انخفاض مستوى المياه في دجلة والفرات: تركيا تستأنف الحرب المائية ضد العراق

انخفاض مستوى المياه في دجلة والفرات: تركيا تستأنف الحرب المائية ضد العراق

الناصرية (العراق)- عادت مناسيب الخزين المائي في محافظات جنوب العراق للانخفاض الشديد وهو الأمر الذي أرجعته السلطات إلى تركيا بدرجة أولى، ما يشير إلى أن أنقرة قد استأنفت الحرب المائية ضد العراقيين.

وأعلنت وزارة الموارد المائية في العراق الأحد أن السلطات التركية خفضت الإطلاقات المائية الواردة إلى العراق عبر نهري دجلة والفرات مما انعكس سلبا على معدل مناسيب الخزين المائي في البلاد.

وذكر بيان لوزارة الموارد المائية العراقية أن “الانخفاض الحاصل بالحصص المائية في بعض المحافظات الجنوبية خلال هذه الأيام يعود سببه إلى قلة الإيرادات المائية الواردة إلى سد الموصل على دجلة وسد حديثة على الفرات من تركيا مما أدى إلى انخفاض حاد في الخزين المائي بالبلاد”.

وأوضح أن هذا الانخفاض جاء بالتزامن ”مع قلة الأمطار وزيادة الطلب على المياه لتأمين ري المحاصيل الزراعية للموسم الشتوي الحالي التي تجاوزت الخطة المقررة بسبب عدم التزام المزارعين بالمساحات الزراعية المقررة وفق الخطة الزراعية التي أقرت على المياه السطحية وعدم الالتزام بتطبيق نظام المراشنة، وكل ذلك أدى إلى تأثر بعض المناطق في المحافظات الجنوبية بقلة الإيرادات المائية”.

وسُجل تراجع في منسوب نهري دجلة والفرات في جنوب العراق. وفي مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار في جنوب العراق، بات من الممكن رؤية قاع نهر الفرات عند الضفاف ودعامات الجسور العابرة للنهر.

ويعدّ ملف المياه ملفاً أساسياً وشائكاً بالنسبة إلى العراق البلد شبه الصحراوي الذي يقطنه نحو 42 مليون نسمة. وتتهم بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران بالتسبب في خفض كميات المياه الواصلة إلى أراضيها، لاسيما بسبب بنائهما لسدود على النهرين.

وأدّت كذلك أساليب الري الخاطئة، وفق الوزارة، إلى زيادة حدة هذا النقص، مشيرةً إلى “عدم التزام المزارعين بالمساحات الزراعية المقررة” وفق الخطة الموضوعة من السلطات.

وذكر عبدالرضا مصطاح سنيد مدير الموارد المائية في ذي قار أن الفلاحين “بدأوا بالتجاوز وزراعة مساحات شاسعة قد تصل إلى أضعاف ما هو مخطط له للخطة الزراعية”.

◙ غالباً ما يواجه العراق مشكلة نقص في المياه، ولذلك يتم تقنين توزيع المياه للحاجات المختلفة كالري والاستهلاك المنزلي

وأدى ذلك وفق المسؤول إلى “زيادة الاستهلاكات المائية من حوض نهر الغراف ونهر الفرات وألقى بظلاله على قلة المياه الواردة”.

وغالباً ما يواجه العراق مشكلة نقص في المياه، ولذلك تقوم السلطات بتقنين توزيع المياه للحاجات المختلفة كالري والزراعة واستهلاك مياه الشرب وتغذية أهوار جنوب العراق. ويتم ذلك عبر حفظ المياه في السدود في شمال البلاد ما يثير غضب المحافظات الجنوبية.

وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية خالد شمال إن “هذه الحالة مؤقتة” في إشارة إلى انخفاض مناسيب النهرين في الجنوب.

وأضاف أن وزارته ستطلق المزيد من المياه من السدود العراقية في الموصل ودوكان ودربنديخان، متعهداً بنتائج إيجابية “خلال اليومين المقبلين”.

ومع تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وازدياد التصحر، يعدّ العراق من الدول الخمس الأكثر عرضةً للآثار السلبية للتغير المناخي في العالم وفق الأمم المتحدة.

وفي ديسمبر، دعا البنك الدولي العراق إلى اعتماد نموذج تنمية “أكثر اخضراراً ومراعاة للبيئة” لمواجهة التحدي المناخي.

وفي تقرير، دعت المنظمة الدولية العراق إلى “تحديث نظام الري” و”إعادة تأهيل السدود”.

وشدّدت كذلك على ضرورة “تحسين توزيع المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي” إضافة إلى “زيادة الاعتماد على الزراعة الذكية” لمواجهة التغير المناخي.

العرب