طالبان تتعهّد بتبديد كل مخاوف الصين

طالبان تتعهّد بتبديد كل مخاوف الصين

كابول – أكدت حركة طالبان الخميس أنها ستبدد “كل مخاوف” بكين، خلال اجتماع في كابول مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في أول زيارة له إلى أفغانستان منذ وصول الأصوليين الإسلاميين إلى السلطة.

وتتشارك الصين مع أفغانستان جزءا صغيرا من حدودها يمتدّ على 76 كيلومترا على علوّ شاهق، إلا أن بكين تخشى منذ وقت طويل أن تصبح جارتها قاعدة للانفصاليين والإسلاميين من إثنية الأويغور.

ويقول محللون إن الصين، التي تعلن تبنيها سياسة خارجية تقضي بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، تشعر بالقلق إزاء الأجندة الدينية المتشددة لمتمردي طالبان، لقربهم من منطقة شينجيانغ.

وتمنح الاجتماعات شرعية للحركة التي تتوق إلى اعتراف دولي وغطاء دبلوماسي محتمل في الأمم المتحدة لمواكبة توسّعها العسكري في أنحاء البلاد.

الصين تشعر بالقلق إزاء الأجندة الدينية المتشددة لمتمردي طالبان، لقربهم من منطقة شينجيانغ

ورغم أنه لا يجمع بين قادة الحزب الشيوعي الصيني في بكين ومتشددي طالبان الكثير من الأرضية الأيديولوجية المشتركة، لكن محللين يقولون إن البراغماتية المشتركة يمكن أن تؤدي إلى تقديم المصلحة الشخصية على الفوارق الحساسة.

وإثر وصوله إلى كابول الخميس، التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي نائب رئيس الوزراء عبدالغني برادر ووزير الخارجية أمير خان متقي.

وفي بيان صادر عن نائب رئيس الوزراء، أكدت طالبان لوانغ أنها ستبدد “كل المخاوف” التي “يعتقد أنها تنشأ من الأراضي الأفغانية”، من دون ذكر الأويغور على وجه التحديد.

ومنذ عودتها إلى السلطة في أغسطس، تعهدت طالبان مرارا بعدم السماح بأن تكون الأراضي الأفغانية قاعدة لجماعات مسلحة أجنبية.

وكانت الحركة قد آوت أسامة بن لادن وغيره من كبار قادة تنظيم القاعدة في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي قادت الولايات المتحدة إلى التدخل في أفغانستان وإنهاء حكم طالبان الأول (1996-2001).

وقبل استيلائهم على كابول، سعت بكين إلى الحفاظ على علاقات مع الأصوليين الإسلاميين مع انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان.

وجاء في البيان الصادر عن نائب رئيس الوزراء أن “الإمارة الإسلامية تريد تعزيز توسيع علاقاتها” مع الصين.

اجتماع

وقالت وزارة الخارجية في تغريدة إن وانغ ومتقي تحدثا أيضا عن تعزيز “العلاقات الاقتصادية والسياسية” بين البلدين. كما ناقش الوزيران بدء العمل في قطاع التعدين في أفغانستان.

وكانت بكين قد حصلت عام 2007 على امتياز استغلال منجم النحاس العملاق في آيناك (ثاني أكبر مكمن نحاس في العالم) قرب العاصمة الأفغانية، مقابل 3 مليارات دولار.

وأضافت الوزارة أنه إضافة إلى وزير الخارجية الصيني، وصل المبعوث الروسي الخاص إلى أفغانستان زامير كابولوف إلى كابول، حيث من المقرر أن يلتقي مسؤولين من طالبان.

وتعاني أفغانستان أزمة مالية وإنسانية خطرة، بسبب تجميد أصول لها في الخارج قيمتها المليارات من الدولارات، والتوقف المفاجئ للمساعدات الدولية التي دعمت البلاد مدى 20 عاما رغم بدء عودة جزء صغير منها تدريجيا.

وتأتي زيارة وانغ قبل أسبوع من الاجتماع المقرر في بكين مع دول جوار أفغانستان، وأبرزها باكستان، لبحث المساعدات لنظام طالبان ومشاريع اقتصادية جديدة.

الحفاظ على الاستقرار بعد عقود من الحرب في أفغانستان يعتبر من أهم أولويات بكين لأنها تسعى إلى تأمين حدودها واستثماراتها

ويعتبر الحفاظ على الاستقرار بعد عقود من الحرب في أفغانستان من أهم أولويات بكين لأنها تسعى إلى تأمين حدودها واستثماراتها في البنى التحتية الاستراتيجية في باكستان المجاورة، حيث الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.

وبالنسبة إلى بكين، من شأن وجود إدارة مستقرة ومتعاونة في كابول أن يمهد الطريق لتوسيع مشروعها الرئيسي للبنية التحتية المسمى “مبادرة الحزام والطريق” الذي انضمت إليه أفغانستان عام 2016.

ومن جانبها، ترى طالبان في الصين مصدرا مهما للاستثمار والدعم الاقتصادي، سواء بشكل مباشر أو عبر باكستان.

وعلى عكس العديد من القوى الغربية، أبقت الصين سفارتها في كابول مفتوحة ولا يزال سفيرها موجودا في العاصمة الأفغانية.

ومع ذلك، أعادت بكين 210 من مواطنيها قبيل سيطرة طالبان على العاصمة. ولم تعترف أي دولة حتى الآن رسميا بالنظام الجديد في كابول.

ويقول الخبير الأفغاني المقيم في أستراليا نيشانك موتواني “عن طريق جعل الصينيين إلى جانبهم، سيكون بإمكان بكين منحهم غطاء دبلوماسيا”.

العرب