آخر نكبات الشرق الأوسط: زلزال مدمر

آخر نكبات الشرق الأوسط: زلزال مدمر

أنقرة- أثارت الصور التي عرضتها وكالات الأنباء عن الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا وسوريا المجاورة الاثنين حالة من الذعر والتضامن في العالم، وضاعفت النكبات في الشرق الأوسط.

وفتحت الطريق أمام العروض لمساعدة البلدين المتضررين. وقفزت هذه العروض عن الخلافات السياسية، حيث عبرت اليونان عن استعدادها لدعم تركيا، فيما قالت إسرائيل إنها على استعداد لإرسال المساعدات إلى سوريا.

وتوجه الدعم بشكل رئيسي إلى تركيا التي أطلقت في الصباح نداء للمساعدة الدولية قبل أن تحذو دمشق حذوها.

وتحدث رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس هاتفيّا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين لتقديم “مساعدة فورية” إلى تركيا، معلنا إرسال إحدى طائرات القوات الجوية اليونانية مع عشرين عنصر إطفاء ومساعدة إنسانية.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن على حسابه الرسمي في تويتر “طلبت من أجهزتي أن تواصل متابعة الوضع عن كثب بالتنسيق مع تركيا وتقديم كل المساعدة الضرورية أيّا كانت”.

وأضاف “تنتشر فرقنا بسرعة للشروع في دعم جهود البحث والإنقاذ في تركيا والاستجابة لاحتياجات الجرحى والنازحين جراء الزلزال”.

وقام الاتحاد الأوروبي بتفعيل “آلية الحماية المدنية” الخاصة به وتمت “تعبئة فرق من عشر دول أعضاء بشكل عاجل”.

وفي فرنسا من المقرر أن يتوجه 139 من عمال الإنقاذ التابعين للأمن المدني إلى تركيا، بحسب وزير الداخلية جيرالد دارمانان.

وقال وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس في تغريدة إن بلاده “حشدت على الفور أفرادا ومسيّرات” متوجهة إلى ملطية (تركيا) حيث يقع مركز المساعدة الدولية. وأضافت مدريد أن 85 من رجال الإنقاذ سيغادرون إلى تركيا الاثنين.

وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن طائرتين من طراز “آي. أل – 76” تحملان 100 رجل إنقاذ جاهزتان للسفر إلى تركيا إذا لزم الأمر.

◙ بسبب اتّساع رقعة الدمار وارتفاع عدد الضحايا، تعمل فرق الدفاع المدني في مناطق جغرافية متباعدة، ما يحدّ من قدرتها على الاستجابة السريعة

عربيًّا، قالت الإمارات إنها ستنشئ مستشفى ميدانيا في تركيا وترسل فرق البحث والإنقاذ إلى تركيا وسوريا. وأضافت أنها ستقدم إغاثة عاجلة إلى أكثر المناطق تضررا في سوريا.

وقالت إسرائيل إنها تلقت طلبا من سوريا للمساعدة في جهود الإغاثة عقب الزلزال، وإنها مستعدة للقيام بذلك.

وخلال مراسم في مستشفى بالقرب من تل أبيب قال بنيامين نتنياهو “بما أننا تلقينا طلبا أيضا لفعل ذلك من أجل العديد من ضحايا الزلزال في سوريا، فقد أصدرت تعليماتي للقيام بذلك أيضا”.

وتوقع روجر موسون، وهو باحث فخري في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، ارتفاع أعداد الضحايا إلى الآلاف. وبلغ العدد إلى حدود مساء الاثنين حوالي ثلاثة آلاف من القتلى وآلاف الجرحى أغلبهم في تركيا.

وقال موسون “لن تكون الأمور جيدة… سيكون (الضحايا) بالآلاف وربما يصل عددهم إلى عشرات الألوف”.

وأضاف أن طقس الشتاء البارد يعني أن المحاصرين تحت الأنقاض لديهم فرص أقل في البقاء على قيد الحياة.

وفي ظل تأخر المساعدات وجه السوريون المحاصرون بالزلازل نداءات من أجل أن يلتفت إليهم العالم ويسارع في إيصال المساعدات، في الوقت الذي يعانون فيه من البرد والجوع.

غراف
وفي بلدة جنديرس الحدودية مع تركيا، يعمل عمال إنقاذ وسكان بأيديهم أو عبر استخدام معاول لاستحداث فتحات، على أمل الوصول إلى أحياء، بينما يقف آخرون وهم يتفرّجون غير قادرين على القيام بأيّ شيء، في ظل انقطاع تام للتيار الكهربائي.

وأغلقت كافة متاجر المواد الغذائية أبوابها، في حين وقف العشرات من الأشخاص في طوابير طويلة أمام الفرن الوحيد قيد الخدمة.

وعمد البعض إلى إسعاف الجرحى في سياراتهم أو في الشارع لعدم إمكان نقلهم إلى مستشفيات المنطقة.

وحذّرت منظمة الخوذ البيضاء (منظمة دفاع مدنية تطوعية تعمل في المناطق التي تحت سيطرة المعارضة في سوريا) من نقص الإمكانات، متحدثة عن “صعوبات كبيرة”. وأوضحت أن معداتها وإمداداتها “ليست كافية حاليا لتلبية الاحتياجات العاجلة”.

وبسبب اتّساع رقعة الدمار وارتفاع عدد الضحايا، تعمل فرق الدفاع المدني في مناطق جغرافية متباعدة، ما يحدّ من قدرتها على الاستجابة السريعة.

ويقول أحد الناجين مناشداً أصحاب الضمائر التحرك لمساعدة أهالي المنطقة “أطفالنا، نساؤنا وشيبنا تحت الأنقاض. إنها كارثة، طوابق كاملة هوت على الأرض”.

ويضيف “شهر أو حتى ثلاثة أشهر غير كافية لننتشل الموتى”.

العرب