل نهار، ومصالحنا توقفت، والحكومة تقف عاجزة عن فعل شيء لإنقاذنا”.

وأضاف: “إن عناصر مليشيا منظمة بدر وعصائب أهل الحق ومليشيا الخراساني، كثفوا من وجودهم خلال الأيام الماضية، وقاموا بنصب نقاط تفتيش عسكرية في مناطق متفرقة من المحافظة، اعتقلوا خلالها أعداداً كبيرة من الشباب ولم يعرف مصيرهم بعد”.

– تجريف بساتين

بدوره وثق مركز بغداد لحقوق الإنسان، قيام السلطات المحلية في محافظة ديالى بتجريف أكثر من 160 دونماً من البساتين الزراعية المملوكة لأبناء العشائر السنية، خلال الأشهر الثلاث الماضية، إضافة إلى منع أهلها من بيع محاصيلهم من البساتين أو محاصيل الخضروات، وتعرض عدد منهم لجرائم القتل والخطف والسرقة على يد المليشيات الطائفية.

وقال المركز في بيان حصل “الخليج أونلاين” على نسخة منه: “إن السلطات الحكومية في محافظة ديالى استخدمت وسائل جديدة كأداة لجرائم الاستهداف الطائفي، وآخر تلك الوسائل والأدوات تجريف مساحات شاسعة من بساتين أبناء العشائر السنية في قرية المخيسة بقضاء المقدادية، فضلاً عن استمرار جرائم الخطف والقتل والتهجير والقصف ضد المدنيين وسط تجاهل القضاء العراقي دعاوى أصحاب الحق الشخصي ضد المتهمين بتلك الجرائم”.

من جانبه قال المحلل السياسي هشام الدوري في حديث لـ “الخليج أونلاين”: “إن عمليات الخطف والقتل والتغير الديموغرافي في محافظة ديالى تسير بوتيرة تصاعدية، محذراً الحكومة من تجاهل ما يحدث في المحافظة وما يتعرض له أبناء المكون السني من انتهاكات”.

وطالب الحكومة العراقية باتخاذ خطوات فورية لفرض إدارتها وسيطرتها على هذه المليشيات الموالية، لها وحل المليشيات التي ترفض سيطرة الحكومة عليها.

يذكر أن محافظة ديالى شهدت أعمال عنف مستمرة، كما كانت مسرحاً لأعمال العنف الطائفي طيلة السنوات الماضية، ما أدى إلى مقتل وتشريد الآلاف من سكانها وتدمير أجزاء كبيرة من بنيتها التحتية.

عمر الجنابي

خليج أونلاين