بالونات تجسس صينية أم أجسام طائرة من خارج الكوكب

بالونات تجسس صينية أم أجسام طائرة من خارج الكوكب

واشنطن – أطلق جنرال أميركي جدلا، بعدما لم يستبعد أن تكون الأجسام الطائرة المسقطة من خارج كوكب الأرض، فيما أسقط الجيش الأميركي بأمر من الرئيس جو بايدن جسما طائرا آخر الأحد قرب بحيرة هورون على الحدود مع كندا، في رابع عملية من هذا النوع خلال أسبوع.

يراقب الأميركيون القلقون الأجواء بينما يتتالى رصد أجسام طائرة غامضة في ظل توتر حاد مع الصين، رغم أن الجسم الأول فقط نسبت السلطات الأميركية مسؤولية إطلاقه إلى بكين ووصفته بأنه منطاد مخصص لأغراض التجسس.

وقال قائد القيادة الشمالية الأميركية وقيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية الجنرال جليندي فانهيرك، بعد إسقاط سلسلة من أجسام مجهولة، إنه لا يستبعد أن تكون هذه الأجسام من خارج كوكب الأرض أو أي تفسير آخر.

وعندما سئل عن صلة الأجسام الطائرة الثلاثة التي أسقطتها الطائرات الحربية الأميركية بالكائنات الفضائية، قال فانهيرك “لا أستبعد أي شيء.. سأترك الأمر لمجتمع المخابرات للكشف عن حقيقة ذلك”.

وأضاف “في هذه المرحلة نواصل تقييم كل تهديد أو أي خطر محتمل غير معروف يقترب من أميركا الشمالية بمحاولة التعرف عليه”.

وجاءت تصريحات الجنرال الأميركي خلال إحاطة في وزارة الدفاع “البنتاغون” بعد أن أسقطت مقاتلة أميركية من طراز أف – 16 جسما له شكل ثماني الأضلاع فوق بحيرة هورون على الحدود بين الولايات المتحدة وكندا، بناء على أوامر من الرئيس الأميركي جو بايدن.

وكان هذا رابع جسم طائر مجهول الهوية تسقطه الطائرات الحربية الأميركية منذ يوم الجمعة، في أعقاب إسقاط ما يشتبه بأنه منطاد صيني في الرابع من فبراير، والذي وضع الدفاعات الجوية لأميركا الشمالية في حالة تأهب قصوى.

لكن مسؤولا دفاعيا أميركيا آخر أوضح، شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الجيش لم ير أي دليل يوحي بأن أيا من تلك الأجسام من أصل خارج كوكب الأرض.

وتأتي هذه الحوادث في الوقت الذي شرع فيه البنتاغون في حملة جديدة في السنوات الأخيرة للتحقيق في المشاهدات العسكرية للأطباق الطائرة، التي أعيدت تسميتها في اللغة الرسمية للحكومة على أنها “ظواهر جوية غير محددة”.

ومع ذلك، فإن جهود الحكومة الأميركية للتحقيق في الأجسام الشاذة وغير المحددة، سواء كانت في الفضاء أو في السماء أو حتى تحت الماء، أدت إلى المئات من التقارير التي يتم التحقيق فيها، حسبما قال كبار القادة العسكريين، وفق وكالة “بلومبيرغ” الأميركية.

لكن حتى الآن، لم يعثر البنتاغون على دليل يشير إلى زيارات أرضية من حياة فضائية ذكية، وفق المسؤولين الأميركيين.

وأعلن البنتاغون أن الجسم المجهول الذي أسقطته المقاتلة الأميركية فوق بحيرة هورون حلق على ما يبدو بالقرب من مواقع عسكرية حساسة، ولم يشكل خطرا على الطيران المدني فحسب، بل كان أيضا “أداة محتملة للتجسس”.

وقالت الوزارة في بيان “بناء على مساره الجوي والبيانات، يمكننا أن نربط هذا الجسم بشكل منطقي بإشارة الرادار التي تم التقاطها فوق مونتانا، والتي أوضحت أنه حلّق بالقرب من مواقع عسكرية حساسة”.

وأضافت “لم نقيّمه على أنه يمثل خطرا عسكريا… لأي شيء على الأرض، لكننا رأينا أنه يمثل خطرا على سلامة الطيران وتهديدا بسبب قدراته المحتملة للتجسس. سيعمل فريقنا الآن على انتشال الجسم في محاولة لكشف المزيد بشأنه”.

ورفض مسؤولان أميركيان، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، الإفصاح عما إن كان يشبه المنطاد الصيني الأبيض الكبير الذي أُسقط هذا الشهر.

وقال تشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، في مقابلة مع محطة “أي.بي.سي” التلفزيونية الأحد، إن مسؤولي الأمن القومي يعتقدون أن الجسمين الطائرين اللذين أُسقط أولهما فوق البحر المتجمد بالقرب من ديدهورس بولاية ألاسكا الجمعة، ودُمر الثاني فوق يوكون السبت، كانا منطادين.

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن طلب التحدث مع نظيره الصيني بُعيد إسقاط مقاتلة تابعة للقوات الجوية الأميركية المنطاد الصيني قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة. لكن أوستن لم يتلق أي رد، على الرغم من أن الحادثة دفعت وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إلغاء رحلة إلى بكين مقررة منذ فترة طويلة.

وقالت الصين الخميس إنها رفضت الاتصال مع وزير الدفاع الأميركي بسبب قرار واشنطن “غير المسؤول” بإسقاط المنطاد.

واعتبرت وزارة الدفاع الصينية في بيان أن “هذا النهج غير المسؤول والخاطئ بشكل خطير من جانب الولايات المتحدة، لم يوفر مناخا مناسبا للحوار والتبادلات” بين البلدين.

وأضافت أن “الولايات المتحدة أصرت على استخدام القوة لمهاجمة المنطاد، الأمر الذي انتهك الممارسات الدولية بشكل خطير ويمثّل سابقة سيئة”.

العرب