مناورات عسكرية إسرائيلية – أميركية تحاكي هجمات على مواقع نووية إيرانية

مناورات عسكرية إسرائيلية – أميركية تحاكي هجمات على مواقع نووية إيرانية

أطلقت الولايات المتحدة وإسرائيل أكبر مناورة عسكرية مشتركة لهما الاثنين لإرسال رسالة واضحة إلى إيران وتأكيد قوة تحالفهما، رغم المخاوف بشأن تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي تضم أحزابا قومية ودينية متطرفة.

وتأتي المناورة التي وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بأنها الأهم على الإطلاق بعد تلويح إيران باستهداف عبر طائراتها المسيّرة والصواريخ ممرات مائية مهمة، مثل مضيق باب المندب ومضيق هرمز وقناة السويس، وذلك في إشارة إلى قدرتها على تعطيل الممرات البحرية.

كما تأتي بعد عملية استهدفت في نوفمبر الماضي ناقلة “باسيفك زيركون” قبالة ساحل سلطنة عمان على ملك رجل أعمال إسرائيلي باستعمال طائرة مسيّرة، كما تعرضت ناقلة النفط “ميرسير ستريت” التابعة لشركة “زودياك ماريتايم” ويملكها رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر لهجوم إيراني في يوليو الماضي، وهو ما يعزز المخاوف من إمكانية شنّ إيران عمليات أخرى في قادم الأيام، خصوصا بعد استهداف إسرائيل مواقع ومصالح عسكرية إيرانية في الأراضي السورية كانت تهدد إسرائيل، وأسفرت عن مقتل عقيد في الحرس الثوري.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان نشره على موقعه الرسمي انطلاق مناورة “سنديان البازلت” مع القيادة المركزية للجيش الأميركي، موضحا أن “المناورة ستختبر مدى الجاهزية الإسرائيلية – الأميركية المشتركة وستعزز العلاقات العملياتية بين الجيشين”.

وخلال المناورة ستقوم سفن صواريخ وغواصة من البحرية الإسرائيلية بمناورة مشتركة مع حاملة طائرات أميركية، وفق البيان.

وسيتم تزويد سفن الصواريخ من طراز “ساعر 5” في المناورة بالوقود وسط البحر بواسطة ناقلة أميركية، بهدف “توسيع مديات ومناطق عمليات الجيش الإسرائيلي في الحالات الروتينية والطارئة”.

بينما ستطلق القوات الجوية والبحرية والبرية الإسرائيلية والأميركية النار على أهداف تحاكي تهديدات بحرية.

وبحسب البيان “سيتمرن سلاحا الجو الإسرائيلي والأميركي على سيناريوهات مختلفة بمشاركة العديد من الطائرات الحربية وطائرات النقل والطائرات المسيّرة وطائرات الاستطلاع والقاذفات الأميركية الثقيلة، وستلقي القنابل الحية جنوبي البلاد”.

وستشارك في المناورة طائرات التزود بالوقود الإسرائيلية من طراز “رام” وطائرات التزود بالوقود “بوينغ كيه.سي – 46 أي” الأميركية التي ستزود الطائرات المقاتلة والقاذفات بالوقود على حد سواء.

والعام الماضي تعاقدت إسرائيل على شراء 4 طائرات “بوينغ كيه.سي – 46 أي” بـ927 مليون دولار، ويتوقع استلامها في 2025 – 2026.

وخلال المناورة “ستقوم القوات البرية بتدريب مشترك وإطلاق العشرات من القذائف الصاروخية، حيث سيتم إطلاق قذائف صاروخية طويلة المدى من منظومة هيمارس الأميركية ومن منصات إسرائيلية”، بحسب البيان.

ومن المقرر أن تستمر المناورة حتى يوم الجمعة المقبل، بحسب المصدر ذاته.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن 6400 جندي أميركي سيشاركون في المناورة، يتواجد 450 منهم على الأراضي الإسرائيلية والباقي على متن حاملة الطائرات الأميركية جورج بوش.

وتضم حاملة طائرات بوش قاذفات “ب – 52” ومقاتلات من طراز “أف – 35″ و”أف – 15″ و”أف – 16” و”أف – 18″، ستشارك في المناورة، بحسب المصدر ذاته.

وأضافت أن 142 طائرة، بينها قاذفات يمكنها حمل أسلحة نووية، ستشارك في المناورة، التي ستتدرب على نموذج هجوم في إيران.

وتابعت “ستتدرب القوات على سيناريو للهجوم في إيران يتضمن اختراقا لأراضي دولة معادية، والتغلب على أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة وتدمير الأهداف المحمية تحت الأرض”.

ويأتي التدريب رغم مخاوف بشأن تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي اختار وزراء كانوا يعتبرون على هامش اليمين القومي المتطرف للسياسة الإسرائيلية، بما في ذلك حزب عوتسما يهوديت وحزب نعوم، الذي يعارض حقوق المثليين.

وأقر مسؤول دفاعي أميركي كبير باحتمالية حدوث خلافات مع الحكومة الناشئة، لكنه أصر على أن الالتزام الحزبي تجاه إسرائيل.

وقال المسؤول لشبكة “سي.أن.أن” الأميركية “الالتزام الأمني الذي نتمتع به تجاه إسرائيل هو بغض النظر عن الشخصيات المعينة والحكومة”.

وستكون هذه هي المرة الثالثة منذ العام الماضي التي تجري فيها القوات الجوية لكلا الجيشين تدريبات تحاكي الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وفق الصحيفة.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن الحديث يدور “عن أهم مناورة عسكرية مشتركة بين البلدين على الإطلاق”.

ونقلا عن مسؤول أميركي لم تسمه، أضافت الهيئة أن المناورة تحمل رسالة مفادها “أن الحرب (الروسية المستمرة) في أوكرانيا (منذ 24 فبراير الماضي) والتهديد الصيني لا يجعلان الولايات المتحدة تتجاهل التهديد الإيراني.. إيران سترى قوة وحجم المناورة وستفهم ما يمكن لبلدينا القيام به”.

وتتهم عواصم إقليمية وغربية، في مقدمتها واشنطن وتل أبيب، طهران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول إيران إنها تلتزم بمبادئ حسن الجوار وإن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، ولاسيما إنتاج الكهرباء.

واتخذ نتنياهو على الدوام موقفا متشددا تجاه إيران، متعهدا بأداء حكومته الجديدة اليمين “لإحباط جهود إيران لامتلاك أسلحة نووية”. وقال نتنياهو الأحد إن الولايات المتحدة وإسرائيل ستعقدان اجتماعات بشأن إيران في الأسابيع المقبلة، بعد زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.

وقال نتنياهو في الاجتماع “لقد تأثرت بأن هناك رغبة حقيقية ومتبادلة في التوصل إلى تفاهمات حول هذه القضية”.

وعلى الرغم من أن إدارة بايدن فضلت حلا دبلوماسيا لبرنامج إيران النووي المتقدم، إلا أن المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني، المعروفة رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، توقفت.

وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية غير خاضعة للرقابة الدولية، وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.

صحيفة العرب