الإمارات تدعم مزيج الطاقة النظيفة بتشغيل ثالثة محطات براكة النووية

الإمارات تدعم مزيج الطاقة النظيفة بتشغيل ثالثة محطات براكة النووية

أبوظبي – دخلت الإمارات مرحلة جديدة الجمعة مع بدء التشغيل التجاري لثالث مفاعلات محطة براكة النووية، والتي ستدعم مزيج إنتاج الكهرباء الخالي من الانبعاثات الكربونية ضمن خطط البلد الخليجي لتنويع مزيج الطاقة النظيفة.

ويسعى البلد، وهو منتج كبير للنفط وعضو في منظمة أوبك، إلى تنويع مزيج الطاقة، بإضافة الطاقة النووية لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء وتعزيز الاستدامة والمساعدة في إتاحة المزيد من الخام للتصدير.

وأعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية التشغيل التجاري للمحطة من قبل ذراعها التشغيلية، شركة نواة للطاقة، الأمر الذي تقول إنه سيعزز مساهمة المحطات في تحقيق أهداف الدولة الخاصة بالوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050.

1400 ميغاواط من الكهرباء ستضيفها المحطة ليصبح إنتاج المحطات الثلاث 4200 ميغاواط

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن محمد الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمؤسسة، قوله “في عام الاستدامة لدولة الإمارات، يحقق البرنامج النووي السلمي الإماراتي إنجازا جديدا، والذي تحقق بعد أقل من عام من بدء تشغيل المحطة الثانية”.

ومن المتوقع أن تضيف المحطة إلى شبكة الكهرباء المحلية ما يصل إلى 1400 ميغاواط من الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية، مما يزيد الإنتاج الإجمالي للمحطات الثلاث التي تم تشغيلها إلى ما يبلغ 4200 ميغاواط.

وستبلغ القدرة الإنتاجية لمحطة براكة مع اكتمال المفاعلات الأربعة حوالي 5600 ميغاواط، أي ما يعادل ربع احتياجات الإمارات من الكهرباء النظيفة.

وتهدف الحكومة من وراء هذا المشروع الضخم، الذي بدأت إنشاءه في العام 2012، إلى تعزيز الاستفادة السلمية من هذه الطاقة في دعم النمو الاقتصادي مستقبلا.

وباتت الإمارات العضو 33 في مجموعة الدول المنتجة للكهرباء من الطاقة النووية، فيما تعد محطة براكة أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات يدخل مرحلة التشغيل في العالم العربي.

وتقع محطة براكة في منطقة الظفرة غرب إمارة أبوظبي وتولى كونسورسيوم بقيادة كيبكو الكورية الجنوبية بناءها في اتفاق بلغت قيمته أكثر من 20 مليار دولار.

ويؤكد المسؤولون الإماراتيون أن البرنامج النووي بات نموذجا لإنتاج الطاقة الصديقة للبيئة، إذ يقدم منهجا سريعا لخفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة، فضلا عن تعزيز أمن الطاقة والمساهمة في مرونة الشبكات وفي مواجهة التغير المناخي.

وقال الحمادي إن “محطات براكة تعد نموذجا يُحتذى به من قبل الدول الأخرى التي تتطلع إلى تنويع محفظتها من مصادر الطاقة، ولاسيما في الأوقات التي يواجه فيها العالم تحديات في قطاع الطاقة”.

الإمارات تسعى إلى تنويع مزيج الطاقة، بإضافة الطاقة النووية لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء وتعزيز الاستدامة

وأضاف “مع وجود ثلاث محطات تنتج الكهرباء على نحو تجاري، تقوم محطات براكة بضمان أمن الطاقة، ودعم النمو الاقتصادي المستدام، إلى جانب تعزيز الابتكار والمساهمة في تحقيق أهداف إستراتيجية الدولة للحياد المناخي”.

ويقول خبراء إن هذه المرحلة ستؤدي إلى تعزيز دور الإمارات في الشرق الأوسط باعتبارها أول قوة نووية عربية، كما ستخلق تراكما في الخبرات، قد يشكل رصيدا في كوادر ستحتاجها دول أخرى بالمنطقة في تنفيذ مشاريع مماثلة.

وتؤكد الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في الإمارات أن محطة براكة النووية تتمتع بحماية شديدة من المخاطر الأمنية خاصة وأن البلد التزم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتطبيق أفضل الممارسات الدولية وأعلى معايير الجودة والسلامة.

وأكدت مريم المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة أن بلادها تجني الآن عوائد ملموسة من استخدام الطاقة النووية، حيث تحد كل محطة من محطات براكة يتم تشغيلها تجارياً من 5.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويا.

وأشارت إلى أنه من المقرر أن تحد المحطات الأربع من 22.4 مليون طن من هذه الانبعاثات سنويا بحلول 2025، كما تسهم المحطات بنسبة 25 في المئة من التزامات الدولة بخفض البصمة الكربونية.

العرب